المقالات

حديقة المقبرة

1025 11:18:00 2011-07-08

قلم : سامي جواد كاظم

ليس بغريب لو سمعنا او راينا ان هنالك من يتشاءم من رؤية القبور وليس بغريب لو قرانا ان هنالك بعض الاناس المؤمنين يستانس بمشاهدة القبور لانها دار مقره وهي حقيقة لا يمكن له ان يتجاهلها او ينكرها ، وانا انظر الى قبور البقيع المهدمة لفت انتباهي امر غاية في الروعة بالنسبة الى قبور الائمة المعصومين عليهم السلام حيث الترتيب في دفن الاجساد الطاهرة وبشكل منظم غير مبعثر وعلى خط مستقيم ، عدت بخاطرتي الى مقابرنا التي ندفن فيها موتانا وليس المقابر الجماعية التي خلفها البعث القذر ، حيث العشوائية في الدفن والتجاوز فيما بين ذوي اصحاب القبور ، بل حتى الذين يرومون زيارة موتاهم بسبب العشوائية وعدم وجود طرق مؤية الى قبورهم نجدهم يسيرون فوق قبور الاخرين بل ان البعض عندما لا يجد مكان يجعل الدفن وسط الممرات المؤدية الى قبور الاخرين من غير اهتمام او شعور بالاخريناوجه كلامي الى الجهات المسؤولة عن بيع الاراضي المخصصة لدفن الموتى سواء كانت البلدية او اي دائرة اخرى لماذا لا تخطط المقبرة الواحدة بمساحات مقطعة تسمح لدفن ميت واحد وبشكل هندسي منتظم مع وضع علامات الدلالة في المقبرة ليسنى لذوي الموتى زيارة قبورهم من غير توهان وكذلك وهذا هو المهم لماذا لم تخصص مساحات خضراء لزراعة الاشجار وايصال انابيب الماء اليها حيث ان المعروف لدى اغلب زائري القبور بانهم يرشون الماء على قبور احبائهم استحبابا لماذا تخلو المقابر من المناظر الجميلة التي تهيء اجواء تساعد الزائرين على زيارة القبور والتامل في مفردات حياتهم وكيف يقضونها وما هو مصيرهم فلينظروا هل هنالك فوارق طبقية بين الدفناء ؟ هل هنالك فوارق نسبية بين الدفناء ؟ ماذا سياخذ معه الميت في قبره غير اعماله ، فاما يقال له الله يرحمه او يقال الله يلعنه وله الخيار في اي الدعوتين يرغب .المقابر في اغلب دول العالم نجدها مصممة بشكل جميل تحبذ لدى الزائر زيارتها والتامل بمفردات الحياة التي يعيشها .بقي امر مهم الا وهو ماذا لو شاء القدر ان يكون هنالك مشروع يخدم البلد يتطلب الغاء او اخذ مساحة معينة من مقبرة ؟ اعتقد ستكون هنالك قيامة صغرى لدى ارحام المقبورين ،وهم يعلمون ان كل الاحياء المجاورة لمراقد الائمة عليهم السلام والاولياء الصالحين هي قبور ولكن اذا اردنا بناء مشروع يخدم البلد تقتضي الضرورة لالغاء مقبرة او اخذ مساحة معينة منها يصبح لها حصانة والتجاوز على الاموات كالتجاوز على الاحياء والشيء بالشيء يذكر ولنا خير استدلال الا وهو رواية من روايات اهل البيت عليهم السلام تقول الرواية يقول يحيى بن هرثمة دعاني المتوكل وقال: اختر ثلاثمائة ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة، وخلّفوا أثقالكم فيها، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة، وأحضروا علي بن محمد النقي إلى عندي مكرمًا معظمًا مبجلاً.قال: فقمت وخرجنا، وكان في أصحابي قائد من الشراة ، وكان لي كاتب متشيع، وأنا على مذهب الحشوية، وكان ذلك الشاري يناظر الكاتب، وكنت أسمع إلى مناظرتهما لقطع الطريق. فلما صرنا وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب "ليس في الأرض بقعة إلا وهي قبر، أو سيكون قبرًا"؟ فانظر إلى هذه البرية أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبورًا كما تزعمون؟قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟ قال: نعم.قلت: صدق، أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتى تمتلئ قبورًا؟وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا، قال: وسرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت بيت أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا، فدخلت عليه فقرأ كتاب المتوكل فقال: انزلوا، وليس من جهتي خلاف.قال: فلما حضرت إليه من الغد، وكنّا في تموز أشد ما يكون من الحرّ، فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ - خفاتين - له ولغلمانه، ثم قال للخياط: إجمع عليها جماعة من الخياطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكر بها إلي في هذا الوقت.ثم نظر إليّ وقال: يا يحيى، اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم، واعمل على الرحيل غدًا في هذا الوقت.قال: فخرجنا وإنما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام، فما يصنع بهذه الثياب؟! ثم قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر، وهو يقدِّر ويظن أن كل سفر يحتاج فيه إلى هذه الثياب، والعجب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا.فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد أحضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا، وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس، ثم قال: ارحل يا يحيى.فقلت في نفسي: هذا أعجب من الأول، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى يأخذ معه اللبابيد والبرانس.فخرجت وأنا أستصغر فهمه حتى إذا وصلنا إلى مواضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة، واسودت وأرعدت وأبرقت حتى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت بردا مثل الصخور، وقد شدّ على نفسه وغلمانه الخفاتين، ولبسوا اللبابيد والبرانس وقال لغلمانه: ارفعوا إلى يحيى لبادة، وإلى الكاتب برنسًا.وتجمعنا والبرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانون رجلاً، وزالت، ورجع الحر كما كان.فقال لي: يا يحيى، أنزل من بقي من أصحابك ليدفن من مات، فهكذا يملأ الله هذه البرية قبورًا.قال: فرميت نفسي عن الدابة واعتذرت إليه، وقبلت ركابه ورجله، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وأنكم خلفاء الله في أرضه، وقد كنت كافرًا، وإني الآن أسلمت على يديك يا مولاي. قال: فتشيعت، ولزمت خدمته إلى أن مضى .مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج4 ص411؛ وشرح أصول الكافي - مولى محمد صالح المازندراني، ج 7 ص 298.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام حمودة
2011-07-10
عند زيارة لقبور الوالدين في النجف الاشرف قبل اشهر تعجبت لكثرة وجود القناني البلاستيكية في الارض بين القبور. ارجو ان ينتبه المسؤلون عن هذه الظاهرة التي تشوه معالم وادي السلام وان يهتموا بتشجيرها ايضا
زهراء محمد
2011-07-10
بعده زرنا قبور الاولياء الصالحين الشاهد هو قطعة صخرية صغيرة من غير اسم حتى لاتعرف منهم؟! فكم لنا قبور وقبور في العراق دفنوا من غير اسماء او حتى شواهد تدل على رفاتهم الشريفة!! مئات السنين والبصمة واحدة والجريمة هي هي ولحد هذا اليوم،مع السبق الاصرار؟؟!!
زهراء محمد
2011-07-10
انا ارى زيارة القبور الاهل والاحبة واجب على البشر بتعدد الالوان والاديان.عندما ازور قبر امي رحمها الله ورحم اموات المومنين جميعا، خارج مدينة لندن احس براحة نفسية.اما عن قبور الائمة سلام اللّه عليهم..في تلك البقعة المباركة (البقيع) فقد نصحني الكثير ان اذهب لزيارتهم ربما تخفف عني الكثير رايت تلك البقعة ولم اعرف تحديداً قبور أئمتي الاطهار وقع نظري على قبر ام البنين دموعي كانت تنزل كالمطر حتى اتى سيد وقال هل تعلمي هذا القبر لمن فقلت له لا لكنني احس بحزن كبير قال هذا قبر ام البنين سلام اللّه عليها.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك