المقالات

متى تنتهي اللعبة ؟

847 19:47:00 2011-07-06

صفي الدين الحلفي

بين فترة واخرى يحدث نزاع بين المالكي وعلاوي على خلفية مطالبة علاوي للمالكي بتفعيل ما جاء في وثيقة اربيل التي تنص على منح علاوي منصب رئيس مجلس السياسات الوطني بموجب صفقة عقدت بين الطرفين ورعاها التحالف الكردستاني . المالكي وافق في البداية على ذلك لكنه تراجع بعد ان اصبح في موقف قوي يؤهله لمواجهة علاوي بعكس الفترة التي سبقت تشكيل الحكومة وعلاوي يعتقد بان المالكي سلبه من حقه في رئاسة الحكومة بعد ان حصل على اعلى الاصوات في الانتخابات وبالتالي فان هذا المنصب من استحقاقه شاء ام ابى ابو اسراء . علاوي والمالكي الان اشبه بديوك في حلبة صراع كلاهما يرغب في اسقاط الاخر واضعافه ولكن هذا غير ممكن حاليا في ظل ممانعة اقليمية وامريكية والصراع بينهما يؤثر سلبا على الاوضاع في الشارع العراقي المضطرب اصلا ,حيث بعد كل نزاع كبير بينهما تشهد مدن العراق موجة من عمليات التفجير التي تودي بحياة العديد من المواطنين الابرياء . هذا النزاع بينهما يكشف عن عقلية سياسية عراقية ساذجة وسطحية متوارثة تقوم على التسقيط والالغاء وليس التقارب والاحتواء رغم انهما يتواجدان بمركب واحد . المالكي لا يفضل بقاء علاوي بجانبه رئيسا لمجلس سياسي يكون منافسا شرسا له ويفضل ان يكون من غير سلطات او صلاحيات وعلاوي يتشبث بهذا المنصب من اجل ان يكون له دور في المشهد السياسي العراقي حتى وان كان بسيطا . علاوي الذي رفض حضور اللقاء الاخير في منزل الطالباني وذهب الى لندن كما كان يفعل نوري السعيد ايام الحكم الملكي ,لكن من دون ان يكون للندن دور اليوم في العراق الامريكي سجل نقاطا ضده وعقد موقفه و علاوي هو الذي تنازل منذ البداية وحاول التشبث بمنصب ليس له قيمة ووزن في وجود ممانعة برلمانية قوية من جانب المالكي الذي يقدر ان علاوي سيحاول تحجيمه واضعافه وسحب البساط منه في النهاية وبالتالي سيغلق الابواب من اصولها من دون السماح بوجود ثغرة في الموضوع . عقلية الحرب السياسية التي يعيشها السياسيون في العراق تكشف عن وجود طبقة سياسية جاهلة لا تنظر ابعد من حدود المنصب او الكرسي اما التخطيط لبناء دولة عصرية وحديثة ومستقرة فغير موجود في اذهان سياسيين غير مؤهلين لادارة شؤون البلاد التي اصبحت الان مجرد حاويات للمال المهرب الى الخارج ,حيث الشركات والمؤسسات والعقارات والفنادق والمنتجعات التي حولت هؤلاء السياسيين بفضل الدعم الامريكي الى بارونات للمال المنهوب من العراق . علاوي والمالكي متشبثان بمواقفهما السياسية ولن يتنازل احدهما للاخر وسيبقى النزاع مشتعلا لفترة اطول سيكون خلالها المشهد السياسي مخضبا بنافورات الدم التي ستنزف من الابرياء من العراقيين من دون ان تنزل قطرة دمع واحدة منهما على طفل يتيم او ام مفجوعة بولدها او زوجة خسرت معيلها الوحيد ليصبح مصيرها مجهولا في المستقبل . هذا النزاع هو جزء من سلوك سياسي عرف به السياسيون العراقيون فهم لا يعرفون شيئا اسمه فن التنازل مثلما فعل براون الذي تنازل لكاميرون رغم احقيته بذلك او مسعود يلماز الذي تقاسم السلطة مع تشيلر قبل اكثر من عشرين عاما , بل مجرد خصومات معلنة وحفلات سباب وشتائم تنتهي لاحقا بمصالحات تجعل كل عراقي يشعر بالخجل امام هذه السلوكيات البشعة التي تحول البلاد واهلها الى رهائن بيد سياسيين مغامرين لا يعبئون بمصيرها ولا يسعون الى تقدمها ورفع شانها بدلا من اهدار الوقت في مراهقات سياسية تجعل المستقبل مظلما والامل غير موجود . صراع الديكة السياسي سيبقي باب الحلبة مفتوحا امام عودة ديكة اخرين للتقاتل والتناحر تاركين مشاكل البلاد ومستقبلها خلف ظهورهم حتى يبقى الديك الفائز الذي سيمضي عمره هو ايضا في النزاعات والقضاء على الخصوم في الحلبة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك