حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
لا اعتقد بان من المنطقي إن يتكلم شخص عن المظلومية وهو لم يعيش لحظاتها المرة والقاسية ، وبالخصوص لأبناء السنة في العراق اذ لم نشهد إن السنة في العراق مروا بأوقات ظلموا وأقصوا وهمشوا بل إن غيرهم من المذاهب الأخرى هم من كانوا يوضعون تحت مطرقة الحكام ، وهم من تعرضوا للإقصاء والظلم كما شهد بذلك التاريخ على مر أدواره . فالسيد النجيفي بتصريحاته المبطنة لم يكن يريد إن يقول كلمة حق بما هي حق وإنما كما يقولون أراد بكلمته إن السنة في العراق مظلومة هي ربما ( كلمة حق يراد بها باطل ) ، والا ما وجه المظلومية للسنة عند السيد النجيفي فهم ( أي السنة ) الان يتمتعون بكافة الامتيازات كغيرهم بالحكومة العراقية . بالإضافة إلى حصولهم على استحقاقهم الانتخابي والوزاري كما إن الكثير من أبناء السنة تسنموا مناصب رفيعة في الحكومة العراقية ناهيك إلى إن العلاقات التي تربط اغلب الأطراف السياسية العراقية السنية بإخوانهم من المكونات الأخرى هي علاقة جيدة ومتينة ولا يمكن إن تتأثر بما قيل وما يقال ، لان المشروع الوطني هو الأهم كما يعلم السيد النجيفي . والا فلماذا صدرت مثل تلك التصريحات في واشنطن ولم تصدر من السيد النجيفي في بغداد أو أي مدينة عراقية أخرى ..؟ إذن لابد من وجود أسباب دعت النجيفي لإطلاق مثل تلك التصريحات هذا أولا . ويمكن القول ثانيا إن السيد النجيفي أراد بتلك التصريحات إن يجس نبض الشارع السياسي العراقي المتمثل بالكتل السياسية ( العراقية والحزبان الكرديان والائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون ) حول مدى تأثير تلك التصريحات على الواقع الذي يمر به الشارع العراقي وخصوصا وان الأزمة بين زعيمي القائمتين المتنافستين في الحكومة على أوجه . ثالثا إن الحديث عن إقامة إقليم للسنة ليس جديد بل ومن حق السنة بالعراق إن يشكلوا إقليما خاصا بهم إذا كان مبني وفق الأسس الوطنية الصحيحة . وان فكرة إقامة إقليم للسنة بدأت عندما اشتدت الأزمة على منصب رئاسة الوزراء بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون حيث كانت الفكرة إن يشكل إقليم للسنة يشمل ( الانبار وصلاح الدين والموصل ) . على كل حال فالسنة بالعراق ليسوا بحاجة لمن يظهر أنهم مظلومين بل إن للسنة العراقيين ثقل كبير في العراق وهم يقدرون جيدا ما يمكن إن ينفعهم وما يضرهم ، وليس السيد النجيفي هو من يمثل السنة بل إن هناك الكثير ممن يمثلون المكون السني ليسوا بحاجة إلى تصريحات من هذا أو ذاك .
https://telegram.me/buratha