واسط/محمد الواسطي
مايميز سياسة المجلس الإسلامي الأعلى عن باقي الكيانات السياسية العاملة وسط الساحة السياسية العراقية هو مبدأيه المواقف ،التي تنم عن قراءة دقيقة للوضع العراقي وواحدة من أهم تلك المواقف التي تحسب للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي انه نأى بنفسه عن سياسة المحاور والاصطفافات التي لاتنتج ألا مزيداً من الخلاف والتناحر الذي لايصب في مصلحة العملية السياسية ،على الرغم من محاولات بعض القوى احراف المجلس الأعلى عن منهجيته المتجذرة !وبعد ان اصطدمت محاولات تلك القوى بجدار الموقف الثابت حيال تلك الوسطية التي نتاج لسياسة متجذرة ليست وليدة اللحظة ،ما جعل المجلس الاعلى قبلة بقصدها السياسيين بمختلف توجاهاتهم للخلروج من الازمات المتكررة التي تعصف بالعملية السياسية ،وخير دليل على ذلك عندما استحكمت حلقات تشكيل الحكومة وشعر الجميع أن تشكيل الحكومة بات أمراً مستحيلاً وتعددت الخيارات التي اخفها مراً تمثل بإعادة الانتخابات ، وهنا برزت القيادة الحكيمة لتلوح بالحل عبر الطاولة المستديرة التي ارتكزت على تراكمية من مبدئية المواقف وصدقها التي يدركها حتى خصوم المجلس الأعلى بيد أن الحسد السياسي لم يشأ أن تولد تلك المبادرة من رحم المجلس الاعلى !غير أنها أفرزت دعوة الرئيس طالباني التي سميت بالمائدة المستديرة ، والتي سوفت هي الأخرى بسبب الجوار الجغرافي لرحم الفكرة والكبرياء السياسي!وبعد ان دفع الشعب العراقي ثمناً باهظا بسبب تأخير تشكيل الحكومة وتعالي الأصوات الدولية والشعبية عادت الطاولة المستديرة إلى الواجهة لتولد من جديد من رحم آخر ولكن بماركة المجلس الأعلى المستديرة وبامتياز! على رغم انف الأسباب! وجاءت دعوة السيد مسعود البار زاني التي تمخض عنها تشكيل الحكومة ،ورحب المجلس الأعلى بتلك الخطوة كونها تصب في مصلحة الشعب العراقي الذي دفع ضريبة تأخير تشكيل الحكومة ! حيث أدرك بعد فوات الأوان قيمة صوته الذي اغتالته صراعات السياسيين وتسابقهم المحموم على الاستحواذ على المناصب غير آبهين بما يجري على الشعب العراقي من ويلات نتيجة هذا التسابق المحموم !الذي حاول الآخرين استدراج المجلس الأعلى للدخول في ذلك السباق !بيد إن بوصلة المجلس الأعلى التي كانت ولازالت تتحرك مع إرادة الجماهيرابت ان تنحرف عن مسيرتها ، فكانت استقالة الدكتورعادل عبد ا لمهدي الصيحة التي خرقت إذن الحكومة لتسمعها مطلب الجماهير بضرورة الترشيق الحكومي وفك حلقات كابينات القطار الحكومي الزائدة!!
https://telegram.me/buratha