متابعة / عزت الأميري
لايخفى على المتابعين للشؤون الاسلامية ان اقرب الشعوب العربية محبة لآل بيت الرسول ص هم المصريون ليس هذا مدخلا للدراسات النفسية في سبب ذاك الحب او العشق أو الوله الايماني حد سكب الدموع مدرارا عند ذكرهم الشريف لاي مصري ولااريد مناقشة الوقائع التاريخية المتجذرة والتي اوصلت الحال للحاضر.. في القاهرة خصوصا. تابعت هذا الخبر :((القاهرة المثقلة بالهموم تلوذ بالإمام الحسين...مدد))رغم كل هموم الحياة اليومية التقى آلاف المريدين في رحاب الامام الحسين(ع) واحتفلوا بذكرى مولده في الرابع من شعبان { تاريخ مولده الموثق 3 شعبان} فالقاهرة المتعبة بالمناوشات بين الشرطة والبلطجية وشباب الثورة لاتنسى الامام الحسين.القاهرة المثقلة بهواجس المستقبل فحيثما تولي وجهك تسمع كلمة «ربنا يستر»..تخففت من هواجسها وخرج الآلاف من فقرائها وأغنيائها، من دراويشها والغرباء فيها. رجال ونساء وأطفال سهروا حتى الصباح في حضرة الامام الحسين وتمايلوا مع الذكر والأناشيد ومدح آل البيت. تزين المسجد بالأنوار وملأت جموع الناس الساحة الأمامية والحدائق والمقاهي المحيطة به. ورغم أن مولد الحسين في العادة تحتفل به الطرق الصوفية في شهر ربيع الثاني من كل عام، حيث يستمر الاحتفال لمدة أسبوعين يختتم بالليلة الكبيرة الا أن المريدين آثروا ألا يمر يوم ميلاده دون الاحتفاء به. خصوصا بعد اللغط الذي صاحب مولده هذا العام بسبب هجوم بعض المنتسبين للتيار السلفي على الاحتفال بالمولد وتزامن ذلك (مارس الماضي) مع أحداث الثورة المصرية، والتضييق الأمني الذي تعرض له مئات الآلاف من المريدين.وسارت أجواء الليلة هادئة، وسط الاجراءات الأمنية التقليدية حيث تواجدت سيارات الشرطة والمطافئ. وازدحم المكان بعشرات من الباعة البسطاء الذين ينتظرون سعة الرزق في مثل هذه المناسبات مثل باعة العرقسوس والتين الشوكي وأغطية رأس مكتوب عليها: «حبيبي يا رسول الله»، وباعة الاكسسوارات البسيطة وأشرطة الشيخ ياسين التهامي الذي أحيا الليلة.أطفال قضوا ساعات فوق أعناق أمهاتهم وآبائهم، ودراويش تماهوا في حلقات الذكر بعماماتهم الخضراء والبيضاء وعصيهم وهم يتمايلون مع صوت التهامي منشدا :ًسيدنا الحسين مدد
يا امام علي مدد
يا امام علي السجاد مدد
يا آل بيت النبي مددواذا كان الجمهور التقليدي للشيخ ياسين من أهل الصعيد عادة لكن اللافت وجود عشرات من الشباب الذين جاءوا بكاميرات الفيديو وهواتفهم النقالة التي رفعوها لأعلى فراحت تضوي بضوئها الأزرق هنا وهناك وكعادة أصحاب المقاهي المحيطة بالساحة استمروا في استقطاب الزبائن من المصريين والعرب والأجانب لمتابعة الشيخ التهامي من موقع متميز. أما من لا يقدرون على دفع كلفة المقاهى فاستمروا وقوفاً لساعات طويلة، دون ملل، وربما يستغرب من يتأمل وجوه هؤلاء كيف يتفاعلون وينفعلون بتلك الأشعار الصوفية ويهللون لها، انها حالة من الوجد والشوق والمحبة لآل البيت، لا تحتاج الى شرح ولا تفسير، فكل من وقف قرب المقام الحسيني جاء زاهدا مستغنيا مكتفيا بتلك المحبة. ولم يكن الأمر بحاجة الى التعليمات بالالتزام بأوامر الشرطة، فالأمور سارت على أفضل ما يكون دون أي مشكلة تذكر.وكانت الليلة بدأت في حوالي العاشرة مساء بصوت الشيخ محمود ياسين التهامي، ورغم اجتهاده لكن حضوره وأداءه لا يقارن بصوت والده وشعبيته الطاغية. كما كان من اللافت أن اللوحة الرخامية في واجهة المسجد كان محفوراً عليها في السابق «الحسين مني وأنا من الحسين» لكن تم تصحيح الحديث الشريف الى: «حسين مني وأنا من حسين ثم عندما تمعنت في اللوحة الرخامية الشاهقة وجدت مكتوبا عليها{{أحب الله من أحب حسينا!}}».ومكتوب تحتها {{حسين سبط من الاسباط}}الفخر والاعتزاز بهذه النخب المسلمة التي حفظت تراث نبيها العظيم ص بآل بيته الكرام ع ( قل لااسالكم عليه اجرا إلا المودة في القربى) صدق الله العظيم.
https://telegram.me/buratha