محمد الركابي
الدعوة التي وجهها رئيس مجلس النواب السيد النجيفي من العاصمة الامريكية واشنطن حول تشكيل اقليم للطائفة السنية بسبب ما وصفه شعورهم بالحرمان والاضطهاد جاءت في وقت كان هو واغلب من معه من القيادات في كتلته السياسية من اشد المعارضين لمثل هكذا دعوات اطلقها عزيز العراق قبل سنوات مع العلم ان سبب اطلاق تلك الدعوة منه لم يكن من منطلق طائفي كما عبر عنه اليوم السيد النجيفي وانما كانت من منطلق احساس وطني و بناءا على نتائج تجربة واضحة النتائج في العراق وهي التجربة الكردستانية .دعوة رئيس مجلس النواب التي لاقت معارضة من قبل قيادات كتلته نفسها وكانت لأسباب ومبررات عدة و كلا حسب تفسيره لتلك الدعوة فأنها في مدلولها العام تدلل على وجود اختلاف في وجهات النظر وان تلك الدعوة التي جاءت من العاصمة الامريكية جاءت دون استشارة او اتفاق سابق بين قيادات تلك الكتلة وبالتالي كانت النتيجة ما واجهته الدعوة من معارضة من قبلهم .ظاهر المعارضة هو الرفض لصيغة الدعوة اما ما تحتويه باطن المعارضة هو الرغبة بان يكون صاحب الدعوة هو الفائز بمرضاة القاعدة الجماهيرية أي بمعنى ان الرفض ليس لأسباب ومبررات تلك الدعوة و انما كلا يريد ان يكون هو صاحب الدعوة وبالتالي يكون هو المستأثر الوحيد بنتائجها الايجابية التي سوف تتحقق .اذن النتيجة واحدة ان الرغبة موجودة ولكن هنا اختلاف النوايا في الموضوع و العجب في الموضوع ان نفس القيادات التي تدعو الى تشكيل الاقاليم كانت في الامس القريب ترفض هذا المشروع جملة وتفصيلا وبل كانت تصرح وتقول انما هذا المشروع هو دعوة لتقسيم العراق وحسب الولاءات المذهبية , اذن اليوم ماذا يكون تفسير تلك الدعوات من قبلهم ومن هو الداعم لهذا المشروع ومن الذي سيستفيد منه لو تحقق .
https://telegram.me/buratha