ابو هاني الشمري
بعد المسائلة الجريئة التي قامت بها النائبة حنان الفتلاوي والتي اثبتت فيها بالوثائق والوقائع ان المفوضية غارقة في الفساد الاداري والتلاعب بنتائج الانتخابات التي لم تكن لها ناقة او جمل في ادارتها بل سلمت (لحيتها) بالكامل الى الجهة التي صممت البرنامج (شركة اماراتية) وموظفي الامم المتحدة ليديروا اللعبة بدلا عنها والتي فاحت فضائحها الى السماء وليصعد بعدها من صعد بجدارة التزوير الذي تحدث عنه الشيخ والرضيع والذي لم يخف على عالم ولا جاهل وحصدت منه عراقية علاوي والهاشمي والنجيفي 92 مقعدا في البرلمان (اقعد الله المخططين لصعودهم في الهاوية).اليوم وعلى لسان ناهدة الدايني التي قالت ان العراقية لم تتخذ موقفا حتى الآن من حجب الثقة عن هذه المفوضية صاحبة اليد البيضاء لوصول هذه القائمة الى ماوصلت اليه من حصد المقاعد.مما لاشك فيه ان قادة العراقية سوف لن يتخذوا موقفا ضد المفوضية لا اليوم ولا غدا ولا بعد حين ... واذا اضطر اعضاء العراقية على ان يصوتوا لحجب الثقة مع المصوتين فإنهم سينقسمون الى ثلاثة اقسام في احسن الاحوال :قسم يعارض حجب الثقة وقسم يقف مع حجب الثقةوقسم سيقف على الحياداما القسم الاول فهم جميع العارفين ببواطن الامور وكيف تمت ادارة لعبة التزوير منذ اللحظة الاولى التي صممت فيها الشركة الاماراتية البرنامج وحتى اللحظة التي اعلنت فيها النتائج ... وهؤلاء لن يجدوا على طول الدهر موظفين سمحوا لهم باطلاق العنان لكل المتربصين بالعملية السياسية في العراق ان يلعبوا بنتائج الانتخابات كما يحلو لهم ... وإلا كيف يمكن تفسير ان رقم الدخول السري للبرنامج( الباسوورد) كان بيد موظفي الامم المتحدة ولا يعرفه موظفي المفوضية‼. فلا غرابة ان يقف هذا القسم من اعضاء العراقية مع فرج الحيدري وكبار موظفيه.والقسم الثاني من الشخصيات التي لم تكن تعرف لعبة رؤوس العراقية القذرة وخفايا جولاتها الى الدول العربانية قبل الانتخابات وما كان يدور خلف الكواليس ... لذلك فإن هؤلاء سوف يصوتون على حجب الثقة لما وجدوه من ادلة كافية لادانة المفوضية خلال الاستجواب.. رغم ان اغلبهم ربما لن يصوت لصالح حجب الثقة اذا كان اداة طيعة بيد رئيس كتلته.والقسم الثالث يمكننا ان نضعهم في خانة (ادري وسويجت (اي اعلم ولكنني ساكت)) وهؤلاء هم من الاعضاء الذين الى الآن لم يقرروا مصيرهم الفكري المتذبب وانما لاتزال الاهواء تتلاعب بهم وحب المنصب يدفعهم نحو الاتجاه المضاد وهم الى الان في صراع نفسي وتخبط لايعرفون كيف يخرجون منه ... ولهذا تجد في تصريحاتهم وافعالهم كل المتناقضات التي تجعلنا نقف في حيرة منها. فلا غرابة ان نشاهد هؤلاء وهم يقفون على الحياد في هكذا تصويت.
هناك امر مهم في الاستجواب الذي ادارته النائبة حنان الفتلاوي والذي سبقه استجواب مماثل ادارته النائبة السابقة جنان العبيدي مع وزير الكهرباء السابق وهو انه وضع اللبنة الاولى للطريق الصحيح لمحاسبة الحيتان الكبيرة في الدولة حتى ولو لم يتم محاكمتهم وزجهم بالسجون ولكنها كافية لردع الآخرين وجعلهم يحسبون الف حساب لكل خطوة يخطونها فهم في مواجهة الشعب وسوف يفتح امر الخائنين حتى ولو بعد حين ...رغم ان هناك من اعترض على هذا الاستجواب وقولبه في قالب سياسي ولكن رأيي انه بداية صحيحة لبناء بلد الجميع فيه تحت رقابة الشعب وممثليه.
https://telegram.me/buratha