محمد الحمداني
في بعض الاحيان نقرأ مقالات تعود لأخوتنا العرب من الذين عاصروا العهد الصدامي والى يومنا هذا وهم من كانوا لايعلمون كيف كان يحكم العراق خلال السنوات الاربعين الماضية التي مرت على الشعب العراقي في ظلمة الممنوع من كل شيء ولم يعلم من يضع خرائط الطريق ومن يتفلسف على قول المثل العراق ((الي ايده بالماء مو مثل الايده بالنار)) عندما نعود الى مقالاتهم نجد انهم ينحازون الى حكم البعث السابق وكأنه كان جنة العراق ومسقبله المشرق الذي كان يلف الشعب العراقي بين طياة السجون والقتل وحرق حقوق الانسان عندنا كان من اسهل الامور التي جربها شعب بأكمله حيث كانت اسرع المحاكمات في العالم تجري عليهم خلال ساعات يتم الاتهام والتذليل والاعدام للشخص الذي اتهم بأنتمائه لأي حزب غير حزب البعث يكن من المتامرين والخونة والارهابيين لأنه قال اين حقي او انتقد جايجي احد دوائر الحزب الحاكم..؟؟اتقوا الله ايها الكتاب العرب ولاتجعلوا لعنة العراق تحرق كل الدول..!!العراق لم يكن شخص الحاكم فقط انه بلد ينطوي تحت ظله ثلاثون مليون عراقي لم يكن لطائفة معينة ..!! ولهم الحق ان يختاروا ولهم الحق ان يعيشوا كبشر واحساسهم بالحرية التي جلبت بعد 2003 كان فرحة لاتوصف وحلم لم يصدق احد انه تحقق ..!! لنخرج من حكم الحزب الواحد والشخص الامثل الشمولي الذي يُفضل على ملايين الشعب ويكون هو ((انت الشعب والشعب انت )) ..؟؟انا شخصيا كم انتقدت الحرية التي جائت مع الدبابة الامريكية لماذا..؟؟اتعرف ان الانتصار على الظلم احلى واعلى مراتب القوة والفرحة التي تصيب شعور الشعوب المختصبة من قبل حكامها وزبانيته لكن ..؟؟ لم تدم هذه الفرحة الا شهور بعد ان تجمع المغتربين والمناضلين ضد الحكم السابق في مؤتمرهم قبل السقوط وهم ((سمن على عسل )) والكل يقول شعب العراق المظلوم وووو الكثير من الشعارات التي مل منها الشعب المنهوك وقلنا اليوم جاءت الحرية التي نتمنى ولم نعلم ان احزاب ومناضلي الامس تنقلب فيهم الموازين ((360))درجة على مقياس الوطنية التي قلنا جاء الفرج ليتحول الى اطماع وسلطة وقتل وتصفيات بينهم على مصالح الدول الاقليمية التي جعلت منهم لعبة تتحرك بخيوطهم مقابل ان يبيع وطنه وشعبة ليبقى في سدة الحكم ويصاب رصيده في سويسرا ودول العالم بالتضخم من ملايين الدولارات التي ينهبها من شعبه والبعض منها هبات من الدول التي تريد للعراق ان يبقى متخلف وشعب اعزل من كل مقومات الحياة والجهل يلتف حول مستقبل ابنائه لكي تبقى هي المسيطرة على سوق النفط والبر والبحر وكل شيء يخص العراق ووقع بين مثلث الموت الاقليمي (( ايران السعودية وتركيا )) وامريكا حليفة الجميع لكل من يساعدها بمصالحها الاستراتيجية حتى لو كان الشيطان نفسه وايران ايضا ومن ورائها دول اقليمية اخرى وتركيا ترقص على الحبلين حبل النيتو وحبل العرب ولاندري الى اين يسير العراق وشعبه وبعد كل ماحدث تجد الكتاب العرب مثل النعامة يضعون راسهم في التراب عندما يكتبون عن الوضع السابق وماجرى من مخطط شمولي نفذه حزب البعث وصدام هو من اوصل الشعب العراقي الى هذه الحالة بنشره الموت والحروب والقتل والسلاح الذي كان حتى الاطفال من اولادهم هوايته حمل السلاح والتدريب على القتل فكيف سيكون مستقبله ((وهو عبارة عن قنبلة موقوتة اسمها شعب لايدري مع من يسير والى اين يذهب ..؟؟وكتابنا العرب يكتبون حول الطائفية اللعينة التي يسبوا بها تارة الشيعة وحكمهم ويتهمونهم بالولاء لأيران وهذه التهمة براء منها الشيعة العرب ((كبراءة الذئب من دم يوسف )) لكن واقع العراق تحت ضغوط ايران وسياسيين يعملون على اجندتها هم السبب لما وصل له حال البلد وشعبه الذي يعتبر ايران دولة مجاورة فقط لها حقوقها كجاره للعراق ولنا حقوقنا التي نفخر بها ان لنا وطن لايمكن ان تتجاهله ايران مهما فعلت تحت الكواليس ..؟ والسنة العراقيين العرب لايمكن ان يخونوا اخوتهم من شيعة العراق لكن هناك من يرقص على طبال الحروب وخيوط الوهم الاعلامية التي تفسر الامور لما يشتهي صناع القرار ومن يدفع اكثر لكي يصل الى مبتغاه لكني اقول مهما يكن فالعراق يبقى بلد قوي باهله وشعبه الذي ضحى بالكثير وتكالبت عليه كل الدول الاقليمية بدماره ولااستثني اي دولة الا وشاركت بها حسب مصالحها واليوم نحن نعاني من تدخل الغريب في البيت العراقي ولن تكون لنا قائمة الا بعد ان يجد العراقي شخوص اناس يرغبون في خدمة وطنهم قبل انفسهم وهذا ليس رجما بالخيال لكن يراد له وقت طويل وسننتظر الى ان يحين هذا الوقت نحن نبقى ندافع عن العراق الحبيب لأنه فعلا بلدنا حبيب ولاينسى ابدا حتى وان طالت السنين فالفرج قريب ولن نفقد الامل حتى من بعيد وسلام لك سيدي عراق الانبياء والاوصياء والصالحين ومهد الحضارات مهما فعل اللئيم بك تبقى شامخا ولك القول عبر الزمن..
https://telegram.me/buratha