محمدعلي الدليمي
كيف يمكن ان نميز بين من يصنع التاريخ ممن يصنعه التاريخ في زمن غابة فيه المعاير والمقاييس الصحيحة...؟فأختلط الصالح بالطالح ولم يعد بمقدور البسطاء من أمثالي من التميز بين الخطأ والصواب، وفي ظل تلك الفوضى والضبابية تصدع صورة الصدق والتقوى،و تبق الأفعال الخالدة والعظيمة راسخة في ذاكرة الشعوب ويتذكرونها ويجددون الحديث عنها وعن تلك المواقف التي غيرت مجرى التاريخ..فما زال العراقيون يتذكرون موقف الإمام الحكيم(قدس) الرافض لإبادة الكرد وحرصه على حقن دماءهم والشعب الكردي خصوصا يعرف لولا ذلك الموقف المسدد لكان وجودهم غير ما هم عليه في يومنا هذا .وهكذا فأن المواقف المسئولة والشجاعة تصنع التاريخ ليجعلها نقطة تحول وربما نقطة بداية فمن يريد أن يتذكر التاريخ سيتفحص ويمر على المواقف الكبيرة والمهمة والأحداث لأكثر تأثيرا في حياة الأمم والشعوب والتي يصنعها رجالها ولا تولد بالصدفة...لم يكن السيد عمار الحكيم منعزلا عن موقف أسلافه الكرام أو كان حاله واتعاظه مغايرا لنهجهم هو امتداد طبيعي ووريث حقيقي لمدرسة العلم والإنسانية التي كرست حياتها لصناعة الحياة لأمة بأكملها.. والموقف الكبير الذي أبداه السيد عمار الحكيم بضرورة مشاركة جميع القوى السياسية وعدم السماح بتهميش أي مكون عراقي وتمسكه بتلك النظرة الثاقبة وإصراره على أن يكون مدافعا عن حقوق الآخرين قبل أن يدافع عن حقوقه، لا يمكننا أن نعتبره موقفا عابرا بل هو حالة متجددة في روحيه وأخلاقه الطيبة،ومع أن مشروعه الكبير تآمرت عليه القوى الساعية للسلطة وحولت مضمونه إلى حبر على ورق ونخرت محتواه ألا أن ذلك الموقف سيبقى دائما نبراسا للإيثار وصدق الأفعال..لقد أعاده السيد عمار الحكيم للأذهان الصورة المشرفة والناصعة التي شوهها البعض عن القوى الإسلامية والتي صورت على أنها قوى ساعية للسلطة والظفر بها ومحور عملهم بعيد عن الصدق والمبادئ التي يصرحون بها،فاثبت لهم اليوم السيد عمار الحكيم حقيقة ستبقى ركيزة يؤمن بها الشعب وهو أن الصدق صدق الأفراد لا صدق المسميات وان القوى الإسلامية الحقيقيه إذا أمنت بشيء طبقته لما فيه خدمة الوطن بعيدا عن المكاسب والمناصب بل أنها قوى تريد بناء الشعب وإعادة البلد إلى موقعه الطبيعي في المحافل المحلية والدولية،مرسختا مبدأ خدمة البلاد والتفاني من اجله بقياده حكيمة وحنكه لا مثيل لها...
https://telegram.me/buratha