صباح الرسام
احياء ذكرى استشهاد الامام السابع من ائمة الشيعة الاثني عشر موسى بن جعفر عليه السلام الملقب بكاظم الغيظ لتجاوزه عن الاساءة التي توجه اليه من اعداءه ، والذي قضى حياته من سجن الى سجن في سجون الطاغية هارون العباسي الذي لم يكتفي بسجنه مما جعله يدس له السم الذي على اثره فارق الحياة شهيدا مظلوما ً في 25 رجب 183 هجــ .احياء المناسبة جزء يسير من الوفاء للامام العالم الزاهد التقي النقي العابد صاحب السجدة الطويلة ، *ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب* . احياء هذه الشعيرة ذكرى استشهاد الامام الكاظم عند راي البعض تكون من قبل المتدينين فقط الذين يتقربون الى الله باحياء هذه الشعيرة وهذا مخالف للواقع ، فقد رأينا الجميع يحرص على احياء هذه الشعيرة رأينا المتدينين وغير المتدينيين وحتى البعيد عن الدين بل رأينا بعض الغير متدينين اكثر همة واكثر حرصا ُ على نجاح هذه الشعيرة .وللاسف نسمع البعض ينتقد هؤلاء كيف يشاركون في هذه الشعيرة وهؤلاء كانوا كذا وكذا وهؤلاء لايصلون وهذا النقد ينم عن جهل الناقد فاقول من انت كي تحاسب هؤلاء فمنهم يحمل غيرة قد يفتقرها مثلك وكثير من هؤلاء يوصفون بالنخوة والحمية ولديهم غيرة حتى على الدين البعيدين عنه حسب رأيك ان جد الجد . وما الذي يجعله يتحمل حرارة الشمس والتعب ومنهم من يصرف الاموال أوربما يتفجر في أي لحظة هل يحصل على مغريات او اموال او جائزة ؟؟؟ لم يحصل على شيئ بل يعتقد عسى ان يغفر الله له بالتقرب لوسيلة من وسائل الله وهي احيأء شعيرة استشهاد الامام ع . ولكم مثالاً عيد الفطر للصائمين والكل فرح ويعيد بضم الياء وفتح العين نرى الغير صائم اكثر سرورا بالعيد من الصائم لماذا لاينتقد هؤلاء .وقد اعجبني رد الخطيب الشيخ جعفر الابراهيمي على مثل هذا النقد لاصحاب المواكب وكيف يحاضر في موكب فلان او فلان فقال نحن ليس لدينا مكاتب للتحري والتحقيق وقال تسخير امكاناتهم لخدمة آل البيت افضل من تسخير الامكانيات لغيرها او تلتقفه منظمة معادية لخط اهل البيت ع وربما تكون نقطة تحول هذا الانسان نحو الافضل .ونستفاد من رواية من مقال الاستاذ سامي جواد كاظم عنوانه ملعون مغبون . الرواية كتب زرارة ابن اعين وعبدالله بن بكير ومحمد بن مسلم وابو نصير وآخرون الى الامام جعفر الصادق عليه السلام يشكون له من تصرفات المفضل بن عمروا الجعفي وذلك لما لاحظوه على المفضل من معاشرة بعض الاشخاص الغير ملتزمين مثل شاربي الخمر واللاعبين بالطيور (مطيرجية) وتمنوا على الامام ع ان يكتب اليه رسالة ينهاه عن اعماله الغير لائقة تلك ، وهكذا كان فكتب الامام ع الرسالة وختمها ثم سلمها اليهم واوصاهم ان يسلموها للمفضل وفي الكوفة فض المفضل الرسالة وتلاها عليهم ففوجئوا بان الامام ع لم يأت على ذكر طلبهم لا من قريب ولا من بعيد وانما وجدوا الامام فيها يأمر المفضل بشراء اشياء تحتاج الى مبالغ طائلة .قال لهم المفضل علينا ان نتعاون في جمع المبلغ ، قالوا ان المبلغ يحتاج الى وقت والى العمل الحثيث ثم عزموا على الخروج لكن المفضل استوقفهم ودعاهم لتناول طعام الغذاء معه ، وعلى الاثر ارسل شخصا ُفي طلب عدد من الذين شكوا المفضل بسببهم وحينما حضروا عرض عليهم الامر فاستأذنوا في الخروج وعادوا بعد قليل ومعهم عشرة الاف درهم وهي المبلغ المطلوب . وعند تناول الطعام توجه المفضل نحو اصحابه وهو يقول افكنتم تريدون ان اترك اشخاص كهؤلاء فاعجز عن اداء الامور الضرورية .وتدل الرواية بان الامام جعفر الصادق يعلم بصحبة المفضل لهؤلاء ولم يمنع المفضل صحبتهم فكيف يأتي من يأتي لكي ينتقد هؤلاء الذين لايصلون ولايصومون علما ان هذه الحالة موجودة عند جميع الاديان والمذاهب والشعوب لماذا لانسمع النقد الا للشيعة فقط ولماذا لاينتقد دين مبني على خرافة او شعب يحتفل بذكرى انسان له نظرية اثبتت فشلها او او او ؟؟؟ هؤلاء اثرت عليهم ثقافات ملحدة .الجميع تركوا عيالهم واعمالهم لاحياء هذه الشعيرة المتدينين والغير متدينين والاقبال على احياء مناسبات الائمة لم يأت من فراغ له اسبابه السبب الاول بسبب الوعي الثقافي من خلال المحاضرات التي يشاهدونها عبر الفضائيات والمذياع بعدما كان الناس بسبب صنم العراق الهدام لايعرفون مكانة الائمة الاطهار بسبب التعتيم الاعلامي والتضييق على كل ما يخص اهل البيت عليهم السلام والمعروف لدى الجميع ان الانسان بطبيعته يحب الابطال خصوصا ان كان البطل مظلوم والعراقي بتعاطف بسرعة مع المظلوم والسبب الثاني منع الناس من قبل الطغاة على مدى العصور من اداء الشعائر وهذا ولد شوق وحسرة عند العراقيين فنرى ازدياد الجموع المليونية لاحياء المناسبات وهذه ايضا كرامة لال البيت عليهم السلام كلما ارادوا ان يدفنوا نهجهم وذكرهم ازدادوا رفعة وبريقاً .أحياء الذكرى اصبحت وطنية لانها تشمل الجميع وهذا يشرح القلب ويعظم المناسبة لانها لم تقتصر على الشيعة فقط فقد راينأ المشاركين من جميع الاطياف والمذاهب والاديان والقوميات ذكورا واناثا صغارا وكبارأ حتى المقعدين والمكفوفين وهذه المناسبة اصبحت وطنية لانها تشمل العراقيين فان لم تشمل الجميع فانها تشمل اغلبية العراقيين . ونتمنى ان يخصص يوم يسمى - يوم السجين العراقي المظلوم - لان سجون النظام البائد كانت مليئة بالمظلومين ويصادف اول يوم دخل فيه الامام موسى الكاظم ع السجن لانه سجن مظلوما ً وشرف لكل سجين عراقي مظلوم ان يكون يومه يوم سجن الامام عليه السلام .السلام على الامام الكاظم يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .
https://telegram.me/buratha