عبد الغفار العتبي
الفساد ليس قضية عراقيه فقط بل سلوك إداري وسياسي بشري. لكن الفرق بين مجتمع وآخر هو القدرة على امتلاك آليات قانونية وإدارية وأخلاقية تردع الفاسد وتزرع لديه الخوف، وإذا ما قرر في لحظة أن يتجاوز القانون فهناك العقوبة الرادعة والقضاء الذي يضع الأمور في نصابها، إضافة الى الإرادة السياسية التي تجعل محاربة الفساد نهجا وليس موسما، وتمنع الفاسد من احتلال أي موقع متقدم، وتحاسب المسؤول الذي يخرج على الأصول الإدارية والقانونية.لكن محاربة الفساد ليست أمرا سهلا، لأن الفاسدين لديهم أدواتهم في التحايل على القانون، ولديهم القدرة على تلميع أنفسهم وممارسة الغسيل السياسي والشعبي لمسيرتهم، وإعادة إنتاج صورهم بأدوات سياسية وإعلامية مختلفة. والفاسد يستفيد من الحديث العام البعيد عن التفاصيل وغير المستند إلى حقائق وإثباتات، لأن هذا يجعل الكل متهما.نعم الهم الاكبر للعراقيون هو هو تقديم الفاسدين للعدالة واستعادة المال العام وعدم منح المخطئين فرصة لاستلام مناصب رسمية جديدة هذا الشعور العام بضرورة مكافحة الفساد له أسبابه الموضوعية لكن من المهم أن يمر وفق الأدوات القانونية السليمة حتى لا تصبح القضية مشاعا تأخذ في طريقها الأبرياء والمحترمين بحثا عن الفاسدين ...
https://telegram.me/buratha