صفي الدين الحلفي
من الواضح ان امال المواطنين التي تعلقت بدولة القانون لكي تحقق لها ما كانت تظن ان الاخرين قد عجزوا عن تحقيقه لها قد بدات تصاب بالخيبة والاحباط نظرا لحجم الفشل الهائل الذي اصاب اداء مسؤولي دولة القانون الذين لم ينجحوا في ادارة دفة المسؤولية الادارية والحكومية في محافظات الجنوب والوسط وحجم الفساد المالي والاداري الضخم الذي تورط به مسؤولوا القائمة ودفعت برئيسهم والقائد العام للقوات المسلحة المهيب الركن نوري المالكي لحمايتهم ومنع حصول اية ملاحقات قضائية بحقهم وتكرار سيناريو فلاح السوداني وزير التجارة الاسبق الذي تحول من متهم مدان مع اشقائه العشرة الذين كانوا يديرون وزارة التجارة بطريقة العشائر وبيع التنادر الجاهزة لقاء عمولات مالية ضخمة يتم تبديدها لاحقا تحت اقدام الراقصات في بيوت الدعارة في دمشق والتي فضحتها اجهزة البلوتووث التابعة لاشقاء السوداني الذين كانوا يتباهون بها الى ابرياء وملائكة صالحين لا ذنب لهم سوى انهم ارادوا خدمة الشعب العراقي فاخطئوا ولهم الاجر والثواب .
من يزور محافظات الجنوب والوسط هذه الايام التي عانت من تراكمات الانظمة الدكتاتورية السابقة يفاجيء بحجم الخراب الهائل رغم التخصيصات المالية الضخمة التي وزعت لدوائر المحافظات الخدمية التي اصبح ممثلوا دولة القانون مسؤولين فيها من الجهلة والاميين والتي يكتشفها المواطن بسرعة من خلال التعثر الواضح في تنمية المحافظات وتطويرها والتي لم تشهد اقامة مشروع استثماري ناجح فيها باستثناء طريقة بناء الاسيجة والحدائق واستبدال الارصفة القديمة باخرى جديدة ولكن بطريقة هزيلة وضعيفة تفوح منها رائحة الفساد النتنة ,حتى ان المشاريع التي تنفذ حاليا ليس لدولة القانون اي يد فيها ,بل ورثت من قائمة تيار شهيد المحراب الذي قدم خلال الفترة القيلة التي تولى فيها ادارة بعض شؤون المحافظات العديد من الانجازات التي لا تنكر برغم الملاحظات التي قيلت عن تعثر في الاداء وتلكؤ في تنفيذ المشاريع التي ادعى مرشحوا دولة القانون لاحقا بان محافظات الجنوب ستتحول على ايديهم الى واحات خضراء تعج بالمشاريع والاعمال وناطحات السحاب وفرص الرخاء والثروة التي تتسرب الى ايدي ابنائها الفقراء ,
بل انها وعدت بان الجنوب سيتحول الى سنغافورة جديدة والى ارض للاحلام بالنسبة الى ابنائه الذين باتوا اليوم بفضل دولة القانون جياعا متشردين يسكنون الصرائف يندبون احلامهم التي تبخرت وتحولت الى احلام في ليلة صيف ساخنة . واقع الخدمات في الجنوب والوسط وحتى في العاصمة بغداد اصبح كابوسا بفضل رجال دولة القانون الذين جاؤا من خلفيات ومؤهلات بسيطة شبيهة بمؤهلات المضمد ممحد حمزة الزبيدي وبائع الثلج عزة الدوري ونائب العريف علي حسن المجيد والجندي حسين كامل الذين اصبحوا وزراء وقادوة جيوش وجنرالات كبار في دولة عريقة مثل العراق عاد اليها اليوم رجال دولة القانون ليقودوها بطريقة مشابهة ,حيث اصبح معلم الابتدائية صلاح عبد الرزاق محافظا رغم ان اخر منصب تولاه هو ادارة الاعلام في الوقف الشيعي والتي كان فاشلا فيها براي الموظفين الذين عملوا بمعيته ,حيث تجاهل قادة دولة القانون العشرات من المهندسين الاكفاء من الخبراء واصحاب الكفاءة الذين شردهم رجال دولة القانون واحالوهم الى مجرد موظفين بسطاء يتلقون الاوامر منهم ,حيث العقدة من اصحاب الشهادات والمؤهلات بعد ان حطم المسؤولون الكبار في حزب الدعوة الرقم القياسي في عدد الشهادات المزورة التي حصلوا عليها في الادب والهندسة والعلوم السياسية والتي كشفها الدكتور رهيف العيساوي مؤخرا وكاد ان يفقد حياته بسببها , بل ان اشخاصا اميين من عناصر الدعوة الذين استهانوا بتاريخ الزعماء العظماء فيه ,حين اصبحوا يحملون شهادات الدكتوراه ليصبحوا جنرالات في الجيش العراقي والمؤسسات الامنية الحساسة في البلاد رغم ان مؤهلاتهم الحقيقية لم تكن تتجاوز بيع الحلويات في سوق شعبي , حيث الواقع المتردي والعجز عن حماية ارواح المواطنين وذلك عندما زحف رجال دولة القانون زحفهم العظيم المؤزر ليستولوا على المواقع الامنية الحساسة مطيحين بكل الانجازات السابقة , بل ان رجال دولة القانون عاجزون اليوم عن حماية طريق بسيط مثل محمد القاسم في قلب العاصمة بغداد الذي اصبح طريقا للموت الذي ذهب بعلي اللامي وعددا من ضباط الجيش وعمداء الكليات . ان مائة يوم من الفشل والخيبة والتراجع تؤكد فشل ائتلاف دولة القانون الذي استغل احداثا مر بها العراق ليجيرها لصلحه دون ان يكون له دور حقيقي فيها ,حيث استغل تراجع وانكفاء الدعم الخارجي لعصابات الارهاب بضغط امريكي ,اضافة الى قرار السيد مقتدى الصدر بتجميد انشطة جيش المهدي وعزوفه عن اسر المالكي في البصرة والذي كان بمتناول يديه حفاظا على الدم الشيعي ليعزز المالكي نفوذه لاحقا عبر الادعاء بانه الرجل الحقيقي الذي يقف وراء كل هذه الانجازات التي انطلت على المواطنين العراقيين الذين ظنوا ان شلالات الخير والرخاء والامان ستاتي كالسيل مع دولة القانون التي توقفت اليوم انجازاتها عند تبليط دربونة في البتاويين واقامة نافورة في الدغارة بعد بيع التندر 12 مرة الى المقاولين من قبل السادة المحافظين ومسؤولي رجال دولة القانون ,فضلا عن تولي الروزخوني الشهير خضير الخزاعي نائبا لرئيس الجمهورية بينما مؤهلاته الحقيقية لا تتجاوز القاء موعظة دينية في جامع صغير في قضاء عفك .
https://telegram.me/buratha