عبدالله الجيزاني
التغيير الذي حصل في العراق،لم يكن منه من احد على الشعب العراقي،بل هو ثمن لتضحيات جسام دفعها هذا الشعب في طريق الانعتاق من الديكتاتورية،وعندما وجد الاستكبار ان نظام البعث الصدامي،اخذ يتهاوى تحت ضربات المجاهدين، وصمود الشعب،جاء بأساطيله الى المنطقة بدفع وتشجيع ودعم بعض دول الاقليم،لغرض فرض واقع على الشعب العراقي لايختلف كثيرا عن نظام البعث الصدامي،ومع بدأ ترتيبات بناء العراق الجديد وقفت القوى الوطنية وبدعم المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف ومساندة الشعب بوجه المشروع الامريكي الاقليمي،واستطاعت ان تخطوا خطوات جيده في هذا الطريق،لكن تخلي بعض هذه القوى عن ثوابت المشروع الوطني المقاوم، وقلة ادراك قوى اخرى،ادى الى امكانية اعادة المشروع الامريكي الاقليمي،وبصراحة مطلقة نقول ان الكثير من ابناء الشعب يتهم السيد المالكي شخصيا او المحيطين به في تراجع المشروع الوطني بسبب تبنيه لمشروع المصالحة الوطنية دون محددات،وايضا الاستئثار بالحكم وتهميش الشركاء،وهذه الامور جعلت السيد المالكي ضعيف امام الاخر لانه خسر دعم شركائه من اصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير والحفاظ على المشروع الوطني مما دفعه لتقديم تنازلات كبيرة ومريرة تمثلت بمشروع المصالحة الذي اعاد عتاة المجرمين الى الدولة بصورة او بأخرى،ولعل اتفاق اربيل دليل واضح على ضعف السيد المالكي امام السلطة والاستجابه للضغوطات، والا هل لشخص مثل المالكي اكتوى بنار البعث والبعثيين،ان يقدم هذه التنازلات التي جعلت الجلاد ضحية والضحية جلاد،اضافة الى ان التنازلات التي قدمت من خلال هذه الاتفاقات،جعلت نجاح الحكومة اشبه بالمستحيل،من حيث عدد المناصب المستحدثه والتي فاقت ميزانيتها ميزانيات دول كثيرة،ترى ماذا لو ان السيد المالكي ودولة القانون وافقوا على الطاولة المستديرة التي اقترحها السيد عمار الحكيم،وهل يمكن بهذه الطاولة ان يقدم كل هذه التنازلات التي قدمها في طاولة البرزاني الذي وضع كحكم بين القوى المختلفة كبديل للسيد الطالباني الذي اعتاد الشعب العراقية ان يجده دائما صمام لمنع وصول الخلاف بين القوى السياسية الى القطيعة في خطوة تثير الكثير من التساؤلات!! المهم تشكلت حكومة تراضي بين القوى دون ادنى حساب لواجبات هذه الحكومة اتجاه الشعب وكأن الهدف هو ارضاء القوى السياسية وليس خدمة الشعب العراقي،والان وبعد ان ظهرت عورات اتفاقات اربيل،وبان ضعف الحكومة التي تشكلت بأكثر من 60 منصب اكثر من نصفها زائد،وحصلت للاسف بسبب هذه التشكيله رزايا لعل ابرزها عدم الامتثال لاوامر المرجعية العليا التي رعت العملية السياسية مما شكل تحدي واهانه للشعب العراقي المعروف بأرتباطه المصيري بمرجعيته،ترى هل هناك الان فرصة للاصلاح،نعتقد ان هذه الفرصة موجودة وتتمثل بقيام القوى الوطنية التي تبنت المشروع الوطني بأعادة ترتيب اوراقها،ونبذ خلافاتها الوهمية والبسيطة امام سمو الهدف،ومن ثم اعادة تشكيل الحكومة على اسس جديدة تكون ارضية لكل الحكومات الاحقة،ويتمثل هذا الاصلاح بألغاء كل المناصب الزائدة ابتدأ من نواب رئيس الجمهورية الى نواب رئيس الوزراء الى اكثر من(20)وزارة زائدة اولها وزارات الدولة،اضافة لوزارات مثل البيئة التي ممكن دمجها مع وزارة الصحة ووزارة العلوم وتدمج مع وزارة التعليم العالي ووزارة حقوق الانسان والمرأة وتدمجان مع وزارة العدل،ووزارة الموارد المائية وتدمج مع وزارة الزراعة،ووزارة الاتصالات وتدمج مع وزارة النقل ووزارة الامن الوطني وتدمج اما بوزارة الداخلية او تكون مديرية تابعة لمكتب القائد العام،ووزارة البلديات والاشغال يمكن ان تكون جزء من وزارة الاسكان او العكس وزارة الكهرباء تدمج مع وزارة النفط بوزارة للطاقة،ووزارة السياحة ممكن دمجها مع وزارة الثقافة وغيرها من الوزارات المتشابه او القريبة في الاختصاص والابقاء على عدد بين(21-25)وزارة فقط ،اما الهيئات المستقلة فبعضها مهم لكن غير فاعل كهيئة الاستثمار التي لم تساهم في حل او المساعدة في حل اي مشكلة من المشاكل التي يعاني منها الشعب،مثل الكهرباء والسكن،فهذه الهيئة نجحت في بناء(المولات)اما عدى ذلك فلم يرى الشعب سوى التصريحات،لذا يمكن الغائها واستحداث مديرية في الوزارات التي يحتاج تخصصها الى الاستثمار،وهيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية يمكن ايجاد صيغة لموائمة تخصصهما ومن ثم دمجهما،وهيئة المسائلة يمكن الاسراع بأنها عملها من خلال حملة شاملة يقوم بها كادر الهيئة لحسم مصير البعثيين،وكذا هيئة نزاعات الملكية والمادة 140،واظن ان السيد المالكي اكثر المحتاجين لهذه الثورة في الاصلاح اولا ليستطيع العمل في ظروف قد تؤدي الى نجاحه وايضا التكفير عن خطايا بحق المشروع الوطني الذي يتهم بأنه سبب بتراجعه،ونؤكد ان هذا الامر يحتاج الى تجرد من الانا الشخصي والحزبي وايضا الى نفس ثوري حسيني،ونجزم ان الشعب سيكون خلف هذه الثورة حتى لو تردت الخدمات لكون هذه الثورة هي الوحيدة التي ستشعل حزمة ضوء في نهاية النفق وكل ما سواها ترقيع لن يؤدي الا الى تردي اكبر،والخضوع لضغوطات المحتل والقوى المناوئة للعراق الجديد لن ينتج الا اندحار من يخضع ويستسلم لها والى الابد.
https://telegram.me/buratha