المقالات

ويــــسألونـك عن اصحاب المنجــل

1211 20:31:00 2011-07-05

عبد الرزاق الكاظمي

ويــــسألونـك عن اصحاب المنجــلأولا وما دام الحديث الان عن بعض الحقائـــق التاريخية وكمقدمة لابد ان نشــير ولو بأيجاز الى ان التاريخ وكغيره من العلوم النقلية التي لها شــأن في حياة الامـم وبالذات منها من لديها ماضي مشرق واسهامات جليلة او حتى صفحات ناصعة يخضع عندها وبأستمرار الى مراجعات ومناقشات ومناظرات فيها ما هو علمي وأكاديمي وفيها ما هو سياسي بأمتياز . ولكل منهم في هذا الشــأن أدواته وأدلته ومآربــه والتي من خلالها يقدمون ما عندهم من تفاسـير قد تكون مغايرة او جديدة تتناسب وما عند كل طرف من حقائق ونظريات وقدرات وتحت عنوان رئيسي يسمونه (اعادة كتابة او صياغة التاريخ) ؟ ونحن هنا لســنا بصدد ما يفسرون و يقولون او حتى ما تفرزه بل وما سيتمخــض عنها ان كان مفيدا او ضارا رغم علمنا بما يقررون او بنواياهم بلحاظ انها ملموسة او معلنة . وأنما نبحث فيما نعتقد انه يخدم القضية التي نحن بصدد عرضها والتي نأمل ان يكون لها مثلما لغيرها (حيـــزا) يتناسب وكباقي القضايا الشاخصة التي احتفظ بها التاريخ للبشريــة كشاهد وكحدث . وقبل ذلك نتوقف قليلا لكي نمعن النظر بما يقولون عنه (التاريخ) فمنهم من يقول انه خير سجل وخير مرجع ومنهم من يقول انه خير مخزن ولكل ما مضى من اسرار ومواقف ومتناقضات ومنهم وبأختصار يعبر عنه بأنه ذاكرة الشعوب واخيرا من يقول انه خير معلم وملهم ومرشد ومربي للاجيال ونحن قد نميل الى هذا الرأي ونقول وهو كذلك . فهو وبالاضافة الى انه مصدرا اساسيا نأخذ منه ما نريد يدلنا ايضا على ما لنا وما علينا كأمة وكشعب وحتى كأفراد وقد يكون حقوقا مضافة او واجبات اخرى . وفي كلا الحالتين يجب ان نصغي اليه لكي ننهض مرة اخرى او من جديد ولكي يكون لنا مكانا مهما فيه كما كان لقومنا ولبقية من نرتبط بهم كأمم وحضارات واقوام . ومن يتأخر سوف لايواكب العصر فحسب وانما عموم المسيرة الانسانية اي على الهامش منها او بلا شأن . ومن له شــأن من المؤكد ان له مكان مهم ومساحة متميزة تجعل منه رمزا قد لايتوفر عند غيره من ذوي القربى او الجيران لذلك وغالبا ما يشار اليه بالبنان او يتوقف عنده ولربما يشير اليه وبأجلال. وبالطبع قد يكون هذا الرمز امة وقد يكون شخصية وقد يكون موقفا وما اشبـــه ومن هنا يمكن ان نرى الفارق بين امة تنفر من تاريخها وما بين امة تتعلق فيه . ولاريب في ان لكل طرف منهما اسبابه وتبريراته واعذاره . فألامة الاولى تنفر لانها مجدبة ليس لها او عندها ما يفرض عليها ان تساهم في صناعة حيزها في التاريخ لذلك لم تذكر فيه ولا حتى من بصيص تكرم من خلاله واذا ما ذكرت او كرمت فهو لايذكرها بخير لانها قد تكون غائبة وقد يكون حضورها لايســر كالكابوس لذلك تهرب منـــه وتتعمد أهماله في مسيرتها وكل جهدها الانساني للمستقبل ؟ اما بالنسبة للامة الاخرى فأنها وبالعكس تماما تفتخر وتتباهى وحتى ترفع صوتها عاليا عندما يتعلق الامر بالماضي او بالتاريخ عموما لانها تعرف ان مكانها مميز ومفصلي فيه وهو ناصع وبالقدر الذي يفرض عليها ان يكون حيا عندها عبر مناهجها وثقافتها وكل الانشطة التي تساعد على حفظه متألقــــا....ومع ذلك لابد وان نذكر ان التاريخ وبغض النظرعمن يفتخر بما عنده فيه او ينفر منه بلحاظ ما عليه فيه يحتفظ بالغث والسمين كما يقولون بمعنى انه يحتفظ بما هو انجاز . او مهم وقد يســجله لهذه الامة او تلك ولكنه بالمحصلة النهائية هو للبشــــرية ككل . وذات الامر اذا كان هناك من حدث او على شكل انهيار او جريمة او اي فعل قد يكون نوعيا في شينه وكارثيا في نتائجــه . المهم انه سجل لنا الكثير مما نعتز به الان وقد نأخذ منه ما يفيد لوضعنا وحاضرنا . كما والكثير مما هو اسود ومنفر وتشمئز منه النفوس ولكنه قد يكون ذا فائدة اذا توقفنا عنده بغرض الدرس والموعظة لكي نتجنب ما هو اكبر لاحقـــا في مسيرتنا. وكل ذلك لايتوقف على الانسان لوحده فحسب بل ويشمل الزمان والمكان والحيوان والطير والمعتقد والاداة والوسيلة ..... وما اشبه . ونحن هنا عندنا الكثير من الامثلة او الادلة التي تؤيد ما ذكرناه في المقدمة وبالذات منها ما هو مدرج كعنوان منها قصة اصحاب الكهف وهم وكما بينها القران الكريم فتية امنوا بالله وعبدوه مخلصين بالضــد مما كان سائدا انذاك سواء عند قومهم او عند من يحكمهم فتعرضوا للاضطهاد والظلم فهربوا خوفا على انفسهم ومعتقدهم ثم لجأوا الى (الكهف) الذي تصدر قصتهم فيما بعد واشتهر ليس لانه كذلك وانما لان القصة جرت بداخله !قصة اصحاب الفيل وهي ايضا اشار لها القرآن الكريم في سورة الفيل والتي تعنونت به كذلك وهو حيوان كما نعرف والسبب لانهم استخدموه كأول وسيلة او اداة من هذا النوع وفي هذه المنطقة ولهذا الغرض وهو هدم الكعبة الشريفة ولكن الله حفظ بيته وجعل ابرهة وجيشه وفيلته كعصف مأكول ؟ اذن فالحدث كله بما فيه من مواقف ومعاجز ومعايير وحتى اشخاص قد تعنون بأسم الفيل . قصة اصحاب الاخدود والاخدود عبارة عن شقوق او قنوات اعدت في الارض لكي يتم فيها حرق الذين يدينون بغير دين الطاغية . والقران الكريم ايضا ذكرها وبين كيف كان الناس يقتلون وبهذه الطريقة البشعة ( تكررت بالعراق) بسبب المعتقد او الرأي الاخر . ومن هذا الاخدود كمكان للحرق والدفن عرفت واشتهرت القصة وتفاصيلها موجودة بالكتب ..واذاجاز لنا ان نسترسل مرة اخرى بلحاظ كثرة الامثلة وتنوع احداثها واهدافها من الطبيعي اننا نحتاج الى مســاحة اكبر وهذا ما لاتسعه مساحتي او قضيتي المهم انها تؤدي ذات الغرض الذي اشرنا اليه بقصص الكهف والاخدود والفيل وما لم نذكره من آيام الجاهلية وبعدها في الاسلام كوقائع وحوادث ومواقف ومعارك وبطولات وما الى ذلك من مسميات قد تكون مباشرة وقد تكون عبر اشارات ورموز لما هو أكبر منها مثلا .(.كالفضول والسقيفة والشــجرة والرضوان والحديبية والغدير ....) ونختمها( بكربلاء) الحدث والمأساة كربلاء الرمز والمكان . كربلاء التي كثر من حاول أطفاء جذوتها وعنفوانها عبر هذا التاريخ الذي نقل لنا ما نقل (من هم ) وكيف وما ذا كانت النتيجة سابقا ولاحقا وحتى مستقبلا . وهم وكلما حاولوا وهنا علامة تعجب ليس لنا بل هي لكل اذن واعية تزداد اهميتها وصلابتها ويتسع وهجها. كما وكلما تصرم الزمن وتكثر المحاولات الرامية الى طمس معالمها حتى وهي قضية انسانية يزداد الاصرار والتعلق بها بل ويكثر الساعون لرفع رايتها مشيا وزحفا وهم يرددون لبيك لبيك ؟ وهذا يعني ان التفاوت هو التفاوت في الحدث ذاته وفي اهميته وكل ما يرتبط به . وكلما نحاول ان نقارن تبرزلنا معطيات جديدة قد تكو لزماننا وقد تكون لغيرنا . المهم انه يبقى كما هو لكي يكون شاهدا او ملاذا لكل من يريد ان يغرف مهما تكن درجة الدراية او المسؤلية عنده .فالتاريخ يبقى اذن ومثلما نقل لنا هذه القــصص والمواقف بأحجامها المختلفة ومن هم ابطالها وكيف وكما قلنا اذا كان من وزن الفيل او النملة .سوف يستمر بذات الاداء او الرسالة حتى ونحن بعصر الذرة والالكترون مع الفارق اننا وهو بعصر يكون الحدث فيه اكثر وضوحا ولايقبل التجزئة كما واكثر سرعة ولاتمنعه حدود او قيود والاهم في الصوت والصورة ومباشرة ونحن قد نكون .في مخادعنا او عملنا ؟ وهو ما فرض علينا الان ان نثير قصة (اصحاب المنجل ) او الزفـــــــــــــــــــة او البــــــــــــــلوك .....؟ قصة أصحاب المنجل ا اننا هنا ولحساسية البعض مما سنذكره لابد ان ننوه ليس لهم وانما للحقيقة اننا لسنا بصدد العودة الى ما كان( رغم اننا ضحيته ) او نبحث في امور قد وأقول قد يحسبها الاخرون اننا نحاول العودة الى الوراء لنكأ الجراح مجددا نعم قد يتهموننا على نوايانا وقد يفرضون علينا ومثلما سبق افكار هم من روجها بالامس وحتى انتماءا هم ايضا من يطبل له كالعادة ؟ وهذا لايهم المهم اننا نذكر مرة اخرى اننا لسنا مع هذا الكم الهائل من الشد والجذب الذي يجتاح العراق من اقصاه الى اقصاه وبالذات ممن اشتهروا بالتصنيف الذين يصنفون الوطن والبشـــر والولاءات حسب السوق او التسعيرة او الاضواء لذلك نقول لايهم ايضا لاننا ومهما كانت أشكالنا وصورنا وعواطفنا وشعاراتنا ومهما كانت كمية ما نزف منا من دماء وما نضح من عروقنا من عـــــــرق للعراق نبقى بذات الدائرة ونبقى في ذات التوصيفات او الخانه التي تعودوا على حشرنا فيها كلما ضاقت بهم السبل وكلما طالبنا بحقنا الطبيعي في الحياة . ثم ان القضية (المنجل) تفصح عن نفسها بنفسها كما هي بلا اطر او محددات وهي ليس لها علاقة بالسياسة وانما كقضية او جريمة وينبغي ان يسجلها التاريخ وكما هي ايضا لهم وهي موثقة بالصوت والصورة والدلائل والشهود والاعترافات والمسرح والمسجد(بلال) وما اشبه وانا لو اتهمت بسببها بالطائفية كما هو المتعارف عليه فأنا لست منها . نعم قد اكون كذلك وبقوة اذا كان الامر يتعلق بقول الحقيقة والدفاع عن المعتقد وعن التشيع تحديدا كرسالة وكمظلومية وهم من اضطرنا ان نكون هكذا ولاضير ما دمنا نحب من احبه الله ورسوله . والتاريخ الذي نقل الصغائر من الامور بالحجم والموقف كالنملة والهدهد والطوفان والسفينة وجلجامش حري به الان ان ينقل هذه القصة ويسجلها ويحافظ عليها مثلما حافظ على ما هو اصغر منها وهي حقيقية مئة بالمئة .ولاوجود فيها لراوية وسيط ولا لمؤرخ حصيف لان الجاني فيها هو من يتكلم وهو من اعترف وشهد على نفسه وعلى من شارك معه وهم لازالوا يتمتعون بنعمة الحياة والاستثناء بالسجون . والقصة قابلة للتشعب رغم انها واحدة ومزلزلة مثلا (الزفة +المضيف +المسجد +العروس +الاطفال + دجلة + المجل + البلوك .. ) بمعنى ما جرى للزفة بشكل عام ثم وما حصل في المضيف (مضيف مجذوب الفلاحي )ثم وما حصل في المســجد وكيف تم بداخله اغتصاب العروس وكيف تم قتلها مع زوجها وبأي وسيلة ثم كيف قتلوا الاطفال وكبف القوا بهم في دجلة وعددهم 15 طفلا ؟ نعم الجريمة مروعة بكل المقاييس لذلك انتفض العراق كله من هولها ( ما خلا البعض وهم ليسوا ببشر ..؟) لذلك يجب ان يكون لها حيزا يتناسب وشناعة ما فيها من فصول او مواقف في التاريخ كما ويجب ان تسلط الاضواء عليها وبأستمرار ما دام الارهاب قائما ومادام القتلة على حالهم بل وما دام هنالك ومن السياسين تحديدا من لاضمير عنده ولا من غريزة تؤدبه ... وفي الختام وما دام الجناة لم ينالوا العقاب نقترح ان ينالوه في مسرح الجريمة ثم دفنهم كلهم في ذات المضيف مع شيخهم مجذوب وبأسم مقبرة شيخ الزفة وتحويل المسجد بعد هدمه الى ميدان او نصب للضحايا وبالذات منهم الاطفال ولابأس باحاطته بأكوام من البلوك والمناجــــــــــــــــــــــــــــل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هيثم
2011-07-06
يجب احياء هذه الفاجعة بكل اشكال التعبير الفني والمعنوي لكي تبقي على مفعول الوخز في احشاء المجرمين (ليس الذين سيتم اعدامهم) بل اؤلئك الذين رضوا بهذا الفعل ومثل نواياهم وشفا بعض اضغانهم لأن اضغانهم لا تشفى. ان من انكر تلك الجريمة سيرحب بفكرة بناء نصب يخلد ضحايا الفاجعة ويذكر بعظم الجريمة التي يتفاخر بها من هم على شاكلة مجذوب الفلاحي وفراس الجبوري لأن هذا السلوك هو على شاكلة مفاخرهم على مر التاريخ في الصلب والدفن وسمل الاعين وقطع الالسن والغدر وما ادراك ما الغدر فهو اعظم مزاياهم.
ابو علي
2011-07-06
يحكى أن مزارعاً صينياً قُتل بضربة منجل عميقة قبل ألفي عام.. وعلى الفور جمع رئيس القرية المزارعين وأمرهم بوضع مناجلهم على الأرض وعدم الاتيان بأي حركة، وما هي إلا دقائق حتى تجمع الذباب على أحد المناجل فعرف الزعيم أن صاحبه هو القاتل ... فالذباب تجذبه رائحة الدم حتى بعد غسل المنجل !
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك