بغداد/جواد بورغيف
لم يكن مشروع تيار شهيد المحراب منذ انطلاقته الأولى عام (1982) مشروعاً لردة فعل ناتجة من عقدة شخصية أو أيدلوجية بل هو قراءة دقيقة لمفردات الواقع العراقي وأحداثه اليومية فمشروع بناء الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها في عشرينات القرن الماضي كان مشروعاً طائفياً بامتياز!!بني على دعم الأقلية على حساب الأكثرية !وهي سياسة بريطانية دأب الاستعمار البريطاني على زرعها في مستعمراته لضمان الحفاظ على مصالح الامبراطورية العجوز بعد مغادرته منها ،متمثلا بحاجة الأقلية إلى الدعم البريطاني المستمر لتلك الأنظمة وبالتالي الاستحواذ على السلطة من قبل تلك الأقليات!ومثل هذا الواقع لايمكن أن يفرز نظاماً تطبق فيه العدالة واحترام حقوق الآخرين ،لان فيه مصادرة لرأي الأغلبية !مايو لد نظاماً سياسياً هشاً مهما حاول ذلك النظام الادعاء بمظهر القوة والتماسك لان قوة إي مجتمع مستمدة من مدى شرعيته التي يستمدها من الرأي العام الشعبي لاغير.ولتلك المعطيات طرح السيد محمد باقر الحكيم (قد)مشروعه لبناء الدولة العراقية المدنية الحديثة ،وكانت أطروحته مرتكزة على ثلاثة أهداف:الهدف الأول ـ إسقاط النظام الدكتاتوري البعثي.الهدف الثاني ـ كسر المعادلة الطائفية التي حكمت العراق منذ (80)عام.الهدف الثالث ـ إضعاف حكومة المركز (أي تطبيق النظام الفدرالي).فالهدف الثالث المتمثل بتطبيق النظام الفدرالي هو النظام الكفيل لإصلاح الوضع العراقي وتحقيق الرفاهية والسعادة لجميع أبناء الشعب العراقي كونه نظاماًحظارياً أثبت نجاحه في العديد من الدول التي سبقتنا بالتجارب الفدرالية ،ولاشك أن تجربة إقليم كردستان هي النموذج الذي يجب أن يحتذى به بسبب الانجازات العمرانية والخدمية التي تحققت في ظل التجربة الفدرالية ،كون الفدراليةهي نظاماً أداريا يختزل الكثير من الوقت والجهد ويستطيع إن يقنن البيروقراطية الادارية الناتجة من سيطرة المركز فضلاً عن تسهيل مهمة الجهات الرقابية سيما رقابة السياسة المالية للأقاليم وبالتالي الحد من ظاهرة الفساد الإداري والمالي تلك الآفة التي لاتقل خطراً عن الإرهاب والتي وجدت الأرضية بسبب سلسلة القوانين المرتبطة بين المركز والمحافظات ما عطل الكثير من المشاريع الخدمية في قطاعات الصحة والتعليم والزراعة .....والخ.ولولا التشويه الممنهج من بعض الأطراف الخارجية والداخلية المتضررة من ظهور عراق نموذج حر ديمقراطي يتمتع باقتصاد حر لمشروع النظام الفدرالي الذي طرحه السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)بعد تغيير النظام عام 2003 حيث صور هؤلاء المشروع بأنه تمزيق لوحدة العراق !لشهد العراق حالا غير ماهو عليه .وبعد مرور ما يقارب ألثمان سنوات على طرح السيد عزيز العراق لمشروع الفدرالية أدركت الكثير من القوى أن علاج المشكلة العراقية يتم بتطبيق النظام الفدرالي ،وتعالت الأصوات في مناطق متفرقة في العراق شملت مناطق كانت رافضة للمشروع بضرورة تطبيق النظام الفدرالي كونها أحست بالروتين المعقد مابين المركز والمحافظات والذي ألغى الكثير من المشاريع التي تصب في مصلحة المواطن!
https://telegram.me/buratha