بقلم علي الموسوي / هولندا
تركت تصريحات النجيفي الآخيرة تداعيات سياسية وكارثية عظيمة لم يتوقعها أقرب المقربين اليه وقد فاجئت أغلب مكونات الشعب العراقي وعلى رأسهم شركاء العملية السياسية ، وذلك لجرأتها وصراحتها !! ويذهب المحللون والسياسيون الى وجود طبخة سياسية جديدة يعد لها في مطابخ السياسية العالمية وبالتالي سنجد هنالك أسرار عظيمة وراء هذه الخطابات والتصريحات المعنونة في الزمان والمكان !!
ان المتابع لشخصية النجيفي منذ سقوط النظام والى يومنا هذا يجد فيه شخصية قوية ومؤثرة خاصة في الوسط السني والعربي وذلك لتصريحاته النارية وخطاباته الرنانة والقومجية التي تستهوي قاعدة شعبية عريضة ولم يكن هذا مفاجئآ للمراقبين خصوصأ لو عرفنا ان الرجل احتل مراكز الصدارة الأولى في الانتخابات الأخيرة ، والتي أوصلته الى رأس الهرم البرلماني ، وبات من الاحتمالات الواردة في تسلمه للمنصب الأرفع !! والأمر متروك للمستقبل وللتطورات السياسية المقبلة وضعف البيت الشيعي !!!! وعلى هذا الأساس لايمكن لنا كسياسين ومراقبين اغفال هذه الحقائق الدامغة في تصرفات الطرف الآخر والتخطيط لمستقبله السياسي والذي لايرضيه الا بالعودة الى الطائفية المقيتة وتغليب حكم الأقلية على الأكثرية !!!! وفي تصوري ان هنالك عوامل وأسباب ورسائل كثيرة يراد ايصالها للعراقيين ومن الولايات المتحدة الأمريكية !!! .
أولآ : فشل المبعوثين الأمريكان في اقناع شيعة العراق بتجديد البقاء للقوات الأمريكية في العراق وقد تفاقمت الأوضاع خاصة بعد خروج المظاهرات الرافضة للوجود الامريكي وعودة النشاط الملحوظ للمجاميع المسلحة في استهداف القوات الأمريكية .. وقد حاول الأمريكان استخدام سياسة العصى والجزرة والتلويح باخراج العراق من طائلة الفصل السابع للعقوبات الدولية أو ابقاءه تحت طائلة العقوبات وافتعال الأزمات الداخلية والخارجية ومنها أزمة ميناء مبارك الكبير والتي ستنتهي وتحل برمشة عين بمجرد موافقة العراق على التمديد لأبقاء هذه القوات والى زمن غير محدود !!
ثانيأ : استخدام الادارة الأمريكية للورقة السنية واعادة ترتيب الأوضاع في البيت العراقي علي أسس تتلائم مع التطلعات العربية والدولية والتي لها مصالح ستراتيجية ودينية في هذا البلد خصوصآ بعد الأعلان مؤخرآ عن اكتشاف كميات كبيرة من النفط في المنطقة الغربية تفوق بكثير مخزونات المنطقة الشمالية وقد أدى ذلك الى انعاش أمال أبناء المنطقة الغربية في الحنين الى الماضي القريب والتلويح بالانفصال واستخدام ذلك كورقة ضغط سياسي بعد ان تكاملت كل المؤهلات لهذه التصريحات وعلى رأسها العطاء السخي والمعلن من الدول الخليجية والتي تقودها العربية السعودية !
ثالثآ : توقيت هذا التصريح واستخدامه كأوراق ضاغطة على حكومة السيد المالكي للقبول بمرشحي الطرف الأخر بعد ان عجزت جميع المساعي الخيرة في اقناع الأطراف المتنازعة في تقريب وجهات نظرهم !!
وأخيرأ اكتملت الحلقة بالتصريح الأهوج للنجيفي ليصب الزيت على النار ويعلن شهادة الوفاة للعملية السياسية القائمة على المحاصصة السياسية الغير مدروسة وعتبنا الأكبر على الساسة في العراق في عدم تجاوز خلافاتهم ورص صفوفهم وعدم القراءة الصحيحة لما هو مبيت ومحسوب !! فقد اعلنها الرجل بصراحة وبملء فهمه انه يريد اقليم الوسط !!!!!!!! هل وصلتكم ؟؟ انه يطالب بالعاصمة بغداد ! ولايكتفي بالمناطق الغربية هل فهمتم الآن ؟ أم مازالت لديكم تأويلات ومبادرات لحل الخلافات على اسس وطنية !!!!!!! أم مازلتم متمسمكون بان تحملوه على سبعين محملآ !!! هذا ان كنتم مؤمنين أصلآ ...........
دعوتي لكل أبناء الشعب العراقي والكيانات السياسية المسؤولة للتنديد بهذه التصريحات المسمومة والتي تحمل في طياتها الكثير من الشر للعراق والعراقيين والعمل والعودة للدستور العراقي فيما يخص الفيدرالية وطرح هذه الامور من خلال النقاشات البرلمانية لا من أروقة الاستخبارات الاجنبية ومحاسبة السيد النجيفي قانونيأ على هذه التصريحات المخالفة للدستور ولأدائه القسم بان يكون مخلصأ للعراق في وحدت شعبه واراضيه لا ان يعمل على اشعال الفتن ونشر البغضاء والكراهية وهو ممثل للعراق ورئيس للبرلمان العراقي !!!!!!!!!!.......
https://telegram.me/buratha