المقالات

السادة اصحاب القرار ... المعلمون ليسوا أقل شأن من غيرهم

941 23:58:00 2011-06-27

علي العوادي

لا اتي بشيء جديد عندما اتكلم عن أهمية المعلم ودوره في نشر العلم والفضيلة وبناء الأوطان ، فما قاله الحكماء والادباء والناس بحق المعلم ، وما أولته القوانين والحكومات والمؤسسات المعنية من اهتمام بحقه ما ملأ الدنيا ، لكن ما يجعلني أظن ان مسؤلولينا في الحكومة العراقية ربما لايؤمنون بهذه الاهمية هو الاحباط الذي لازالت تعاني منه الشريحة التعليمية في المجتمع بسبب شعورها بالغبن والاجحاف بحقها نتيجة التفاوت الكبير في الامتيازات والفوارق الشاسعة في الرواتب والمخصصات بينها وبين الشرائح المهنية الاخرى في الوزارات المختلفة .فقد يستغرق المعلم في خدمته الوظيفية اكثر من 25 سنة ، حتى يحصل على راتب يعادل راتب موظف جديد في وزارة كوزارة النفط مثلا ، او ابسط موظف في الرئاسات الثلاث ، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار مشكلة اخرى هي ان كثير من الشباب الخريجين اتتهم فرصة التعيين كمعلمين في سن متقدمة من العمر لاسباب معروفة وهم اصحاب عوائل ، و مع احترامي وتقديري لكل الاخوة والكوادر في وزارة النفط او الوزارات الاخرى ، ولكن هل أن المعلم لا ينتج شيئا ولايقدم خدمة للبلد ، ام انه لايستحق أن يعيش بكرامة مع عائلته في خضّم الظروف والازمات الخانقة ، كازمة السكن وارتفاع ايجارات الدور وصعوبة تكاليف المعيشة الاخرى ..وقد فعلت الحكومة حسنا اليوم من اهتمام بالمثقفين والاعلاميين وهي تصرف لهم المخصصات الشهرية ، وحسنا فعلت عندما قررت صرف رواتب للمختارين والمجالس المحلية ، وحسنا فعلت عندما قررت زيادة رواتب منتسبي وزارة الرياضة والشباب ، وحسنا فعلت عندما قررت زيادة رواتب منتسبي وزارة الداخلية ، وحسنا فعلت عندما قررت زيادة رواتب الدرجات التاسعة والعاشرة ،وهذه كلها التفاتات انسانية ويستحقها ابناء الشعب ...ولكن لماذا لاتصرف استحقاق المعلمين من المخصصات المهنية البالغة 150 الف دينار فقط التي يطالبون بها منذ سنوات دون جدوى ، وهي استحقاق وليست تفضل او منة .. خاصة وان ميزانية العراق حصل فيها وفرة نتيجة زيادة اسعار النفط ،ام ان هذه الميزانية تتدهور وتصاب بالافلاس عندما يصل الموضوع الى المعلم وهو يطالب بحقه ، بينما تفتح هذه الميزانية ابوابها الواسعة لغيرهم وخاصة المسؤولين في الوزارات المترهلة ومؤتمراتهم وايفاداتهم ومخصصاتهم ، ولا تصاب بالعجز عنما تتبرع الحكومة بعشرة ملايين دولار لليابان ، او عندما قررت سابقا صرف مبالغ كبيرة للقمة العربية .....السادة المسؤولون اذا اردتم ان تبنوا بلدا وجيلا واعيا عليكم ان تخططوا كرجال دولة الى مستقبل هذه الاجيال ومن هو القادر على اشباعها بالعلم والثقافة والوطنية والخلق الا وهو المعلم ، اما اذا كان هذا المعلم محبطا فلا يستطيع ان يطور نفسه فضلا عن غيره وقد يعكس روح الاحباط لدى نفوس التلاميذ والطلبة دون ان يشعر ، وربما لهذا السبب وضعت بعض الدول المتقدمة اعلى رواتب وظيفية للمعلمين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك