المقالات

منظومة القيم الاخلاقية ومابعدها

838 19:43:00 2011-07-03

عادل الجبوري

تشكل منظومة القيم الاخلاقية ، بأيجابياتها وسلبياتها، واحدة من اهم عناصر ومقومات وركائز بناء ذلك المجتمع، ومن الطبيي جدا ان تكون مفردات منظومة القيم الاخلاقية لمجتمع ما مختلفة عنها في مجتمع اخر، وهذا الاختلاف تحكمه الاعراف والتقاليد الاجتماعية، والخلفيات الثقافية والحضارية، والضوابط والقيود الدينية، لذلك ليس غريبا ان تختلف المجتمعات الشرقية بأطارها العام الواسع عن المجتمعات الغربية في الكثير من السلوكيات والممارسات الاجتماعية في مختلف المفاصل، بدءا من البيت، مرورا بالمدرسة والجامعة والشارع ووسائل الاعلام بشتى انواعها. وليس غريبا ان تختلف مجتمعات المدينية الحضرية عن المجتمعات الريفية، وكذلك المجتمعات ذات التوجه الديني عن المجتمعات ذات التوجه العلماني البعيد عن الدين.ويصبح المجتمع شاذا، ويصيبه الخلل ويعتوره الضياع والتشتت والفوضى متى ما ابتعد عن منظومة قيمه الاخلاقية المستندة الى اعرافه وتقاليده ودينه، ومتى ما اساء استخدام الحرية المتوفرة لديه لاشاعة ظواهر ومظاهر اخلاقية منحرفة، وتعدى على حريات الاخرين.وفي مجتمع مثل المجتمع العراقي حيث تدين الاغلبية المطلقة فيه بالدين الاسلامي، اي ان هويته هي هوية اسلامية، اضافة الى انه مجتمع ذات نزعة عشائرية، وكلا الهويتين -الاسلامية والعشائرية-تفرضان محددات وضوابط وقيود لايمكن بأي حال من الاحوال القفز عليها تحت مبررات ودعاوى الحرية والتحرر والانفتاح والتقدم.ان التحرر والانفتاح لايتقاطع مع الالتزام بالقيم والاخلاقيات والسلوكيات الصحيحة والصائبة، ومن الخطأ القول بأن الالتزام بتلك القيم والاخلاقيات والسلوكيات يؤسس لحالة من الانغلاق والعزلة ويشيع التخلف في المجتمع.وللاسف فأن هناك الى جانب مظاهر وظواهر الفساد الاداري والمالي ظواهر ومظاهر فساد اخلاقي وقيمي مقلقة في المجتمع العراقي تحتاج الى معالجات جادة من قبل الجميع وفي كل المستويات والعناوين.ولعل التفسير والفهم الخاطيء للحرية والديمقراطية من قبل البعض قد يدفعه الى التجاوز والتعدي على الاخرين حينما يسلل مسالك تتنافى مع الاعراف والتقاليد الاجتماعية، ومع المباديء الدينية، وحتى المجتمعات الغربية التي تتوفر لدى الفرد مساحة واسعة من الحرية لتلبية رغباته المختلفة فأن هناك كوابح وقيود من شأنها ان تحول دون حدوث اساءات وتجاوزات على الافراد الاخرين، فكيف بنا ونحن نمثل مجتمعا اسلاميا يحتم علينا ان نكون قدوة وانموذجا في السلوك ان على صعيد الفرد او على صعيد المجموع.لاقيمة لاستقرار سياسي وامني، وازدهار اقتصادي، ورفاه اجتماعي، مالم نحافظ على منظومة قيمنا الاخلاقية الصحيحة التي تمثل هويتنا وانتمائنا، وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك