خضير العواد
لقد أذهل الشعب البحريني العالم بأسره بصموده وتفانيه من أجل تحقيق مطالبه وحقوقه المشروعة بالرغم من كل التضحيات التي قدمها وشراسة عدوه الذي جلب الإمدادات من جميع الدول المجاورة بالإضافة الى الإردن لكنه صمد وتحدى وجعل هذه الدول في موقف محرج خصوصاً السعودية والبحرين البلد المعني بهذه الثورة العظيمة , فالسعودية تريد الخروج من مأزق البحرين ولكن بطريقة مشرفة كما عودتنا دائماً في كل مأزق تضع نفسها فيه , أما البحرين فلا يمكن لها أن تستمر كدولة بهذه الطريقة لأن الأحداث قد أضرت بأقتصادها المعتمد بشكل رئيسي على السياحة والفندقة وهذا القسم من الأقتصاد يريد الأمان والهدوء وكليهما فقدهما البحرين عندما ثار شعبه مطالباً بحقوقه , لذا حاولت الحكومة البحرينية المدعومة من جيوش الدول المحيطة بها أن تضغط على الشعب من خلال المحاكم الصورية والأحكام القاسية كألاعدام والمؤبد وطرد الكثير من وظائفهم لكي تبدأ بخطوة مهمة جداً من خلالها يتم أنقاذ جميع الدول المتورطة بالملف البحريني وخصوصاً ألسعودية ودولة البحرين المعنيان الرئيسيان بهذا الملف , لذا طرحت الحكومة البحرينية فكرة الحوار بعد أن جهزت جعبتها بالكثير من العوامل التي تتوقع أن تقودها الى خطف النجاح بعد أن فشلت جميع أدوات القمع كألجيوش المستوردة من دول الجوار أو الأعتقالات أو الطرد الجماعي من الوظائف , فالحوار هو سترة النجاة التي قذفت الى حكومة البحرين والحكومة السعودية بعد أن وافق على الدخول فيه قسم من المعارضة البحرينية .وفي الأيام القليلة المقبلة سوف تحاول الحكومة أستعمال ما جهزته لهذه المرحلة كعفو أميري باطلاق سراح السجناء وخصوصاً القيادات منهم لكي تبرهن للمجتمع الدولي على حسن نيتها في الحوار بالإضافة الى أرجاع جميع الموظفين والعاملين الذين طردتهم تعسفاً وأستهتاراً بألأضافة الى تقديم بعض التعويضات المادية للذين تضرروا من هذه الأحداث وخروج القوات السعودية ورفاقها من القوات الخليجية الأخرى بصورة مشرفة كما تريد أن تبين أوتظهر ولكنها لم تنجز من أحتلالها ما قدمت عليه وهو أنهاء صمود الشعب البحريني , وهذا كله لكي تتعدى حكومة البحرين المأزق الذي وضعها فيه الشعب المكافح وهي تحاول أن تخرج من هذا الظرف بأقل الخسائر وتحقيق أقل مايمكن من مطالب الشعب ولكن نجاح ما تصبوا أليه حكومة البحرين يعتمد على طرفين ألأول الشعب البحرين والثاني المعارضة البحرينية التي دخلت في الحوار فإذا لم يكن تنسيق ما بين الطرفين سوف تحقق الحكومة مبتغاها وإذا تم التنسيق ما بين الطرفين في كل خطوة أي الأول يضغط في الشارع والأخر في قاعات الحوار عندها سوف تستجيب الحكومة الى أغلب مطالب الشعب وعلى الشعب البحريني أن لاينسى عملية التجنيس المستمرة فيها حكومة البحرين وخصوصاً أثناء الأحداث وبعدها لانه عامل مهم لتغير الموازين في عملية التصويت على نتائج الحوار كما أدعت الحكومة .لقد حاولت الحكومة البحرينية وخلفها الحكومة السعودية وما رافقهما من أعلام عالمي مضلل على سحق الشعب البحريني وما يطالب به من حقوق مشروعة ولكنهما لم يفلحا وفشلا فشلاً ذريعا بسبب صمودكم ووحدتكم فلا تجعلوهما يحصلا من خلال الحوار على الذي لم يحصلا عليه في القتال وهذا يتوقف على التنسيق المستمر مابين كل فئات الشعب البحريني الصامد لأن النهاية قربت كثيراً ونتائج الأنتصار تلوح في الأفق .
https://telegram.me/buratha