الدكتور رافد علاء الخزاعي
ان تعريف الابداع كحالة حركية أن الابداع هو أن ترى ما لا يراه الآخرون. أن ترى المألوف بطريقة غير مألوف. هو تنظيم الأفكار وظهورها في بناء جديد انطلاقاً من عناصر موجودة. انه الطاقة المدهشة لفهم واقعين منفصلين والعمل على انتزاع ومضة من وضعهما جنباً إلى جنب. الابداع طاقة عقلية هائلة، فطرية في أساسها، اجتماعية في نمائها، مجتمعية إنسانية في انتمائها.هو القدرة على حل المشكلات بأساليب جديدة تعجب السامع والمشاهدالإبداع حالة عقلية بشرية تنحو لإيجاد أفكار أو طرق ووسائل غاية في الجدة والتفرد بحيث تشكل إضافة حقيقية لمجموع النتاج الإنساني كما تكون ذات فائدة حقيقية على أرض الواقع إذا كان الموضوع يرتبط بموضوع تطبيقي أو أن يشكل تعبيرا جديدا وأسلوبا جديدا عن حالة ثقافية أو اجتماعية أو ادبية إذا كان الموضوع فلسفيا نقديا أو ان يشكل تعبير ضمن شكل جديد وأسلوب جديد عن العواطف والمشاعر الإنسانية إذا كان الموضوع يتعلق بالنتاج الأدبي وأشكاله. ويمكن تعريفه اجرائيا أو شرطيا بانه إنتاج عقلي جديد ومفيد واصيل ومقبول اجتماعيا ويحل مشكلة ما منطقيا أو بما قبل الشعور.من خلال هذه المداخلة في تعريف الحالة الابداعية نستطيع ان نقول ان سيدنا الحسين بن علي عليه السلام سبط النبي الهاشمي صلوات الله عليه واله الطيبين وسيد شباب الجنه الذي ولد في الثالث من شعبان في السنة الرابعة للهجرة قد خط في الحياة حالة ابداعية متفردة من تحويل الموت والاستشهاد نحو ولادة جديدة ليكون منارا لكل باحث عن الحق والثورة. الموت الذي يهب الخلود ويعاقب القتلة ويجعلهم في اسفل الدرك التاريخي انه انتصار الدم على السيف ليؤسس خط جديد لديمومة الدين والحفاظ على بيضة الاسلام ان الابداع في التضحية قد رسم قدره في الطف فقد تفرد قبله سيدنا المسيح عليه السلام في تشبيه الصلب والمصلوب لينتشر الدين المسيحي بعده ولكن من جدلية التفرد المتشابه هو ان الحسين والمسيح كانت ولادتهم لستة اشهر جنينية وهو من النادر ان ينمو طفل لسته اشهر حمل وانهم تربوا في كنفي نبي فالمسيح تربى في كنف نبينا زكريا والحسين تربى في كنف رسولنا صلوات الله عليه واله وسلم لقد كان المسيح مضحيا في سبيل الدين ومضحيا بنفسه. ولكن جاء تفرد الحسين بالتضحية على اثر ابداعي تصاعدي في تضحيته بالاصدقاء ورفاقه الذين ابؤ ان يفارقوه وضحو بانفسهم بين يديه وابناء اخيه واخوته وابناء عمومته وابنه الرضيع وابنه الاكبر ليتصاعد نسغ التضحية بنفسه وهو مؤمن بالمبادى الذي خطها بالدم انها ستشرق لحالة ايمانية رغم التعتيم الاعلامي لال امية ومحاولة تزوير الحقائق التاريخية من خلال تشويه واقعة الطف من خلال كتاب البلاط الاموي ولكن حب ال البيت الوراثي عبر جينات فطرية جعلت الشمس لاتغطى بغربال وقد انبثقت الابداعات الحسينية الثورية لتلقي بضلالها عبر اعجاب ثوار العالم بثورة الطف واستمداد فكرهم الثوري منها عندما خاطب الزعيم الصيني ماؤ الرئيس ياسر عرفات عليكم تعلم الثورة من فكر الحسين في التضحية وكذلك في فكر غاندي وجان جاك روسو وابراهم لنكلون وغيرهم نعم كان ابو عبدالله الحسين مبدع الثورة لقد رسم ابداعه بالتضحية والايثار فسلام على الحسين واصحاب الحسين وابناء الحسين يوم ولد ويم استشهد ويوم يبعث حيا .الولادة القمرية الثانية هي ولادة الامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام .ان على المفكرين الاسلاميين قراءة حياة الامام السجاد بصورة جديدة على المعطيات الثورية الابداعية المستمدة من السيرة العطرة للامام زين العابدين. لقد رجع الامام السجاد من زمن الانكسار زمن قتل وسبي عائلته امام عينه وذل الاسر الاموي ورحلته الى الشام تحت السياط والحصار الاموي عند رجوعه للمدينة ولكن من حطام الانكسار والحصار والتحديات استطاع الامام السجاد ان يحول هذه المعطيات لخط الشروع في نشر الفكر الثوري التوعوي لبناء الفكر الشيعي الاسلامي الانساني من خلال:1- صيرورة الثورة: ان الامام السجاد استطاع بناء دعاة لنشر الفكر عبر شراء العبيد والرقيق وتعليمهم الفكر الصحيح الاسلامي والسنة النبوية وعتقهم بعد ان يتربوا في كنفه الاخلاقي والفكري والعقائدي لينتشروا في ارباع المعمورة الاسلامية ومن هنا نلاحظ ان اغلب التابعين كانوا من الاعاجم والموالي في القرنينن الثاني والثالث الهجري وهذه من الافكار الابداعية للثورة.2- ديمومة الثورة: لقد استطاع الامام السجاد ان يؤسس مدرسة فكرية من حلقات الدرس من خلال اركان المسجد النبوي في نشر الفكر الحقيقي للاسلام من خلال دروس التفسير وتعليم الامة الحقوق والواجبات في وقت ما كان يحيط بالامة من تداعيات خطيرة من تمزقات ومشاحنات ومحاولة تزيف حقائق الدين وقد اراد الامام الاستمرارية لاسلام في الانتشار من خلال دعائه لاهل الثغور ومن خلال اشارته الى الوليد بن عبد الملك الى تعريب البلاط وسك العملة العربية الاسلامية حتى تصح المعاملات التجارية.3- التسامح:كان الامام مدرسة في التسامح ففي واقعة الحرة في المدينة وكيف انه حمى بني امية في بيته انه في هذه الواقعة برز اول فكر تسامحي في المصالحة اس ؤة بجده المصطفى صلوات الله عليه واله الطيبين ليعطي دروس وعبر للاخرين لاستفادة من هذه الدروس.4- صحيفة الحقوق: ان صحيفة الحقوق هي اول دستور اسلامي اعطت روؤس اقلام في حقوق الاله الواحد وحقوق النفس واجباتها تجاه الاسرة( الزوجة الابناء الاماء) وحق التعلم والحكم والمعاهدة وهو ارسى اول قواعد للمواطنة من خلال حقوق اهل الذمة وحقوق المعاملات المالية والتجارية ولو نظرنا للوثيقة بصورة جديدة وقارنها للمواثيق الدولية سنرى التشابه الكبير في الخطوط العامة.5- بناء الانسان: ان هدف الامام السجاد الابداعي في بناء الانسان من خلال الصحيفة السجادية في الدعوة لبيان علاقة الخالق والمخلوق في تقويم النفس وببنائها وفق خط تصاعدي في اليقين الايماني.6- الامام المشروع الانساني: ان ابداع الامام في نشر فكر ال البيت من خلال العبادات والمعاملات فقد كان في كل يوم يوزع حقوق للايتام والفقراء بدون ان يعلموا حتى وفاة الامام وافتاقدهم للدعم الذي كان يقدمه الام ام بيوتهم سرا. ان المشروع التعاوني الذي اقره الامام من خلال الصدقة واخفائها للحفاظ على كرامة الانسان كانت مرتكز فكري في التصاق الانسان بربه.ان العمل الابداعي الثوري للامام السجاد في تحويل الانكسار الى نتاج فكري وانساني هو منجز ابداعي يجب ان نتوقف عنده كثيرا ويجب ان نعيد قرائته من جديد.القمر الثالث هو الامام العباس عليه السلام لقد ابدع الامام العباس في التضحية حتى كان هؤ المؤثر المرتكز في واقعة الطف من خلال قرائتها.1- الايثاروالتضحية حتى الموت.2- الاحساس بالمسؤلية الاخلاقية من خلال عدم شربه الماء قبل اخيه الحسين في وقت الحرب والخوف.3- القتال لاخر نفس كعمه جعفر الطيار في واقعة مؤته فقد قطع كفيه وبقى يقاتل وحامل لراية الحق راية الثورة حتى الموت.4- صدق حدس امير المؤمنين ابو الحسن عليه السلام في اختيار وعاء لذريته الطاهرة لتكون عون لسبط الرسول من خلال اختيار فاطمة بنت اسد ام البنينن زوجة له وفق هذه المعطيات.5- الايثار المتبادل في الفكر الشيعي الشفاهي من خلال ان مطالبة السيدة فاطمة الزهراء يوم القيامة بكفي العباس قبل دم الحسين لهو ايثار متبادل في الموقف والتضحية.6- اي عشق ابداعي باجادة العناق لابي الفضل العباس بلا اذرع لاخية في لحظة الموت.االقمر الرابع هو صاحب الزمان مهدي الامة عجل الله فرجه الشريف انه الولادة المتجددة حتى اشعاع النور وقلع الظلم واقرار دولة العدل والاحسان. لقد ضرب لنا الله مثلا في الغيبات في قصة اصحاب الكهف والعزير والخلود كالنبي الخضر والمسيح لنبقى على يقين في انتظار ظهور قمر الامة المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف ان الابداع في الغيبة هو تكليف الامة للقيام بمسؤليتها الى استحضار اسس الدولة التي يريدها الامام لا ننتظر الظهور لاكمال مستلزمات الدولة من هذا المنطلق الابداعي يجب ان يكون تفكرينا استحظارا لظهور الامام.الدكتور رافد علاء الخزاعي
https://telegram.me/buratha
