صلاح السامرائي
لقد عانت السياسة العراقية قبل ولادة الحكومة الحالية من الصراعات التي ادت الى تأخر تشكيلها بعد ان اصبح الحال لا يطاق والوضع العام مهدد بألانهيار وذلك لأختلاف التوجهات السياسية للقوائم والكيانات السياسية وعدم الاتفاق على تشكيلها واطلقت المبادرات لحل الازمة من قبيل مبادرة السيد عمار الحكيم وطرح الطاولة المستديرة وبالرغم من ذلك لم تلاقي هذه المبادرة قبول المتصارعين على السلطة الى ان تم طرح نفس المبادرة من قبل الاستاذ مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان فتسارعت الاقدام لحجز اماكنها على الطاولة المستطيلة وبداءت المساومات والمقايضات من اجل الحصول على اعلى منفعة وتحقيق مصالح فئوية وحزبية لا تلبي طموح الشعب المغلوب على امره وثم تقسيم اسهم الارث ليأخذ كل ذي عنوان نصيبه من المغنمة وتشكلت الحكومة التي طالما كانت عرضة للاتهام والتقصير في اداء الواجبات وبعد ذلك اخلت الأتفاقيات المكتوبة وصار حال السياسة العراقية هي التصعيد الأعلامي وتبادل التهم وتحميل الاخفاقات لكل تد نده ولم تلبى ايضا طموحات الشعب العراقي في تقديم الخدمات والامن والاستقرار ولا اريد ان استرسل في السرد التاريخي لما جرى ولكن مقدمه لابد منها لنعرف منظور كل جهه لمفهوم الشراكة الوطنية فنرى وجهة نظر الاطراف المتنازعة من اجل السلطة ترى الشراكة الوطنية هي تحقيق ما يحصل عليه الكيان او الحزب وحتى الاشخاص من مواقع رسمية تمكنه من اتخاذ القرار وفرض ارادته وسيطرته بشكل مستقل عن الأخرين اما الطرف الأخر فبعد ان سيطر على قمة الادارة صاحبة القرار حاول تهميش الأخرين واضعافهم والهم الاول والاخير بالنسبة له هي فرض السيطرة والهيمنة بدون منازع او بأقل اعتراضات ومنهم من هو تابع يقبل بأقل الفتات واقتنع وقبل بالشراكة الوطنية التي ادت الى بقائه في السلطة 0والبعض من تمسك بمفهوم الشراكة الوطنية الحقيقة وليست التي تمارس على الساحة السياسية التي عبرت عن مصالح ضيقه بعيدة عن تمثيلها الحقبقي لمصلحة الشعب من خلال التعاون والتلاحم او المشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار الذي يصب في خدمة المواطن وايضا هناك مفهوم اخير مفروض من قبل الأجندات الخارجية التي تحاول التلاعب بمفهوم الشراكة الوطنية وذلك من خلال دعم كل جهه على حدة وفرض سياستها الخاصة على الساحة السياسية العراقية 0للأسف اصبحت المفاهيم الصالحة اليوم في حكم الطالحة وهذا انعكاس لممارسات الساسة العراقيين الذين قادوا البلاد من السوء الى الأسوء وان لم يتم تدارك الأمور ربما تؤدي الى انهيار عام في السياسة العراقية فعلى الجميع ان يتحمل مسؤولياته وعلى الجميع ان يعمل بما يخدم الشعب المتضرر واخيرا ( فكلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) كما قال نبي الرحمة (ص)
https://telegram.me/buratha