عادل الجبوري
تشكل منظومة القيم الاخلاقية ، بأيجابياتها وسلبياتها، واحدة من اهم عناصر ومقومات وركائز بناء ذلك المجتمع، ومن الطبيي جدا ان تكون مفردات منظومة القيم الاخلاقية لمجتمع ما مختلفة عنها في مجتمع اخر، وهذا الاختلاف تحكمه الاعراف والتقاليد الاجتماعية، والخلفيات الثقافية والحضارية، والضوابط والقيود الدينية، لذلك ليس غريبا ان تختلف المجتمعات الشرقية بأطارها العام الواسع عن المجتمعات الغربية في الكثير من السلوكيات والممارسات الاجتماعية في مختلف المفاصل، بدءا من البيت، مرورا بالمدرسة والجامعة والشارع ووسائل الاعلام بشتى انواعها. وليس غريبا ان تختلف مجتمعات المدينية الحضرية عن المجتمعات الريفية، وكذلك المجتمعات ذات التوجه الديني عن المجتمعات ذات التوجه العلماني البعيد عن الدين.ويصبح المجتمع شاذا، ويصيبه الخلل ويعتوره الضياع والتشتت والفوضى متى ما ابتعد عن منظومة قيمه الاخلاقية المستندة الى اعرافه وتقاليده ودينه، ومتى ما اساء استخدام الحرية المتوفرة لديه لاشاعة ظواهر ومظاهر اخلاقية منحرفة، وتعدى على حريات الاخرين.وفي مجتمع مثل المجتمع العراقي حيث تدين الاغلبية المطلقة فيه بالدين الاسلامي، اي ان هويته هي هوية اسلامية، اضافة الى انه مجتمع ذات نزعة عشائرية، وكلا الهويتين -الاسلامية والعشائرية-تفرضان محددات وضوابط وقيود لايمكن بأي حال من الاحوال القفز عليها تحت مبررات ودعاوى الحرية والتحرر والانفتاح والتقدم.ان التحرر والانفتاح لايتقاطع مع الالتزام بالقيم والاخلاقيات والسلوكيات الصحيحة والصائبة، ومن الخطأ القول بأن الالتزام بتلك القيم والاخلاقيات والسلوكيات يؤسس لحالة من الانغلاق والعزلة ويشيع التخلف في المجتمع.وللاسف فأن هناك الى جانب مظاهر وظواهر الفساد الاداري والمالي ظواهر ومظاهر فساد اخلاقي وقيمي مقلقة في المجتمع العراقي تحتاج الى معالجات جادة من قبل الجميع وفي كل المستويات والعناوين.ولعل التفسير والفهم الخاطيء للحرية والديمقراطية من قبل البعض قد يدفعه الى التجاوز والتعدي على الاخرين حينما يسلل مسالك تتنافى مع الاعراف والتقاليد الاجتماعية، ومع المباديء الدينية، وحتى المجتمعات الغربية التي تتوفر لدى الفرد مساحة واسعة من الحرية لتلبية رغباته المختلفة فأن هناك كوابح وقيود من شأنها ان تحول دون حدوث اساءات وتجاوزات على الافراد الاخرين، فكيف بنا ونحن نمثل مجتمعا اسلاميا يحتم علينا ان نكون قدوة وانموذجا في السلوك ان على صعيد الفرد او على صعيد المجموع.لاقيمة لاستقرار سياسي وامني، وازدهار اقتصادي، ورفاه اجتماعي، مالم نحافظ على منظومة قيمنا الاخلاقية الصحيحة التي تمثل هويتنا وانتمائنا، وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.
https://telegram.me/buratha