بقلم :نوال السعيد
من خلال متابعاتي اليومية لوسائل الاعلام المتنوعة وخصوصا الالكترونية منها قرأت خبرا مقتضبا عن زيارة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الى مكة المكرمة لاداء مناسك العمرة على احدى صفحات الفيسبوك، وفيما بعد قرأت اخبارا وتقارير ومقالات تحليلية عن تلك الزيارة ذهبت بعيدا جدا في فرضياتها التي حولها اصحابها الى بديهايات وحقائق غير قابلة للنقاش. ولست في معرض هذه السطور القليلة ان ادخل في نقاش وجدل مع هؤلاء حول اصل ودوافع وخلفيات هذه الزيارة ، ولكني سأتوقف عند النقطة التي انطلق منها الذين ارادوا وتعمدوا كما هو شأنهم دائما تضخيم الامور واختلاق قصص وروايات لا اساس لها وتزوير الحقائق، هذه النقطة هي لقاء السيد الحكيم مع المدعو حارث الضاري امين عام ما يسمى بهيئة علماء المسلمين.ولن اخوض في الكثير من التفاصيل لكي اثبت ان هذه المعلومة التي روج لها البعض تقع تحت عنوان ومصداق الاية الكريمة المباركة (ياايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). وسأكتفي بذكر مسائل محددة ومختصرة.الاولى: في عالم اليوم لم يعد بالامكان اخفاء اي تحرك على وسائل الاعلام المنتشرة في كل بقاع الارض، ولو كان السيد الحكيم قد التقى الضاري فعلا لما مر الموضوع مرور الكرام على الفضائيات والصحف الكثيرة التي تبحث عن الاثارة والضجيج.الثانية:المعروف ان حارث الضاري مقيم في سوريا منذ عدة اعوام، ولو كان الحكيم يريد لقائه فلماذا يذهب الى السعودية تحت غطاء العمرة، وهو قد ذهب الى سوريا عدة مرات.الثالثة:اذا افترضنا ان الحكيم يريد تقوية وتمتين علاقاته مع الكيان السني وقياداته المؤثرة، فما الذي يدفعه للذهاب الى الضاري الذي بات ورقة محترقة منذ ان هرب من العراق وبات محاصرا ومهمشا، وتحت سطوة مخابرات اي بلد يقيم فيه او يذهب اليه.الرابعة: والضاري بات منبوذا من قبل ابناء جلدته السنة فمن غير المنطقي ان يذهب اليه الاخرون من مكونات اخرى للتعامل معه، وهل فاقد الشيء يمكن ان يعطي شيئا، وهذا حال المجرم الضاري.الخامسة :الذين اخلتقوا الخبر الزائف عن لقاء الحكيم مع المجرم الضاري، ارادوا ان يغطوا على الجهود المحمومة لمعالي وزير الدولة لشؤون المصالحة اللاوطنية التي لايخفى على كل ذي لب من يقف وراء ويدعمها ، لادخال قتلة الشعب العراقي للعملية السياسية واغداق الامتيازات والمواقع عليهم ومن بينهم الضاري وتنظيمه الارهابي، من يمكن ان ينكر ذلك وكل شيء بات مكشوفا ففي الاونة الاخيرة.يقول المثل (اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة)، وعلى المؤمنين ان يتبينوا اخبار الفاسقين الزائفة والفاسقين في زماننا هذا اصبحوا بأعداد كبيرة وفي اعلى المواقع والمستويات.
https://telegram.me/buratha