حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
منذ فترة ونحن نسمع ونشاهد من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن تصريحات لبعض المكونات العراقية السنية عن وجود نية لتكوين إقليم للسنة في محافظة الانبار . وشمول المحافظات الأخرى ذات الأغلبية السنية بنفس الموضوع ..؟ ولا اعلم لماذا ظهرت هذه التطورات في هذا الوقت بالذات علما ان الإخوة في المكون السني كانوا من اشد المعارضين لإقامة الأقاليم بدعوى أنها تتسبب بتقسيم العراق . وهذا بالطبع يضر بالمصلحة الوطنية وهم ألان يريدون ان يقيموا إقليم خاص بالعرب السنة . إذا فان في الأمر ( سر ) أو كما يقولون ان الأمر قد دبر بليل ، فمثل هكذا مشاريع تحتاج إلى خارطة عمل دقيقة ومتقنة ودراسة جامعة لكل الحيثيات والدلالات العراقية كون هذا الأمر ليس سهل التقبل في المجتمع العراقي . لذا جاءت تصريحات بعض السادة المسؤولين من المكون السني في إقامة إقليم للسنة بشكل مفاجئ كما حدث بالنسبة للسيد أسامة النجيفي الذي من المفروض انه ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتمثيل العراق وبحث القضايا ذات النطاق المشترك ، وإذا به يهدد بإقامة إقليم خاص بالسنة ..! مما اثأر استغراب حتى العرب السنة أنفسهم فقد قال الأمين العام للتيار الوطني الموحد نور الدين الحيالي إن تهديد النجيفي من واشنطن عن انفصال السنة خطير ويهدد الوحدة الوطنية . مشيرا إلى إن هذا التصريح يأتي مؤيدا للمشروع الأمريكي الصهيوني لتقسيم العراق . وأضاف الحيالي في بيان إن ما صرح به رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وبعد لقاءه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن بانفصال العرب السنة في العراق ماهو إلا تأييد لصاحب فكرة تقسيم العراق باسم ( الكونفدرالية الضعيفة ) إلى دويلة شيعية ودويلة سنية ودويلة كردية ، هذا المشروع الذي صوت عليه مجلس الشيوخ الأمريكي في 26 / 9 / 2007بتأييد 75 خمسة وسبعين شيخا من أصل مائة ، وصوت 23 شيخا ضده . وتابع الحيالي إن هذا المشروع والذي تم الترويج إليه إعلاميا وبصورة من السخرية بصيغة- شيعستان وسنستان وكردستان - ماهو إلا تقديم لمشروع تقسيم العراق والذي قدمته المنظمة الصهيونية العالمية في 1982 إلى دول ثلاث ، سنية وشيعية وكردية . كما دعت هيئة علماء المسلمين رئيس وأعضاء مجلس النواب الحالي إلى الكف عن ما أسمته إلحاق المزيد من الأذى بالعراق شعبا وتاريخا ، والتراجع عن مواقفهم المسيئة ، والاعتذار للشعب العراقي الصابر الصامد . وقالت الهيئة ان تصريح رئيس المجلس المذكور الذي تناقلته وسائل الإعلام بشأن تفكير السنة في العراق بالانفصال يثير علامة استفهام كبيرة ، موضحة ان هذه الفكرة بالأساس هي فكرة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بادين الذي قدم الشكر لرئيس مجلس النواب على ما قام به من أجل ضمان الموافقة على رزمة تعويضات تصل قيمتها إلى ( 400 ) مليون دولار لمن وصفوا بضحايا النظام السابق من الأمريكيين . وأضاف البيان : وفي خطوة ثانية تثير الريبة هي الأخرى انبرى على الفور عدد من نواب القائمة العراقية للإدلاء بتصريحات تضرب على الوتر نفسه ، فيما يشبه عملية تبادل الأدوار للوصول إلى هذا الهدف ، وأهداف أخرى في مقدمتها تهيئة الناس للقبول بالاتفاقية الأمنية التي يسعى لها المحتل من خلال دعم ساسة يوصفون بأنهم عراقيون . وشددت الهيئة في بيانها على إن مثل هذه التصريحات لا تعبر عن الحقيقة أطلاقا ، لان السنة جزء من الشعب العراقي ، يؤمنون بوحدة هذا البلد ، ويرفضون كل المحاولات الرامية إلى تقسيمه . إذا فبعض من صرح بإقامة إقليم للسنة لابد ان لديه مصالح معينة سوف تظهر لاحقا ، والا فان مفهوم الفيدرالية هو مفهوم حضاري وجيد إذا ما طبق بالشكل الصحيح والذي يضمن الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي وإما عدا ذلك فهو مؤامرة بكل معنى الكلمة .
https://telegram.me/buratha