عمار العامري
تشير بعض الدراسات التخصصية إلى صعود نجم السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى في الفترة الأخيرة على العكس من أفول نجوم بعض الشخصيات السياسية في العراق رغم تمسكها الملحوظ بالمناصب وتكالبها على الاستحواذ والغنيمة من كل ما يقع تحت أياديها وتؤكد الاستبيانات العلمية أن توجه العراقيون نحو شخصية السيد الحكيم لم تعتمد بالضرورة على تاريخه وعائلته ولا على الجهود المبذولة خلال الفترة الماضية وإنما جاءت عبر البرامج التواصلية التي اعتمدها رئيس المجلس الأعلى في نزوله للشارع العراقي المحروم واصدق القول حينما رفع شعار(التواصل والوفاء) ذلك من خلال الزيارات الميدانية للمحافظات العراقية ومناطق بغداد المنسية والمراكز الاجتماعية والعلمية والثقافية وأيضا زياراته للمحافظات الغربية التي دائما ما كانت هاجسا لدى القيادات العراقية التي اعتبرتها طائفية أو مذهبية كذلك دفاعه عن الطبقات المحرومة ومكاشفة الحكومة عن معاناة أبناء الشعب وهمومه وتطلعاته من خلال الملتقى الثقافي الأسبوعي والذي أصبح أداة المصارحة بين المواطن والمسؤول والذي يغيب عنه ما لم تكون هناك فترة للاستعداد للانتخابات والتي يتم الاهتمام فيها بالمواطن البسيط بسبب صوته الذي يعادل الذهب في صناديق الاقتراع.أن السيد عمار الحكيم قد فهم مغزى السياسة واطلع على أدوات إدارة الدولة وقيادة دفة مواطنيها من خلال ما أكد عليه المختصين بالشؤون الاجتماع السياسي الذين وصفوه بأن السيد الحكيم لديه فهم عميق لأهمية الإدارة في قيادة الجماهير لاسيما وان العراق يمر في مرحلة انتقال عامة تشمل كافة جوانب الحياة خاصة بعد تثبيت جذور النظام السياسي فيه كما أن السيد عمار الحكيم يتمتع (بكاريزما) مذهلة جعلته يتفوق على منافسيه لاسيما في إطلاعه على دور مماثل للإرادة القيادية في استقطاب مشاعر الناس وكسب ودهم حيث لم ينجح القائد في توجيه مسار الأمور ما لم ينجح في استقطاب جماهيره واستثمار جهودهم في أنجاح مهمته وان رئيس المجلس الأعلى اثبت من خلال توجيهاته على ضرورة بناء البلد سياسيا واجتماعيا وثقافيا وفق الأيمان الحقيقي بالهوية الوطنية الجامعة وعدم القفز على السلالم بدون موالاة مقدما مصلحة العراق على كافة المصالح الأخرى مثبتا ذلك عمليا ومتطابقا مع الواقع بين المتبنيات السياسية وجوانب التنفيذ والتي يطلع المواطن عليها حرفيا وان رئيس المجلس الأعلى قد نال تأييد الجماهير له من خلال خطاب التسامح والتراضي البعيد عن النزوات العدوانية والثأرية التي تحكم الشعوب المتعصبة مؤكدا دائما على أن الهوية الوطنية هي السلاح لكسب الناس وعدم التفريط بأبناء الشعب الواحد مثبتا ذلك بأطروحته السياسية والتي تعارض مع بعض التوجهات السياسية للمصالح الشخصية والحزبية بعيدا عن تطلعات وهموم المواطنين وترسيخ قيم المشاركة الحقيقية وفق ثوابت المواطنة واحترام الآراء والسعي إلى بناء الدولة العادلة التي تتعامل بواقعية ولا ترفع شعارات المثالية المبتذلة.كما أن خطاب السيد عمار الحكيم لم يغلو من التأكيد على دور بناء دولة المؤسسات واعتبار أهمية المواطن أسمى وارفع من أهمية المسؤول والتي تعتمد ملاحقة الخطأ ومعالجته وعدم تكريس ثقافة الحزبية والفئوية وعدم اعتماد النظريات القديمة لإدارة الدولة والتي تكرس لسلطة الحزب والجماعة والفئة التي لا تتلاءم ومتطلبات السياسة الحديثة وأداة شؤون البلاد عبر الوسائل المتطورة وبذلك يوصف السيد الحكيم بأنه النجم الذي يدور في الأفق دائما ولكنه لم يرى في بعض مسارات الفضاء على العكس من الشهب والنيازك التي تظهر جليا وتغيب إلى حيث لا عودة..
https://telegram.me/buratha