عبدالله الجيزاني
يعلم كل مسلم بأن اهل البيت(عليهم السلام) بذلوا كل شيء من اجل الانسانية عامة والامة الاسلامية بصورة خاصة،وتضحياتهم لايمكن ان تعد وتحصى في هذا الطريق،وهذا يوجب على الانسانية والمسلمين الوفاء لهذه التضحيات،ولعل من مظاهر الوفاء تلك اتخاذ نهجهم مسار في الحياة الدنيا،ولما استوعب طغاة الارض ان طريق اهل بيت الرسالة لايمكن ان يسمح لهم التسلط على رؤوس العباد،وسلبهم كل مامنحه الباري جل وعلا للانسان من نعم عجزوا عن احصائها لهذا ومنذ ان اغمضت عينا رسول الانسانية،جندت قوى الشر في الارض كل امكاناتها للتشويش على خط اهل البيت من جانب ومن جانب اخر قمع اصحاب الرسالة واتباعهم الواحد تلو الاخر،حتى يومنا هذا حيث تشن الحروب من قبل الشيطان وجنده ضد هذا الخط الرسالي الاصيل،وبمختلف الوسائل والطرق،ورغم كل مانعرف من وسائل شيطانية في هذه الحرب،شهدنا ونشاهد مظاهر الوفاء التي يطلقها المسلمون في كل ذكرى لا ال البيت،لتنطلق مسيرات الوفاء والعهد نحو اضرحتهم المقدسة لتعلن بصمت(دون طريقكم الموت)و(معكم..معكم،لامع عدوكم)،وبالامس شاهدنا صورة جديدة من صور الوفاء تلك، حيث زحفت الملايين من كل ارجاء العراق وشاركها الاحرار من دول الجوار في مسيرة راجله جددت الكثير من قيم شهيد الاصفاد(عليه السلام)،كرم وتحمل وجفاء للدنيا الزائله،شيوخ وشباب،رجال ونساء،اطفال بمختلف الاعمار، ولسان حالهم يقول(لبيك سيدي)،نصبت السرادق لالاف الكيلو مترات لتخدم الزاحفين،وتقدم لهم كل شي،نعم كل شيء اطعمة متنوعة،علاج طبي،اماكن للراحة،قدمت كل الخدمات التي تعجز اكبر الدول في العالم ولو اجتمعت ان تقدم معشار ماقدمه الاوفياء لخط اهل البيت،اشترك في الزحف وفي الخدمة المسلمين من كل الطوائف ونؤكد من كل الطوائف،وتطوع معهم البعض من الاديان الاخرى كممثلين للانسانية في الوفاء للعترة النبوية الطاهرة،اما على المستوى الرسمي فقد اثبتت الاجهزة الامنية بكل صنوفها وبجميع منتسبيها،انتمائها لهذا الشعب الحسيني،وقدمت كل شيء،امن،خدمة،نقل،ارشاد وتوجيه،ونهمس في اذان القيادات الامنية،ان مناسبات اهل البيت معروفة ومعلومة الزمان والمكان ،لذا نستغرب حجز الجنود والشرطة لمدد طويلة قبل المناسبة(بعضهم ادعى انه لم يرى ذويه منذ شهرين وبعضهم شهر ونصف واقلهم شهر او عشرون يوم)،وايضا على هذه القيادات ان تنسق مع مجلس المحافظة والمجالس البلدية في رسم خطط لنقل الزوار من خلال تزكية عدد من العجلات للمشاركة مثلا، رغم عدم تقصير عجلات الجيش والشرطة في ذلك،وايضا وضع خطط افضل لاختصار عملية قطع الطرق قدر المستطاع(لقطع لسان بعض المرجفين)،وايضا نجحت امانة بغداد في الارتفاع بخدماتها الى مستوى الحدث،وايضا وزارة الصحة كانت بمنتسبيها متميزة في كل شي والهلال الاحمر كان حاضرا وبقوة،ونجحت بعض القيادات الدينية والسياسية في مشاركة الشعب وفائه من خلال الاشتراك المباشر او من خلال البيانات التي اعلنت بالمناسبة ،لكن للاسف عجزت مؤسسات اخرى في الوصول الى مستوى الحدث وغابت عن المشهد كليا(مجلس ومحافظة بغداد،الوقف الشيعي)،ايضا فشلت مؤسسات الارشاد والتوعيه من وزارات مختصة ومنظمات مجتمع مدني في استغلال هذا الزحف(عدا المركز المدني في الكاظمية،وحسينية ال ياسين)،النتيجة نجح الزائرين ونجح اصحاب المواكب ونجحت الكاظمية المقدسة في استقبال الوافدين،ونجح الجميع في التعبير عن وفائهم للامام السابع موسى بن جعفر(عليه السلام)كما نجحوا في السابق في وفائهم للائمة الاطهار،ونكرر الدعوة للجهات التي غابت عن المشهد او كانوا ضمن الجنود المجهولين ولم يشهد احد وجودهم الى اثبات حضورهم في هذه المسيرة،ودعوة للقيادات الامنية الى تجديد وتطوير خططها،ودعوة لمجلس النواب الى الاسراع في انصاف الاجهزة الامنية بمضاعفة امتيازاتهم وفاء من الشعب الذي يمثلوه لابنائهم اللذين اثبتوا انتمائهم لهذا الشعب،ونسأل باب الحوائج بجاهه عند الباري ان يدعوه ليكفي العراق والعراقيين وكل المسلمين في مشارق الارض ومغاربها شر شياطين الارض وقوى الاستكبار الغاشم،وان يجعل العراق بلدا امنا،وان ينصر شعب البحرين ويخذل الطغاة اينما حلوا،انه نعم المولى ونعم النصير...
https://telegram.me/buratha