خضير العواد
عندما حكم الدكتاتور صدام العراق أغلب الشعب كان يريد الخلاص منه أي عنده هدف موحد هو أطاحة الظلم وجلب العدالة , ولكن بعد سقوط الصنم وتغير النظام وتطبيق الديمقراطية نلاحظ الأهداف قد تعددت وتشتت حتى وصلت الى الإضمحلال بسبب كثرت المشاكل التي يعاني منها الشعب,لأن الفترة السابقة كانت مظلمة والشعب ليس عنده متنفس فكل شئ يدور حول قائد الضرورة ولكن اليوم الجميع يعيش في أجواء الحرية والديمقراطية المفرطة حتى وصلت الى درجة لايمكن السيطرة عليها لعدم معرفة حدودها والقانون الذي ينظمها , وقد سرت هذه الفوضى الى جميع مؤسسات الدولة حتى أصبحت متخمة بالفساد الأداري الذي عرقل أغلب المشاريع وأثقل كاهل المواطن والدولة فالمواطن لايستطيع أن يقوم بأي عمل إلا أن يقدم الرشوة والمحسوبية وأما الدولة فأن أغلب مشاريعها معطلة لأن المسؤولين المشرفين عليها لم يستلموا نسبهم من المشروع وهكذا اصبحت الدولة العراقية عائمة فوق ركام هائل من الفساد ولايمكن لها الأن أن تكافحه بسهولة لأنه إستشرى في كل المؤوسسات وقد تورط فيه كبار المسؤولين, لقد ذكر الشيخ حسين الأسدي من دولة القانون لقد كشفت النزاهة في البرلمان عن الفساد في ثلاث وزارات هي العدل والكهرباء والمالية وصلت الى 3 مليون دولار هذه قطرة في بحر لأن العراق أصبح كل شئ فيه ممكن وليس هناك حدود أو قوانيين لايمكن تجاوزها المهم ماهي العمولة والأمر لايريد البرهان فألأمثلة كثيرة وعلى أعلى المستويات مثلاً عمليات الهروب من السجون التي وصلت أعدادها الى أرقام مخيفة ووصول أخطر المجرمين الى مناصب حساسة جداً في الدولة و المشاريع المعطلة وغيرها كثير كثير.أصبح العراق الأن بلد معطل من كل شئ وليس فيه شئ يعطيك شعور بأنك تعيش في وطن , جميع الكتل السياسية مشاركة في الحكومة وجميعها تنتقد الحكومة حتى رئيس الوزراء ينتقد حكومته , لأنهم جميعاً ينتقدون من أجل أسقاط الأخر لا النقد من أجل ألأصلاح وبذلك أصبحوا جميعاً غير مؤهلين لقيادة الوطن وهذا نتج من خلال تصريحاتهم ونقدهم بعضهم بعضا .لقد حاولوا أن يقدسوا مصطلحات خلقوها هم وأوهموا أنفسهم بدون هذه المصطلحات لايمكن للعراق أن يسير الى الأمام علماً أن هذه المصطلحات لم تجلب للعراق إلا الويلات والدمار كألمحاصصة والمصالحة الوطنية والوضع الأمني وظروف العراق لاتسمح وغيرها من المصطلحات التي أعييت الساحة العراقية حتى داعميها سئموا منها لأنها أصبحت وبالاً عليهم بسبب توسع وتنوع أستخدامها كأنها قارب للنجاة لكل مجرم وأرهابي وبعثي وهكذا أصبح كبار ألأرهابيين في مراكز القرار ويقودون أكثر العمليات الأجرامية منها الأغتيالات بالمسدسات الكاتمة للصوت وهذا كلام رئيس الوزراء عندما قال ألأرهابيون المسؤولون عن هذه ألأغتيالات يستعملون سيارات وأسلحة وملابس الدولة في هذه العمليات ,هذا من ناحية الوضع الأمني أما المؤسسات الحكومية فلا أحد يعرف صلاحياته فيها فالجميع يتحرك ضمن ألأجتهادات وفهم النص الدستوري فلا رئيس الوزراء أو الوزراء أو رئيس البرلمان أوالمحافظين يعرفون صلاحياتهم الكل يقول عندما لايستفاد من مشروع ما وفي يده قرار تنفيذه لماذا لاتسهل تنفيذ هذا المشروع بكل بساطة يجيب ليس من صلاحياتي أما إذا كان المشروع يدر عليه ببعض الفائدة فأنه يبذل قصار جهده في تنفيذ المشروع وأن لم يكن من صلاحياته ولكنه سوف يفسر النص الدستوري على مزاجه من أجل المصلحة المادية وكل مسؤول في الدولة يصرح بما يوافق هواه وكتلته كأن المنصب ملكٌ له ولحزبه والتصريحات الأخيرة لرئيس البرلمان أسامة النجيفي اكبر دليل على عدم أنتماء أغلب المسؤولين السياسين للعراق وشعبه بل إنتمائهم لكتلهم بالدرجة الأُولى فلم يفكر هذا المسؤول أنه يمثل العراق في سفرته بأعتباره رئيس البرلمان العراقي ولكنه حاول أستغلال منصبه وسفرته لأمريكا للضغط من أجل مكاسب سياسية وهكذا نلاحظ الجميع يسيرون في زورق تتلاطم به الرياح من كل مكان ولم تفكرهذه الكتل السياسية ولو للحظة بالسبل الحقيقة من أجل أنقاذ هذا الزورق ويوهمون أنفسهم على أنهم بعدين عن كل خطر والجميع محتاج أليهم في تيسير هذا المركب ولم يعوا أن لصبر الشعب حدود وعليهم أن يراعوا هذه الحدود وإلا فليس هناك أي شخص بعيد عن المحاسبة وأن طال الزمن , فبلد بهذه الشاكلة يصعب تحديد بوصلته أو قرأة مستقبله لضبابيته فألى أين ذاهبة هذه الحكومة وما هي أهدافها وماذا تريد أن تحقق فأي دولة في العالم تمتلك حكومة مثل حكومتنا مجتمعة على العداء وأقتناص الأخطاء فهل هذا هو العراق الذي تمنينا يا حزب الدعوة ؟؟؟
https://telegram.me/buratha