المقالات

هل سوف تعود الدكتاتورية من جديد ؟!

834 14:09:00 2011-06-28

ناجي لطيف العسكري

بعد عقود من النظام الدكتاتوري ، تنشق العراق عبق الحرية ولكن خلط بعطر الموت الذي اشعل فتيلة الفراغ الامني ، شغف العراقيين للحرية والديمقراطية جعلهم يدفعون ثمن غالي للبقاء الى مكتسبهم الجديد الذي في الامس القريب قدم له كراديس من الشهداء في شمال وجنوب العراق لينعموا بالحرية التي جاءت بعد سنوات ، ولكن كان الثمن اغلى من سابقة ، دخول قوات محتلة الى عراق المجد والتاريخ ، لم يكن دخول القوات الامريكية الثمن الوحيد وانما كانت هنالك العديد من القرابين التي قدمت الى الاله الجديد ، فقد حدثت فتنه طائفية حصدت حسب احصائيات دولية قرابة المليون شهيد بين الغريمين التقليدين السنة والشيعة ، سرعان ما خمدت نيران الفتنة بالسرعة التي ولدت فية بجهود دينية حثيثة ، بعد أن اكتشفوا أن هذه الفتنة سوف تسلب مكتسبهم وتعيدهم إلى المربع الأول ، عندها برز على السطح الارهاب الدولي الذي رافق القوات المحتلة في دخولها إلى العراق ليجعل من ارض العراق ساحة اقتتال بين( المجاهدين ) كما يطلقون على انفسهم والقوات الأمريكية وطبعا كان الضحية هو العراقي ، يقوم الإرهابي بتفجير نفسه في سوق شعبي ليقتل جندي امريكي والحصيلة المئات من العراقيين الابرياء والجندي الامريكي يخرج بدون جرح .ولم تنجح هذه الطريقة وكان يوم الانتخابات أهم مكتسب من مكتسبات الحرية والديمقراطية لذا حاولت قوى إرهابية وصداميه تعطيل والإخلال بالعملية الديمقراطية في اختيار من يمثله في المرحلة القادمة ، استخدموا كافة الطرق المتاحة من اجل أن لا يصبح لهذا اليوم قائم وعندها سوف تفشل جميع مؤامراتهم ومكايدهم مستخدمين الجانب الإعلامي والإرهابي ، وفقد بثت العديد من الإشاعات والتهديدات التي تبنتها قوى إرهابية والبعض الأخر دينية في عدم مشاركة العراقيين في الانتخابات ولكن صوت العراقيين كان أعلى وصاحب كلمة الفصل وقدموا من جديد المئات من الشهداء لينعم العراق بالحرية .واستمر الشعب العراقي ينعم بالحرية حتى جاء ما تخوفنا منه ، أن تصبح الحرية رمز وشعاراً لا أفعال وممارسات ، وكل من يطالب فيها يكون خارج عن القانون كما في الأنظمة الاستبدادية والدكتاتورية ، فهتلر وصل إلى الحكم عن طريق انتخابات حرة نزيهة ولكن بعد ذلك تحول إلى دكتاتور ، بدء بغلق الأفواه واعتبر أن الحرية تهدد عرش ألمانيا والحزب النازي .العراق رغم الظروف والمآسي التي يمر بها من نقص في الطاقة الكهربائية والخدمات وغيرها الكثير، إلى انه في طريقة إلى فقد أهم عنصر في جميع المتطلبات ( الحرية ) تلك الحرية التي لو فقدت لرجعنا إلى المربع الأول ، المربع الذي كان فيه العراقي يقع تحت رحمة حكومة لا شي يشغلها سوى كسب الأموال والأراضي وتسليط السفاحين على رقاب العراقيين ، المربع الذي كان فيه يعدم الإنسان بتهمة عدم انتماءه إلى حزب البعث ويطلب من أهله دفع ثمن الرصاصة التي قتل بها . المربع الذي كان يقتل فيه المئات من أطفالنا لنقص الغذاء والقائد يقدم المليارات من الدولارات إلى دول عربية .نعم هنالك من استخدم الحرية بشكل خاطئ ولكن هذا لا يعني أن نحمل الحرية ذنب مستخدمها (السيف يمكن أن يستخدم في الجهاد ويمكن أن يستخدم في قطع رقاب العباد ) وعندها نحكم على الحرية أن تحبس في كتبنا وأفكارنا وتصبح شعاراً فارغاً من محتواه الحقيقي .لقد سلبت في الآونة الأخيرة الحرية وجوبهت بالرصاص الحي على المتظاهرين الذين رفضوا الواقع المرير الذي يعيشه العراق اليوم وقالوا كلمتهم وخرجوا إلى الساحات للتظاهر وهم بذلك لم يرتكبوا جرماً وإنما حق أعطاه الدستور لهم .عندها بررت الحكومة فعلتهم بان هؤلاء قاموا بتدمير المؤسسات الحكومية وان الجيش والشرطة الذين هم موجودين لخدمة المواطن وليس لخدمة الحكومة ارتكبوا اخطأ غير مقصودة .أن العراقي يعيش اليوم في حاله من الهستريا فالفقر والنقص في الخدمات والكهرباء أصبحت شغله الشاغل والحكومة لا تحرك ساكنه .عندها حاول العراقيون أن يتظاهروا لكي يعرف المسؤول بمعاناتهم فوجهت بالرصاص والقتل والسجن .استخدمنا أقلامنا في إيصال صوت هذا الشعب المظلوم إلى الحكومة ولكنها اعتبرتنا من أحزاب معارضة هدفنا التشهير بهم .دعونها إلى مناطقنا ليشاهدوا الخراب فيها ، فهي كالبيوت التي أفرغت من أهلها وكمدينة للأشباح لا ضوء فيها ولكن بعد المسافة منعتهم والظروف الأمنية تركتهم خلف أسوار المنطقة الخضراء .عندها عرضنا لهم صورتنا على التلفاز فاعتبروا ذلك منافي للحقيقة فهل يعقل !!! ( كلام الحكومة ) في ظل الحكومة المنتخبة أن توجد في القرن الواحد والعشرين جبال من النفايات وبحيرات من مياه المجاري وعربات تجرها الحيوانات وامرأة في الثمانين تعمل أثنى عشر ساعة لتكسب طعام إلى بناتها القاصرات الذي قتل الإرهاب معيلهم ( الحقيقة لا يعقل ) فاعتبرت الحكومة أن هذه القنوات مأجورة وتمثل أجندة خارجية يجب أن تغلق .خرجنا إلى الشوارع ليرى المسؤول أننا نموت فأولادنا في السجون بدون ذنب وأجسادنا نقش عليها من البعوض ووجوه اسمرت لفقد الكهرباء وأجساد نحيفة بعدما سرق الظالمين مفردات بطاقتهم التموينية وشبابا يجلس على الأرض بعد أن اعتاد على الجلوس على أبواب الوزارات بحثا عن التعين ونساءً ينحبن على أزواجا هشمت عربات الموت أجسادهم وأطفالا تشققت أيديهم من العمل ، ولكن عندما شاهدت الحكومة ذلك اعتبرتهم من البعث يريدون أن يحدثوا انقلاب في الحكومة ، وهم يعرفون بان البعث هو من يدير العراق اليوم وان الذي كان مظلوم في زمان هدام هو نفسه من يظلم في زمن المالكي ، وان قيادات البعث هم من يقودون المجتمع اليوم فالبعثي في البصرة هو المسؤول والمدير في ذي قار والبعثي في ذي قار هو نفسه المسؤول والمدير في البصرة .شعار أن البعث هم من يتظاهرون اليوم أصبح بالياً ، ولماذا لا نتفق على تسميتهم أبناء انتفاضة 2011 كمثيلتها الانتفاضة في 1991 فان كانت تلك الانتفاضة شرعية فان انتفاضة 2011 هي أساس الشرعية وان كانت تلك خروج على حاكم دكتاتور، فإننا اليوم نخرج على حاكم منتخب يمثل الشعب وهو الخادم الصغير في خدمة الوطن الكبير أليس هذا ما قاله السيد الشهيد الصدر الأول .أن مطالبنا شرعية وأصواتنا سمية لن يحاذينا الضرب عن طريق المطالبة بحقوقنا ولن يخدعنا احد ، نحن نطالب بحقوقنا من حكومة للأسف نحن من اختارها ونحن من علينا أن نصحح هذا الاعوجاج في العملية السياسية .يتحمل المالكي الجزء الأكبر من المسؤولية ولكن البرلمان العراقي يتحمل المسؤولية الكاملة ، ففي أنظمة الحكم البرلمانية يصبح البرلمان صاحب اليد العليا في الحكومة فهم أصحاب القرار وهم من يشرف على عمل رئيس الوزراء والوزراء .أذن ، البرلمان العراقي هو برلمان متهاوي الأطرف لا يستطيع تنفيذ القضايا المتعلقة به وليس له أي دور رقابي بارز على سطح العملية السياسية في العراق منذ تأسيسه إلى اليوم ، والبرلمان اليوم مكان يجلس فيه تجار العراق يديرون أموالهم من خلاله ومكان للشقاق والفرقة بين مكونات المجتمع العراقي .بعد ثماني سنوات من التغير والعراق يراوح في مكانه ، نعم يجب أن نكون منصفين فهنالك بناء وتطور وانجازات يجب الإشادة بها ولكن لم تكن بالطموح الذي كنا نسعى آلية ولم تكن بقدر الأموال التي صرفت من ميزانية العراق الانفجارية كما يحب أن يلقبها بعض الساسة وهذا الانجازات التي نفذت لم تكن حسب جدول متبع من قبل أخصائيين في احتياجات الشارع العراقي فالفنادق الضخمة وقاعات الاجتماعات انجازات ولكن هي ليس ذات قيمة وأهمية قياسا بالكهرباء والماء فيجب أن تنفذ المشاريع حسب أولويات وخطط وحسب المتطلبات الضرورية .أن المظاهرات الأخيرة التي خرجت في العراق أعطت صورة سيئة للعالم ، فبينما تخرج مظاهرات في بعض الدول من اجل التطور وان يصبح بلدهم الأول عالميا في مجالات العلمية وغزو الفضاء ويطالبون بتوفير حقوق للحيوان وحتى الحشرات ، يخرج العراقي ليطالب بالكهرباء والبطاقة التموينية والماء والتعيين ، هذا الطلبات التي يجب على الحكومة توفيرها بدون مظاهرات أو احتجاجات فهي مسؤولة على توفير هذه المتطلبات الأساسية وان كانت هذه المتطلبات الأساسية لم توفرها لهم الحكومة فما هو عمل الحكومة منذ ثماني سنوات ، ها هي المظاهرات مستمرة ولكن لم تجد آذاننا صاغية ولا أيدي مستقبلة ولا عقول متفهمة والنتيجة ساعات القطع ازدادت والخدمات متردية والشباب بدون تعيين يتملقون إلى الأحزاب السياسية عسى ولعل أن يوفر له عقد أو أجير في إحدى دوائر الدولة بعد أن انقطعت التعيينات منذ خمس سنوات وكل عام ونحن نستبشر بوجود فرص تعيين يطلقها المسؤول في بداية كل عام ولكنها كوعودهم الكذابة هدفها ترويض الشارع العراقي ولكنهم لا يعرفون أن الهدوء يسبق العاصفة والمجتمع أصبح قنبلة موقوتة سوف تنفجر في أي وقت بوجوه الساسة ويصدر البيان رقم واحد عن آمر مرحلة عاشها العراق بعد صدام .أن معظم السياسيين يزاودون العراقيين على وطنيتهم وإنهم هم الوطنيين لأنهم جابهوا صدام بينما الذي بقى في العراق هو من أتباع صدام والراضين بحكمة ، أن أي سياسي أو شخصية كانت في الخارجي لا يزاود ابسط عراقي على وطنيته فالعراقي الذي عاش في العراق عانى مرارة النظام العفلقي بجلاوزتة وحاشيته والفقر الذي مر بالعراق بعد 1991 والحصار الذي فرض على العراق والحياة المأساوية التي عاشها العراقي بين نظام مجرم والفقر والموت الذي أصبح حالة طبيعية تمر بها جميع الأسر وهم يقتاتون أولادهم من البيوت ويقتلونهم ، بينما يأتي سياسي عاش حياته خارج العراق والبعض لم يرى العراق ليطلق هتافات رنانة على وطنيته وعمالة المتظاهرين والمعترضين على حكم الحزب الفلاني ، لقد أصبح العراقي يعيش غريبا في بلده بينما يعيش الغريب فيه كرب البيت ، طبق المقولة العراقية في الكرم ( يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب الداري ) ولا نعرف متى يذهب الضيوف لكي يعود لنا الدار .من منا لا يرغب في أن يكون مجتمعه مجتمعا تسوده العدالة ويدار من قبل كفاءات تنهض بالبلد نحو الرفاهة والرخاء بعيدا عن الظلم وغمط الحقوق بعد أن نتخلص من الآفات الضارة ( الفساد والرشوة والمحسوبية والعمل على أساس طائفي تحزبي قومي ) هؤلاء من يجلبون الويلات والدمار والضياع للشعوب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك