محمد مهدي الخفاجي
في كل مرة ننبه إلى خطأ ما وبعد فوات الأوان ندرك هذا الخطأ لا بل نؤسس عليه تبعات وتضيع جراءه أموال ووقت وجهد بل وحتى أرواح ودماء ، فيتنبه سياسيونا وبعد فوات الأوان وكالعادة إلى هذا الخطأ الفادح الذي يرتقي إلى أن يكون جريمة شرعاً وعرفاً وقانوناً ، وبعد ثمان سنوات يرومون العودة الى نقطة الشروع ليرشقوا وزاراتهم بعد أن وسعوها وأسهبوا في أعدادها ليرضى هذا او ذاك وحاصصوها وبعد ان هُدرت مليارات الدولارات وبعد ان تربعنا على عرش العالم في الفساد في هذه الوزارات وبعد وبعد وبعد وسيطول ويطول الكلام والان فاق مسؤولونا من نومهم العميق ليرشقوا هذه الوزارات الفاسدة لا بل المتجذر فيها الفساد والمفسدين وبامتياز وعلى مستوى عالمي لا يُضاهى.السؤال الذي يتبادر الى الذهن ولا اجد له أي اجابة ان لكل وزارة بحسب قوانين المحاصصة التي سنها سياسيونا انفسهم الذين ينادوا بالترشيق الان هل سيقبل من سيأخذوا وزارته التي اُعطيت له بالمحاصصة وبعد ذلك يقولون له نريد ان نرشق ، بعد ان اخذ كل حزب غنيمته ( وزارته ) التي قاتل من اجل الحصول عليها فهل سيتركها بهذه السهولة ؟؟؟ وكيف ستُدمج الوزارات ومن مع من ؟؟؟ ومن سيرضى من احزابنا التنازل عن غنيمته التي يعتبرها بقرة حلوب ينتظر ريعها بعد ان فعل ما فعل من اجل ان يحصل عليها ؟؟؟ ام اننا سنعود ثمانية سنوات اخرى ونحتاج الى اشهر بقدر الاشهر التسع التي شُكلت فيها الوزارات غير المُرشقة لا بل السمينة حد التخمة ولماذا اصلاً كل ذلك من البداية ؟؟؟ايضاً السؤال الآخر والمهم والذي لا أظن هو الآخر له حل فبعد ان نفترض جدلاً رُشقت الوزارات وهُدر من الوقت ما هُدر وسُرق من المال العام ما سُرق وتردى الوضع الامني من جديد بعد حالة الفوضى التي سنعود لها ، فهل ستبقى هذه الوزارات المُرشقة فاسدة كسالفتها وهل ستسير على خطى سابقتها وهل تستحق كل هذا العناء والمال والجهد والوقت وهل ستؤسس على اساس قوانين سالفتها وهل ستبقى كوادر هذه الوزارات الفاسدة والبيروقراطة والمُبتزة وهل ستبقى هذه المركزية المقيتة ويبقى هذا الفلتان وهذه المحسوبية والمنسوبية والفساد الادراي والمالي والاخلاقي الذي هي عليه الان ام وُضع حلاً لكل هذه المشاكل المرافقة .اظن ان لا حل للعراق الا بألغاء هذه الوزارات الفاسدة التي لا طائل منها والعمل بنظام الحكم الفيدرالي الذي لا يحتاج الى مثل هكذا وزارات فاسدة وبدون أي شك .اذن استنتج من كل ما سبق ان سياسينا بتخبطهم هذا سينطبق عليهم المثل العراقي القائل : (( بدلنة حسين بحسوني )) .
محمد مهدي الخفاجي
https://telegram.me/buratha