حميد الموسوي
عاتبني بعض الزملاء والاصدقاء - بعد ان ابدو اعجابهم بما كتبته من اعمدة خصصتها لام الجرائم جريمة مسوخ التاجي بحق عروس الدجيل لاسيما العمود المعنون( عروس الدجيل ومعلمة المحمودية) - عاتبوني على ما ورد كمثال سجل حسنة لصدام وقد كان الاولى ان لااستشهد بموقف من مواقفه واسجل له منقبة حسب راياهم .ومع جل احترامي للمعترضين والمعاتبين اقول :ان هذا هو منهج ائمتنا مع اعدائهم , لم يعادوا احدا لشخصه بل رفضا لمواقفه المعادية للانسانية التي استهدفت العقائد والمبادئ واوغلت في ظلم الناس , اعلنوا الحروب على الطواغيت انطلاقا من تكليف شرعي فرضه الله تعالى على العلماء < أن لايقاروا على كضة ظالم ولاسغب مظلوم > ومع ذلك كانوا ينصفونهم ولا يغمطون لهم حقا , والامثلة كثيرة وشهيرة منها مع بعض بني امية ومنها مع بني العباس وحتى مع معتنقي الديانات اليهودية والمسيحية والصابئية وكل اتباع الملل الاخرى .وكذلك كان ديدن علماؤنا الاعلام , والمساحة لاتكفي لاستعراض امثلة يعرفها كثيرون .ليس من باب العناد ولارغبة في سجال لكن بشاعة جريمة االتاجي ونوعية ضحاياها تستصرخان الضمائر وتهزان المشاعر وتلحا ن على القلم حتى صارت الكتابة عن هذه الجريمة فرض عين تركه اكثر الكتاب مثلما لاذ بالصمت المسؤولون و بعض شيوخ الجوامع والجمع والحسينيات وبعض شيوخ العشائر .وعليه ساذكركم بعروس مندلي هذه المرة ..ساعود بكم الى ثمانينات القرن الماضي مرة وربما مرات لعن الله المجرمين الذين اضطروني وكل العار على المسؤولين الذين اجبرني تخاذلهم عن اتخاذ قرار صارم بحق ذباحي العراقيين وهاتكي اعراضهم اجبرني تخاذلهم الذي جرا المسوخ على ان اعود واذكر بحقبة سوداء في تاريخ العراق المعاصر ,والجا الى اقتباس امثلة وشواهد لاتروق للكثيرين.ذكريات الحرب الطاحنة بين العراق وايران , ومن لايتذكر فجائعها و من ذا الذي لم يكتوي بنارها ؟.تحولت تلك الحرب في بعض صفحاتها الى حرب مدن ، نالت المدن الحدودية الحصة الاكبر من القصف الجوي والارضي والبحري ، في مدينة مندلي احدى مدن محافظة ديالى سقطت قذيفة عشوائية في حفلة زفاف اصابت احدى شظاياها العروس فاستشهدت مع بعض الحضور وجرح اخرون .ضج العراق من اقصاه الى اقصاه ، الحكومة نعت الشهيدة وقدمت التعويض المناسب لعائلتها . اقيم تمثال كبير للعروس في وسط المدينة سميت ساحات ومدارس وشوارع باسم عروس مندلي ، سجلت اناشيد وطنية باسمها ، الشعراء والكتاب تباروا لتسجيل الحدث كل حسب طريقته ، تم انتاج فلم عراقي باسم عروس مندلي عرض في صالات السينمات في بغداد والمحافظات ثم عرض على شاشة تلفزيون العراق وشارك في مسابقات دولية ...تستاهل اكثر واكثر ...... ونعود للمقارنة مرة اخرى اين عرس مندلي من عرس الدجيل ؟!وشتان بين فاجعة وحادثة .كان جامع بلال الحبشي سيتحول الى ضريح ومزار باسم الصابرة عروس الدجيل ، ويتحول مضيف شيخ محجوب الى جمرة شيطانية ترجم ليل نهار من قبل زوار ضريح المظلومة ..... ولسويت منطقة التاجي بالارض وصارت اثرا بعد عين ولنصبت اعواد المشانق لكل من شارك وسمع ورضي .كان كل ذلك سيحصل واكثر .... واكثر لو .. ولو عمرها ما اثمرت ولن تثمر .
https://telegram.me/buratha