المقالات

ضريبة مجانية يدفعها النائمون بنعيم الكهرباء

731 12:30:00 2011-07-07

كاظم جواد المياحي

الشركة العامة لصناعات البترو كيمياويات وهي إحدى تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن تأسست هذه الشركة قبل اكثر من أربعين عام ومنذ التأسيس تأسس معها المجمع السكني للشركة وكان عدد الدور السكنية تجاوز الخمس مائة دار ولكن وبعد التغيير تجاوز هذا العدد ليكون اكثر من سبع مائة دار وهذا الرقم زاد في كاهل الشركة لكون الدور تجاوز عمرها ثلث السن القانوني لاحالتها على التقاعد ولم يبقى منها الا القليل لتخرج الى التقاعد ولكن بدون دار لانها بلا شك سوف تحترق وهنا تكون البداية لكون هذه الدور اسست على اساس بان يسكن فيها في اكثر الاحيان هو شخصين او ثلاثة ولم يخطط لها البقاء لانها كانت مبنية على اساس الانتهاء من العمل في تاسيس الشركة وادارة عملها وبعدها تغادر الشركات المؤسسة التي ساهمت في بناء وتاسيس الشركة الا ان الوضع الخاص الذي يعاني منه كل فرد عراقي جراء عدم الاستطاعة للحصول على دار وهذا حلم يحلم به العراقيين جعل هذه الدور تتحول الى مجمع سكني لموضفي الشركة ومنذ تلك الفترة والى اليوم وبعد ان اصبح وكما ذكرنا سلفا انتهاء فترة الصلاحية لكافة مفاصل المؤسسة السكنية من تقادم عمر التاسيسات الكهربائية والاسلاك وحتى الدور التي هي عباره عن كرفانات خشبية ويسكنها اليوم وعلى اقل تقدير ستة افراد بل هناك ثلاث واربع عوائل تسكن هذا الكرفان ولكون الشركة متفضلة باعطاء المواطن البتروي هدية مجانية !!!! وهي استمرارية التيار الكهربائي الذي سوف يتفاجى القارئ الكريم من انه هناك كهرباء لاتنقطع في العراق بل تكون مستمرة ولمدة اربع وعشرين ساعة حتى في الضروف الحرجة لكون الشركة تمتلك مجهزات الطاقة اكهربائية !!! هنا لابد من ان نقف ولكن بانحناء الراس ؟؟!! هل تعرفون لماذا لاننا نائمون بنعيم الكهرباء ولكن ندفع ضريبة مجانية !! وربما سال يسال ماهي الضريبة المجانية في العراق ؟؟؟؟ الضريبة المجانية هي اكثر من اربعين دار كانت تحلم العوائل الساكنة فيها بان تجمع من الراتب المعاشي الذي يتقاضاه الموضف الحكومي ليقوم بتوفير مايمكن توفيره لكي يحلم ببناء دار وعلى الاقل في منطقة الحيانية او القبلة لانها ارخص العقارات تكون في هذه المناطق واستمر البتروي بتوفير الكثير وجعلها في صندوق خشبي ليس داره بل صندوق صنعه عند النجار ليجمع به النقود ويكون الهدف بناء دار من الطابوق وليس من الخشب وبين ليلة مضلمة ونهار حار قارص بحرارة الشمس الصحراويه نهض ابو عادل من حلمه وهو مختنق بنار صندوقه الخشبي ولم يشاهد الا نار مشتعله وعائلة لايدري اين اخذها الهيب لم يشاهد الا بيته يحترق وامراة تركض باطفالها ولم تجد موه لها سوء الحمام الذي استقرت مع اطفالها فيه لتخمد النار ارواحهما الطاهرة خمسة اطفال وامهما ملتصقين ببعضهما اخرجهما رجل الاطفاء الذي جاء في وقت متاخر لكونه سمين وكبير في السن ومصاب بالسكري والضغط ولايستطيع الحركة فجاء متاخر ليقوم بواجبة وهو رفع الجثث لا اطفاء الحريق وضل ابو عادل مشتت الفكر واشبه بمجنون ولم تقف الحكاية عند ابو عادل بل استمرت لتلتهم الاربعين ولكن كلهم في مصيبة ومصيبة اعظم من مصيبة الى ان يصل امطاف الى ام شاكر وهي موضفة بسيطة في الشركة عينت بدلا عن زوجها الذي عاش عمره في ساحات الجهاد وليعود الى العراق بعد التغيير لكنه لم يستطيع ان يكمل بقية حياته توفي اثر اصابه مرضيه واصبحت ام شاكر تعيل ايتامها وتحلم بمستقبل زاهر لهم الا انه وبفضل ابنتها الصغيره التي لسعتها النيران فزت من نومها وصرخت ان بيتنا احترق فسارع رجل الاطفاء نفسه الذي اخرج جثث الاطفال الخمسه قبل اكثر من خمسة عشر سنة نفسه اتى اليوم ولكنه كان عنده صعود في نسبة السكر ولم يستطيع ان يقوم بواجبه لهذا خمد الدار واصبح من ذكريات الماضي !!!!!!ولم تنتهي القصة رغم انني اقتصر فيها الكثير واعبر سطرين وليس سطرا من حكايتها وهنا الفاجعة الاعظم لكون الحوادث متكرره في البترو فلهذا اخذ مجلس ادارتها باجراء حلول بديلةعن السكن في المنطقة من خلال تخصيص اراضي سكنية وبناء مجمع سكني بديل بعنوان الاستثمار ونجح المشروع وخطط له تخطيط صحيح وان من سعى لاجله مع زملاءه في مجلس ادارة الشركة كان دائما يقول نحن نسعى بان نتخلص من هذه الصناديق الخشبية لانه لابد انه سوف ياتي اليوم الذي يحترق بيتي انا كذلك وفعلا ذهب الى بغداد لكي يقوم بجلب كتاب المشروع السكني ولينقذ اهالي البترو من صناديقهم الخشبية التي تنذر الجميع بلهيب نار قادمه لهم لامحال !!!!!في الساعة الثالثة والنصف ليلا هم نائمون بنعيم الكهرباء بمكيف هواء لانعرف من اين تكون نقطة اطفاءه لم يشعر احد اشتعلت النار في بيته حس الجيران بذلك فزو من نومهم مرعوبين ركضو جميعهم الى الدار فوجدوها احترقت جاء رجل الاطفاء السمين وهو نائم سيارته فارغه من الماء والقايش مقطوع لايدري ماذا يفعل اتصلوا باطفاء شركة غاز الجنوب جاء رجل الاطفاء الجيد ولكن اخمدوا النار واستطاعوا ان يخرجوا وبحمد الله ادوات المطبخ لكونه خارج الصندوق الخشبي والحمد لله كانت الحصيلة ثلاثة بنات بعمر الزهور واحدة خرجت وعادت لانها تذكرت وهي في سكرات موتها بان هنالك اخت عمرها اربع سنين واخرى عمرها سنة ونصف راقدتين في نومهما رجعت لكي تقوم باخراجهما ولكن سقطت بسكرات موتها لانها ميته وام نجت بقدرة الباري عز وجل ولكن بحريق في جسدها الطاهر واخوة كابناء مسلم التصقوا ببعضهم ونجوا ليكونا صبرا لوالديهما ؟؟!!!!لم تخمد النار في بيته فقط بل التهمت دارين ملاصقين لبعضهما وراحت كل محتوياته ولم يبقى في البيوت الثلاثة الا دماء طاهرة من طيور في جنات نعيم نستذكرهما عندما كانا يمران في وقت العصر برفقة الوالد الذي عجز لسانه وقلبه وضل مشتت الفكر والعقل رجع من بغداد ولم يكتمل طموحه وذهب الى النجف ليحفر ثلاث قبور لبناته ويدفنهن ويعود ولكن !!!!!!!!!! اتركها لكم ماذا سيفعل ؟؟؟!!!ماعسانا الا ان نقول اللهم الهمه الصبر والسلوان وشافي زوجته واعطهم الصبر ليؤسسوا حياة جديدة لهم وهنا كانت النهاية وعسى ان عرفتم رجل اطفاء سمين ومصاب بالسكري والضغط وسيارة اطفاء بلا ماء وشركة عامة وخطرة بلا اطفاء مؤهل واربعين دار اكثر او اقل لم استطع ان احصى العدد الدقيق كلهم قضو نحب ديارهم والمناشده لكم جميعا ماذا نريد ان يكون !!!!!!!!!هل عرفتم الضريبة المجانية انهم نائمون بنعيم الكهرباء ولكن !!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك