عادل الجبوري
انهى سبعة ملايين زائر من مختلف مدن العراق ومن خارجه احياء ذكرى استشهاد راهب بني هاشم الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) في مدينة الكاظمية المقدسة شمال العاصمة العراقية بغداد وبنجاح ملحوظ للخطة الامنية والخدمية التي اعدتها الجهات الحكومية المختصة وبالتعاون والتنسيق مع جهات غير حكومية..
واعلن الناطق الرسمي بأسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا الموسوي في مؤتمر صحفي مشترك مع امين عام العتبة الكاظمية المقدسة شاكر الانباري ورئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي ووكيل امانة بغداد نعيم الكعبي " نجاح الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام من دون تسجيل أية خروقات امنية خلال الايام السبعة الماضية والتي شهدت توافد الزوار من مختلف المحافظات العراقية".
واشار الموسوي الى ان " الخطة الامنية والخدمية وضعت بالتنسيق مع وزارات الداخلية والدفاع والنقل والصحة والتجارة والكهرباء والنفط والصحة ومجلس محافظة بغداد والعتبة الكاظمية وامانة بغداد ". مشيدا "بالتنسيق بين الوزارات والمؤسسات المختلفة في انجاح خطة الزيارة".
في ذات الوقت اقر المتحدث بأسم قيادة عمليات بغداد بأن " كل الخدمات التي قدمت من قبل مؤسسات الدولة في مجال نقل الزوار لم تسد الا الجزء اليسير من الحاجة الفعلية بسبب الحشود المليونية الوافدة الى الروضة الكاضمية ".
من جانبه قدم امين العتبة الكاظمية شاكر الانباري شكره الى " كافة القوات الامنية للجهود الكبيرة التي بذلتها في خدمة الزوار وتوفير الامن لهم ". وذكر إن " اعداد الزوار بلغت اكثر من سبعة ملايين شخص من العراق وخارجه "، واشار الى إن " زوارا من 37 جنسية عربية واجنبية شاركوا في اداء مراسيم الزيارة.
برلمانيون ومراقبون سياسيون ومتخصصون في الشؤون الامنية اعتبروا "إن عدم تسجيل اي خرق امني اثناء تادية مراسيم زيارة الامام الكاظم عليه السلام يؤشر الى جاهزية القوات العراقية بعد الانسحاب الاميركي نهاية العام الجاري، وقدرتها على حفظ الامن والاستقرار في البلاد في مناسبة كبيرة يتوافد فيها عدد هائل من الزوار الى مكان معين".
وفي الواقع مثلت ذكرى استشهاد الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) واجواء احيائها فرصة مناسبة لتثبيت وتأكيد جملة حقائق ومعطيات ذات طابع انساني وسياسي معا.
اولا، انها اتاحت للملايين من العراقيين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والدينية والسياسية استذكار فاجعة جسر الائمة في ذكراها السنوية الخامسة التي ربما كانت الفاجعة الاكبر من عشرات او مئات الفواجع التي حلت بالعراقيين بفعل الارهاب الدموي خلال الاعوام الثمانية الماضية، حيث تسببت بأستشهاد اكثر من الف شخص ومثل ذلك العدد او يفوقه من الجرحى.
والى جانب استذكار تلك الفاجعة المؤلمة، العمل الجاد للحؤول دون تكرار وقوعها، وبالفعل فقد مرت مراسيم الزيارة المليونية بسلام، من خلال الاداء الناجح والموفق للاجهزة الامنية والعسكرية والخدمية لمختلف مؤسسات الدولة.
وثانيا، ان ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام كشفت بوضوح وجلاء عن عمق التلاحم والتكاتف والتازر الحقيقي بين انباء الشعب العراقي وحرصهم على التعبير عن ذلك التلاحم والتكاتف والتازر بأوضح واجمل واصدق صورة، والتي كان قد ترجمها قبل خمسة اعوام الشهيد الشاب عثمان العبيدي ، عبر اسمى مراتب نكران الذات والتضحية بالنفس من اجل الاخرين.
وثالثا، كفاءة وقدرة وفاعلية الاجهزة الامنية والعسكرية للدولة في الامساك بزمام الامور في ظل حشود جماهيرية ضخمة تقاطرت على مرقد الامامين موسى الكاظم ومحمد الجواد عليهما السلام من بغداد ومختلف المدن والمحافظات العراقية الاخرى، من بلدان مختلفة.
فقد بدا واضحا لعموم الناس الفرق في الاجراءات والخطط الامنية بين هذا العام والاعوام التي سبقته، وحسن التنظيم والتنسيق الى جانب حسن التعامل والسلوك مع الزائرين.
ورابعا، صحة وسلامة واهمية تفعيل الجهد الجماهيري لمعالجة الاوضاع الامنية، ومواجهة الارهاب وبالتالي القضاء عليه، وتعزيز وتدعيم عمل مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية بما لايخل بجوهر وظائف ومهام وصلاحيات تلك المؤسسات، ولايتقاطع مع سياقات واطر وضوابط وظائفها ومهامها.
وخامسا، حسن تصرف الدولة- الحكومة- على الصعيد السياسي وانسجام اجهزتها ومؤسساتها، وطرح خطاب سياسي واحد بعيدا عن التناقضات والتقاطعات والمواقف والرؤى المختلفة.
وسادسا، ضعف وهشاشة المجاميع الارهابية المسلحة وعجزها عن تحقيق مكاسب على الارض من خلال افشال مراسيم الزيارة ومنع ملايين الزوار من الوصول الى مبتغاهم، بل في واقع الامر اثبتت مراسيم زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام هذا العام الافلاس والعجز والحقيقي للجماعات الارهابية عن فعل أي شيء من شأنه ارباك الزائرين ، ناهيك عن منعهم عن مواصلة المسير والوصول الى حرم الامامين الكاظمين.
https://telegram.me/buratha