المقالات

المعجزة الالهية

968 23:04:00 2011-07-02

احمد عبد الرحمن

يتفق كل المسلمين بلا استثناء على ان العروج الملكوتي العظيم للنبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم من الارض الى السماء الذي عرف بألاسراء والمعراج ، مثل حدثا تأريخيا عظيما انطوى على دلالات ومعان قد لايمكن للعقل البشري استيعاب كل ابعادها والاحاطة بكافة جوانبها ، ولعل الاية الكريمة المباركة (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي ...) ترسم صورة اجمالية لطبيعة ذلك الحدث فضلا عن كونها تشير الى المكانة العظمية لخاتم الانبياء والمرسلين لدى الباري عز وجل.ان قراءة الدلالات والمعاني العميقة لحدث الاسراء والمعراج لايمكن بأي حال من الاحوال ان يخضع للحسابات المادية المحسوسة لانه لايمكن ان يندرج ضمن الاحداث والوقائع المادية، بل انه فعل الهي اريد من خلاله اظهار مكانة وموقعية الرسول الاكرم محمد بن عبد الله ، واظهار البعد العظيم للرسالة المحمدية الخاتمة، واثرها الحاسم في مسيرة البشرية جمعاء، وهدايتها من التيه والضلال الى النور والايمان، واخراجها من اتون العبودية والجاهلية والتخلف الى فضاءات الحرية والمعرفة والتفكر.ان معجزة الاسراء والمعراج حققت هدفين كبيرين، الاول، مواساة الرسول الاكرم وتخفيف ما لقيه من عناء وعنت من الكفار والمشركين، والثاني، تقديم دليل قاطع على صحة نبوته صلى الله عليه واله وسلم. وإنها -أي معجرة الإسراء والمعراج- لم تكن ، ولا يصح أن تكون، حدثا مرتهنا بزمن أو مرحلة تأريخية ولّت، بل إنها ـ شأن أحداث السيرة كلها ـ مدرسة للتكوين منها تستمد العبر والدروس التربوية والخطط العملية تطبيقا للإسلام بما يقتضيه كل زمان ومكان للحفاظ على القيم الدينية الاسلامية الصحيحة التي جاء بها الرسول الكريم محمد (ص) ، وليواصل حملها وتبليغها من بعد العترة الطاهرة من اهل بيته الكرام، حتى تملاء الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا على يد الموعود المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، وكما قال تعالى في محكم كتابه الكريم "وعـد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك