حسن البحراني
لم يكن المهرجان الاخير الذي اقيم في منطقة الدراز الا الممر الاخير والمعبر الى "لحية" الظهراني رئيس بلطجية الحوار وحوار البلطجية الذي قبل سماحة الشيخ علي سلمان دخوله صاغرا وبدموعه التي سكبت في يوم المهرجان الاخير على تلك اللحية المشؤومة والتي سوف تكون شاهدة زور على موقع "التحكيم" واشعريه الذي يمثله اليوم "الظهراني" والذي سوف يقوم بما قام به "الاشعري" في واقعة التحكيم بخلع "الشرعية" من الشعب وتحويلها الى "معاوية" العصر وبذلك نكون قد دخلنا في مرحلة جديدة من التيه والضياع ما لم ينسحب المشاركون المحسوبون على سماحته .
لن استغرب ان يكون "مهرجان" الدراز هو الاخير بل هو المسمار القاتل في جسد المهرجانات الشعبية للوفاق خاصة وان القائمين عليه ارادوه "درازيا" لكي يقال للعالم ان القبول بدخول الحوار في يوم المهرجان تم على مسمع ومرأى سماحة الشيخ عيسى قاسم و"رضاه" والذي لا نستطيع القول في موقفه الا ما قاله هو في خطبة الجمعة تلك الخطبة التي رغم ما تضمنت من اشارات سلبية الى "عملية الحوار" الا انها كانت تحمل بداخلها موافقة ضمنية لاصل ومبدأ المشاركة في الحوار واشارة واضحة الى ان االشيخ الفقيه كان عالما بموقف الوفاق وان الدخول لم يتم الا بموافقته .
ان قبول المشاركة في "لجنة" حوار الاشعرية يلزم المشاركين فيها القبول بنتائجها والنكوص عنها يظهرهم على انهم الخارجين على "الاجماع" ! ان اهم نتيجة سوف تخرج بها اغلبية المشاركون في حوار البلطجة هو تحويل ابناء الاغلبية من اكثرية ساحقة في المجتمع البحريني الى اقلية لا تستطيع حتى الحصول على حق التصويت في اي عملية استفتاء وهذا ما اكدته منيرة فخروا التي تشارك جمعيتها في الحوار حيث نقلت جزيرة نت قولا عنها بان " قوى المعارضة اكتشفت في الجلسة الافتتاحية ان القرارات التي ستتخذ في الحوار ستكون باغلبية المشاركين في وقت تمثل المعارضة فيه 10% "!
اذن لقد تحولت المعارضة في ما يسمى مؤتمر "الحوار الوطني" الى خاتم بيد "الاشعري" وسوف يخلع عنها الشرعية كما يخلع الخاتم من اصبعه وهذه الحقيقة لا يمكن نكرانها بعد ان تتحول المداولات الكلامية والتي اغلبها للبلطجية والجلادين والمنافقين الى قرارات ملزمة باكثرية 90% من اصوات البلطجية .
ان المشاركة في الحوار وبالكيفية التي تمت والاليات المتبعة وفي ظل نظام غير شرعي وفي ظل استمرار عمليات القمع الوحشية والاعتقالات العشوائية والمحاكمات الظالمة والفصل من الوظائف والذي يتم بخلفيات طائفية والهجمة المجنونة لدعاة الابارتايد الطائفي تكون كارثة على ابناء الاغلبية الذين يرون في استمرار ثورتهم واحتجاجاتهم السلمية ضمانا لاستمرار كيانهم ووجودهم المهددين من قبل هجمة نظام الابارتايد والاحتلال السعودي .
كيف يمكن الثقة في حوار النظام الذي لم يحترم حتى الفترة الزمنية المحددة لسير عملية مؤتمر مايسمى الحوار فيما هو مستمر في في تنفيذ سياسة التجنيس الطائفي و"تبديل شعب لاحلال شعب اخر محله ‘ الم تصلكم تقارير من مصادر موثوقة بان النظام قد اقدم على عملية تجنيس واسعة اخيرا لرعايا مملكة ال سعود ؟ الم تنشر صحيفة الوحدي اليمنية الناصرية تقريرا خبريا "بان مملكة البحرين تقوم حاليا باستقدام مواطنين يمنيين للعمل لديها جنود في المؤسسات العسكرية والامنية"!؟أوليس انتم ايها الوفاقيون من نشرتم اليوم بيانا اوضحتم فيه بان "هنك انباء متواترة عن قيام السلطة بعملية التجنيس لاسيويين عاملين في البحرين وعرب واجانب لاستكمال مسلسل التجنيس السياسي الذي قامت به العام 2001 واستمرت فيه لاحقا "؟؟انتم عارفين بطبيعة النظام ومدركين ان هذه الخطة التدميرية يتم تنفيذها في ظل "الحوار" وبدء ذلك المؤتمر الاشعري فلماذا اذن الاصرار على المشاركة والبقاء في ضيافة "الاشعري" الذي يهدف الى خلع الشرعية من ثورتكم ومن شعبكم بل ومن كيان ابناء الاغلبية المضطهدة؟
اوليس من الافضل لكم الانسحاب قبل فوات الاوان وقبل ان تقع الفأس في الرأس وخاصة وان مبررات الانسحاب اصبحت اليوم قائمة وفي متناول ايديكم وبذلك توجهون ضربة الى اعداء شعبكم وتبرزون للمجتمع الدولي اسباب انسحابكم وتفضحون نظام الابارتايد الطائفي الهمجي المجنون الذي يناور ويستغل عامل الوقت للالتفاف على مطالب شعبكم وتنفيذ مخططهم الجهنمي في تحويل ابناء الاغلبية المظلومة الى اقلية ضمن اقلية الاقلية ؟؟!!
لسنا نحن فقط الذي يحكم بالفشل على هذا النوع من الحوار ولسنا نحن من يراهن وراهن على عبثية هذا الحوار وعلى المشاركة فيه بل كل المراقبين وباجمعهم ماعدى اؤلئك المتماهين مع اجندة عصابة الحكم اكدوا ان الحوار محكوم عليه بالفشل بل هناك من اعتبر ان الحوار قد فشل قبل ان يبدأ لفقدانه الارضية التأسيسية التي يفترض ان تكون الاجواء ايجابية والنفوس غير مشحونة والعقول غير مهيئة فيما الرموز والقادة وابناء الشعب البحراني يقبعون في السجون‘ وهذا الامر غير متوفر في مثل هذا النوع من الحوار خاصة مع تمادي النظام في عملية الخداع والمكر والكذب والتحريض على الكراهية ونشر الاباطيل بحق ابناء الاغلبية .. فليس هناك من يشك في ان النظام الذي يتشدق انه يسعى للحوار وفي نفس الوقت يمارس اقسى انواع عمليات الابارتايد الطائفي عبر حملة التجنيس الواسعة واستجلاب المرتزقة فان المشاركة في الحوار والاستمرار فيه سوف لا يجلب الخير لاحد ان لم نقل انه يقود الى الكارثة الحتمية وخسارة الشعب وضياع المكاسب التي حققتها ثورة شباب 14 فبراير .
فهل يعي سماحة الشيخ علي سلمان هذه الحقيقة وهل يريد ان يذكرنا بدموعه على المساجين بدموع "السنيورة" يوم ان اسكبها في مؤتمر حوار قمة زعماء العرب عام 2006 تلك الدموع التي كانت عاجزة عن فعل شيئ من دون سواعد ابناء المقاومة التي حسمت الموقف ورفعت الرؤوس الى القمم ؟؟!!
حسن البحراني
https://telegram.me/buratha