المقالات

عورات أناث المعز...

944 16:34:00 2011-07-01

الكاتب والإعلامي قاسم العجرش

لم تتبلور بصورة واضحة قضية تقاسم الأدوار بين الساسة وبشكل أدق محترفي السياسة ، وبين أهل الرأي والفكر وصناعه..فمحترفي السياسةولأن "الحنفية بيدهم" يعتقدون أنهم هم أهل الرأي والفكر، وأهل الرأي والفكر لأنهم يمتلكون أدوات صناعة الرأي يرون أنهم صناع السياسة ومفاتيح مغاليقها!.. وهكذا نشأت لدينا مشكلة جديدة تضاف الى قائمة مشكلاتنا التي لا تنتهي...إنها مشكلة صراع أهل السياسة وأهل الفكر، وإن شئت قل مشكلة محاولة تسلط الساسة على أهل الفكر لتوظيف عقولهم لخدمة مراميهم، فيما ينظر أهل الفكر الى الساسة نظرة على أنهم لا يتوفرون على الحد الأدنى من ثقافة تؤهلهم للتصدي للشأن الذي يخوضون فيه..! والواقع أن المشكلة أبعد من هذا الوصف.. فالصراع بين الساسة وبين أهل الرأي والفكر يبدو في الغالب صراعا حول المواقع والمكانة والأمتيازات..وبكلمة أوضح صراع على السلطة والنفوذ ..وهو ما يعني غيابا تاما للتكامل أو كحد أدنى للتنسيق بين محترفي السياسة وبين صناع الرأي وحملة الفكر الذي تقوم عليه السياسة...ولعل من أهم أسباب إرتباك الحال عندنا هو عدم إصغاء الساسة لآراء المفكرين من جهة ، ومن جهة أخرى إزدراء وتعالي أهل الفكر والرأي على أهل السياسة..! والمحصلة غاب التكامل بين الفكر والسياسة عن مشهدنا المعاصر غيابا شبه مطلق..نعم هناك خطاب فكري يدعيه معظم الساسة ، لكنه خطاب لا يتعدى الأفواه والآذان..يدخل من هذه الأذن ليخرج من هذه الأذن فقط ، ولا يجد صداه على الأرض، لقد إنفصل الفكر عن التطبيق بشكل شبه مؤكد..وكلما أوغل السياسي بالعمل السياسي إبتعد عن مساحات الفكر الذي يدعي إعتناقه أو الإنمتاء أليه..وبدلا من أن يدعم تصرفاته بقوالب فكرية رصينة تقيه الزلل وتصحح مساراته، فإن السياسي ينهمك بالمشاغبات الفردية أوالشللية أوالحزبية الضيقة أو بالمعارك البهلوانيةوالدينكوشيتية . وهذا يعود إلى احتقار السياسيين للثقافة والفكر والنظر إليهما كجزء من ديكور السياسة وكمسائل شكلية، الأمر الذي جعل من السياسة عندنا مجرد خبط عشواء وألاعيب وحيل وتصريحات "هوجاء" وإسفافات فارغة، وتسلط وتكريس للإنفراد بالرأي من قبل أفراد أوشلل تفتقد إلى أصوليات علم السياسة ومبادئه.والأمر أشد خطورة مما وصفنا، إذ أن الساسة يسعون الى السلطة، والسلطة فقط، دون تحديد استراتيجيات السلطة ومفهومها وبالتالي الغايات منها، ودون مشروع محدد من أجل تجسيده على الأرض.. وهي ـ أي السلطة ـ في مفهوم السياسيين عندنا تختزل في قوالب شخصية في أغلب الأحيان، كما تتميز بالانفراد بالرأي وعدم إشراك المواطن في تشييد تصورات مشروع النهضة المنشودة، وفي إبعاد أهل الرأي والعلم من هذه العملية أيضا، خشية أن يكشف هؤلاء عورات جهل الساسة...لكنها عورات باتت مكشوفة دائما مثل عورات أناث المعز...سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك