حسين الاعرجي
التظاهرات الجماهيرية الشعبية والتي تتوالى في كل يوم جمعة والتي افرزت مرحلة سياسية جديدة تبلورت فيها وجهة النظر الى ضرورة الترشيق في وزارات الدولة لان سبب تعرقل سير العمل والخدمات هو الترهل الوزارية الموجود حاليا مع ان الدعوة الى الترشيق الحكومي كانت احدى الدعوات والمبادرات التي اطلقها رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ومنذ فترة ليست بالقليلة ولكن لم يكن هناك من مجيب لتلك المبادرة اما اليوم وبعد وصول الحال الى ما هو عليه الان جاءت الدعوة الى ذلك الامر ليصبح واقع حال ولكن يبقى سؤال هو هل ان هذا الترشيق واقعي ام مجرد تغيير في الاسماء والمسميات ؟مفهوم الترشيق هو كل شيء فائض عن الحاجة يتم التخلص منه مثل ترشيق الوزن وترشيق الحاجات الفائضة عن الحاجة الانسانية وبمعنى التخلص منها نهائيا ,, اما ما يتم التفكير به اليوم في الترشيق الحكومي هو ليس ترشيق بقدر ما هو دمج وزاري وبالتالي تبقى ميزانية الدولة مرهقة ومكلفة برواتب ونثريات ومصاريف اخرى موجود في واقع الحال .وعلى ما يبدو ان الترشيق سوف يشمل الوزراء بتغيير العنوان الوظيفي فقط وليس انهاء الخدمة نهائيا ولذا ما يحصل اليوم ليس بالترشيق انما هو تغيير في العناوين ودمج وزاري فقط ولذا سوف تكون النتيجة ان الترهل الذي سوف يحدث في مقرات الوزارات بكثرة عدد موظفيها دون الاستفادة من جهودهم ونشاطهم لانهم سوف يكونون موظفين بدون اعمال ما عدا الاختصاصات الفنية منهم فقط وحتى بالنسبة لدوائر تلك الوزارات المدموجة قد يتم الاستفادة منها فنيا فقط اما اداريا فأنها سوف تكون وزن زائد على ميزانية الدولة دون الاستفادة منها .ولذا وجب اعادة النظر في الية الاندماج الوزاري وليس الترشيق الحكومي كما هو معلن عنه والاستفادة من الطاقات المبدعة الموجودة في تلك الوزارات لانهم هم رصيد الدولة الحقيقي في خدمة الشعب
https://telegram.me/buratha