زهراء محمد
تبدأ هذه القصة من اعماق بيت الاحزان الفيلي... في بغداد ( مدينة السلام) كما تدعى دوما!! كنا نعيش حياة هانئة وهادئة لم نحس ولم نفكر يوما ما يخبئه الدهر لنا من مآسي وآلالام وقصص تبكي السماء والعباد..في صغري كنت لحوحة وكثيرة السؤال.. علي عكس كبري اليوم.. خصوصا مع أبي رحمه الله كان جواب أبي أحيانا: كافي بنتي! خاصة اذا كان سؤالي فيه من الخطوط الحمر والبرتقالي كنت احس من نبرة صوته ما معناه ان هذا السؤال لايخصك ؟؟ لا ابالغ اذا قلت بان عوائلنا كان عندهم حب المساعدة للجميع سواء للقريب او البعيد. للجار السني او الجار الشيعي.. للعربي او الكردي.. كنا لانحس ان هناك فروقاً بيننا. وطبعا هذا كان في الصغر... لكنني وفي الكبر وفي مراحل دراستي ومع تقدم العمر بدأت الحياة ترسم امامي غير تلك الصورة التي هي رسمتها لي ايام الطفولة وبراءتها، صدمتني الحياة بحقائق جديدة كانت غائبة عني.. هزتني من غفلتي تصرفات وتعليقات بعض من الذين كانوا يعانون من خلل في نفسيتهم وبيئتهم وحسبهم ونسبهم... خصوصا عند الذين برعوا وتفننوا في بث وممارسة سموم البغض والكراهية تجاهنا نحن الفيلية..واول ما صدمني ما كنت اسمعه من صديقات الدراسة كلما تقدمنا في مراحل التعليم، طالبات وبسذاجة وطيبة كنت اعتبرهن صديقات؟!
عندما تغيرت مجرى الريح السياسية في العراق بعد الزعيم عبدالكريم قاسم تغّيرت معها في مجتمعنا وبيئتنا مصطلحات ومسلّمات كثيرة مثل: جيران العمر، اصدقاء الطفولة، صديقة الدراسة، شريك العمل، تسرب هذا التغير الى الكثير من الناس من حولنا.. فكم من مرة ومرة، زميلات دراسة جرحوا مسامعنا علي سبيل المثال لا الحصر بـ :انتو شكو عليكم؟! هم مال وهم جمال؟! شنو ناقصكم انتوا الفيلية؟! مع ان الكثير ممن كن يتفوهن بتلك الالفاظ هن من أسر ميسورة وحالتهم الاجتماعية لاباس بها؟؟ أتذكر زميلة منهن كانت تستفزني دوماً: ليش متنطيني ذهبكم ومجوهرتكم؟! انتوا في كل الاحوال راح يسفروكم!! وطالما الحّت علي في ذالك. تارة كتهديد وتارة بود كاذب ومصطنع.. كنت أرد عليها باني سأرميها في البالوعة على ان اعطيها لك، فأنت لاتستاهلين ابداً...إنك مجرد ذئبة تتنظرين الفرصة السانحة!! بل ذهبت الى ابعد من ذالك حين كانت تلح علي بأن اخبر أهلي ان نعطيهم سجاجيدنا واثاث البيت؟!!! وبالتأكيد بتشجيع من أهلها حيث ظلت تلاحقني دوما ، الى أن وصلت بها الجرأة بأن تنقل رغبات اهلها ايضا حين قالت: لماذا لا تسألي والدك أن يسجل معمل والدك بأسم والدي؟؟؟!!
سؤالي هنا: هل عندما يولد مثل هؤلاء، هم يولدون خالين من ملائكة اليمين (ملائكة الخير)؟! فقط تحط بهم شياطين الانس والجن التي تتحين الفرصة لتنحت منهم لاحقاً وحوشاً وشياطين ولكن بهيئة بشر؟؟ وهل كل جيناتهم هي من النوع الخبيث فقط؟ ياترى؟ وهل هي جينات كامنة ولظروف البيئة تطفر الى السطح لتُظهر فيهم ابداعات شيطانية؟؟ كما راينا من هولاء الكثير في سجون ودوائر ما كان يدعى بالامن؟هناك بلاشك في حياة كل منا قصص حقيقية وانسانية نبيلة. عصفت بحياتنا وذكرياتها مازالت تحمل قوة عصفها خلفها..فيها ما فيها من ذكريات تأبى إلاان تحفر اخاديدها في مكامن ذاكراتنا!
من هذه القصص هو ماجرى لعائلة من اقاربي. في بداية تسلم طاغية العراق السلطة. كانت هذه العائلة سعيدة كبقية الناس، ميسورة الحال، اطفال صغار ورب أسرة كل همّه يومها ان يوفر اللقمة الشريفة واكثر قدر من السعادة لأسرته الصغيرة.. لكن شاء القدر ان تؤشر عليه بوصلة الشر البعثي من خلال وشاية شريك عمل حاقد، فاذا به يخطف من وسط أهله المذعورين (هذه الحادثة كانت في بداية حكمهم). وعائلته وليومنا هذا لايعرفون الذنب الذي خُطف من اجله!...العائلة المسكينة لم تكن تملك إلا ان تنتظر علّهم أخطأوا او إشتبهوا بأسمه؟! ولكن أبى الدهر إلا ان تتغير حياة هذه العائلة والى اقسى ما تملكه يد القدر.. مرت ايام وليالي، وبعد البحث الحثيث عنه.. واذا به جثة هامدة تطفو وتدفعها برفق مياه دجلة عند صدر القناة!! ايامها كان الكثير من الاهالي ينتظرون ان يخبرهم نهر دجلة العزيز بمصائر احبتهم المفقودين، لا أبالغ اذا قلت بأن صدر القناة يومها كان بمثابة (مشرحة طب عدلي) حيث ينتظر الاهالي لان تعرض امامهم مياه دجلة جثث احبائهم، ولعل السلطات وقتها كانت تفضل ان تسلم جثث ضحاياها وهي مغسولة من أية آثار للدماء!! حاولوا ان يلبسوا دجلة ثوب جرائمهم.. اما بعدها في السنين اللاحقة غيّر البعث ساديته، فاخذ يذّوب ضحاياه في التيزاب، او في مثرمة بشرية، او في قبور جماعية كانت تخفيها وتخفي هويات المطمورين فيها. حتى يمعنوا في إيذاء اهاليهم واحبتهم لاحقا.. ياترى هل تخلى البعث عن دجلة لمجرد ان منسوب المياه فيه قّل، نتيجة لافاعيل وسياسات بلد جار طيب؟؟!!، او ببساطة انهم تطوروا في اجرامهم!
دجلة وما أدراك ما دجلة؟..كم عزيز وحبيب ذبح وثرم وألقيت بقاياه في هذا النهر!! في زيارتي الأخيرة للعراق عام 2004 لم استطع ان انظر الى بيوتنا المغتصبة (والى الآن!) على ضفاف دجلة بل جلست قرب النهر بعد ان رميت باقة من الورد ذو اللون الاحمر كتلك التي كان اخي الصغير يحبها ... بقيت هناك حتى المساء وكأني اسمع بكاء وانين اخي الصغير.. كم من أخيار وشباب وورود ذبحوا وثرموا وألقيت بقاياهم في نهر دجلة.. يانهر دجلة هل أضمك ام أعاتبك؟؟ ففيك يقول شاعرنا (الجواهري) الكبير:
حيّيْتُ سفحكِ من بُعد فحيينييا دجلة الخير يا أم البساتينحيّيْتُ سفحكِ ظمآناً ألوذُ بهلوْذَ الحمائم بين الماءِ والطينِيا دجلةَ الخير يا نبْعاً أفارقُهُعلى الكراهةِ بين الحين والحينِ
وانا استميحك عذراً هنا يا شاعرنا الكبير، يا أبا فرات، فقلبي رغماً عنه، يقول معاتباً
يا دجلة الخير يا أم الجثامينإن عاتبتكِ فلا تعاتبينيكم من أحبة لنا توسدوا قاعكِفتلك أم موسى ألقت به في اليّم لتحميه من فرعونو أما فرعوننا ألقى بأحبتنافيك دجلة واردين المنون
أرجع للعائلة المنكوبة حيث ذبح قريبنا ورمي به في دجلة، ترك خلفه زوجة وصغاراً، كبراهم ابنته التي لم تتجاوز العاشرة حينها.. حيث تبين ان احد المرتزقين كان شريكاً له في خانه التجاري، قد وشى به عند السلطات واستحوذ هو على الخان، وبعدها استولى على كل ما تملكه تلك العائلة من بيت وأموال!!. ووصل الحال بهذه العائلة ان تعيش في غرفة واحدة في دار في احد احياء بغداد الشعبية بعد ان كان لهم بيت واموال وجاه !! ليتواروا بعيداً عن أعين وطمع هذا الشريك.. شريك الجريمة؟؟!! لا أود ان أدخل في التفاصيل كاملة لئلاً يستعيد من بقي من العائلة المنكوبة ذكريات أليمة قد يكونوا في حاجة الى نسيانها أو تخطيها..
كنت صغيرة اذهب مع عمتي في زيارات لهم، كانوا يعيشون في غرفة صغيرة باردة جداً في الشتاء وحارة في الصيف. ليس فيها ضوء اللهم الاعندما تترك الباب مفتوحا... فكنت ارتعب واجلس في باب الغرفة ولاادخلها.. اما اذا كنت مع أمي فكانت تقفص على يدي حتى اجلس الى جنبها. وان لم اجلس فكان نصيبي القرصة والتي كانت كلسعة نحل..حادة مؤلمة.. كانت هذه الأم تخيّط الملابس لمعارفها لإعالة اولادها الصغار.. وفي احد الايام ولحظها العاثر، ضربتها سيارة وعلى إثرها اصبحت معوقة لاتستطيع الحراك والعمل، فما كان من ابنها الكبير الذي لم يتجاوز السابعة من عمره حينها إلاّ ان يضطر ان يشتغل عامل تحت يد ميكانيك للسيارات؟؟ هذه المرأة نابها من العباد والدهر الكثير والكثير حيث فقدت زوجها وهي مقتبل عمرها، ومن ثم اعاقتها في وقت كان اولادها بأمس الحاجة الى أمهم..أمي كانت تزورهم باستمرار ففي احدى المرات سألت ابي لماذا لاتساعدون هذه العائلة وتبنوا لهم بيت فقال ابي ومن قال لكي لانحب ان نساعدهم؟ هي ترفض ذلك لا تريد المساعدة من احد!! فهي امرأة عزيزة نفس الى أقصى درجة، وعصامية الى ابعد حد..وفي احدى زيارتنا لها كنت اصاحب أمي، والظاهر ان الدنيا داست عليها بقوة، بحيث لم يبقى عندها ما تطعم به اولادها.. في تلك الزيارة كانت قد طوت سجادة اطفالها كانوا يتوسدونها في نومهم، طوتها لتبيعها.. قالت لها أمي لماذا طويت السجادة وهي تحت اطفالك؟.. فاجابت اريد ان اشتري لهم خبزاً لهم.. السجادة لا تُؤكل !! قالتها بصوت ثابت وخافت يكاد يكون همساً، كبريائها يجعلها تكابر في ما تود ان تقوله لك. بقيت تلك الجملة في رأسي رغم صغر سني. في طريق رجوعنا للبيت قلت لأمي لماذا لم تشتري لهم خبزاً؟؟ امي كانت تغالب دموعها ولا تجيب الحاحي في السؤال!! فتلك المرأة العزيزة، أبت ان تأخذ أية نقود من امي إلا مقابل تلك السجادة!! أتذكر أمي تجيبها: وهل تريديني ان احترق في نار جهنم؟..اجابت تلك الطيبة اقسم لك انني ابيعها لك من كل رضا قلبي! أبيّة كانت هي الى اقصى الحدود ومكابرة. أما أمي فتوسلت والحت عليها ان تبقي السجادة عندهم لتفرشها للصغار، وقالت لها وان رفضتي فهذا فراق بيني وبينك.. تعانقن والنحيب اخذ حظه منهن.. وودعناهم لحين زيارة تالية..
المشهد يستمر، والايام تمضي، بدأت الحرب الدموية العراقية الايرانية ففي تلك الفترة كان نشاط وسوق ((كتبة التقارير)) على قدم وساق، ويأبى القدر إلا ان يختارها مرة أخرى، فكان هذه المرة ابنها من نصيبه، واعاد الجلاوزة جريمتهم حيث كان مصيره الحجز ومن ثم الاختفاء، ولحد هذا اليوم لم يعثر لا على اسمه ولاعلى قبره كما هو حال الكثيو من شباب العراق الذين اختفوا بطرق مأساوية شتى، حتى قبورهم هي ايضا إختفت؟؟!!
عندما هّجرت هذه المرأة وعائلتها الى ايران بحجة التبعية والذي طال الكثير من الكرد الفيلية والاخرين من العراقيين ايضا.. كانت مآسيها هناك هي قمة الالم. كانت تعيش هي وبناتها في مخزن حيث لا شباك فيه ولا تهوية ولا اي شي وانما كان كالقبر.. فكانت هي وبنتيها يغزلون ويبيعون ماينتجوه؟؟ قبل رحيلي من هناك زرتهم للمرة الاخيرة رأيتها تغزل وتحت ضوء مصباح الشارع.. لعنت قساوة الدهر، واصراره في اختياره لضحاياه من الطيبين!!..
دارت الايام والسنين .. سافرت الى هناك..زرتهم بعد اعوام طويلة ولي شوق كبير لها ولأعرف ما جدّ من اخبارهم..تلك المرأة العصامية التي رغم انها نكبت ايام شبابها في العراق حين ضربتها السيارة في تلك الحادثة..نعم انكسر ظهرها في الحادثة تلك ولكنها هامتها لم تنحني للدهر.. هي تستحق جائزة نوبل لنبل اخلاقها وعزّة نفسها كانت ترفض اية مساعدة من اي كان..عندما اردت زيارتها قال لي احد المعارف انها الان تحولت وتسكن إيجار في غرفة على سطح احد البيوت في منطقة مهجورة بعيدة في اطراف المدينة!! تظهر فيها الذئاب ليلاً، فقلت لابد لي ان ازورها.. خرجنا بسيارة احد اقاربنا، اقسم باللّه كم رايت من صحاري وجبال لم ارى مثل وحشة تلك المنطقة وكان اسم المنطقة اسم على مسمى.. كان الجحيم بعينه؟؟ احد اقاربي قال زهراء لاتأخذي الاولاد معك فهم لايتحملون تلك البيئة ابدا!!! وصلنا مكانها. كان عبارة عن بيت طيني وحيد قائم في ما اشبه بصحراء قاحلة البيت ذاك هو الدالة الوحيدة، والى مسافة منه شجرة يتيمة يتعجب الناظر لحضورها في هذا القفار، وكأنها هناك تتنظر لسبب!!.. ((بيت!!) الطين ذاك لم يكن قد إكتمل بنائه!! طرقت باب خشبية غير مثبتة مرة ومرات، فتحة الباب تتيح لك ان ترى معظم الداخل.. منها رايت شبحها وهي تنزل ببطء شديد من على درجات ذات انحدار كبير، سلالم شاقولية وبدون جوانب!! نظراتي تتابع نزولها وقلبي تتسارع دقاته لهفاً لها. كانت تنزل بمشقة وأرهاق احرقت قلبي وانا اراها تنزل من الطابق العلوي..لاأبالغ اذا قلت ان ذلك اخذ منها تقريبا 20 دقيقة او اكثر حتى وصلت الباب!! وفتحت الباب حضنتها بقوة وشوق احسست فيها كل دفء وحنين أمي التي فقدتها... بكت وبكيت.. تعانقنا وكل واحدة فينا تريد ان لا ينتهي ذلك، حتى قلوبنا قبلّت بعضها البعض!! فهناك مشاعر معينة تمر على الانسان تخص لحظاتها ولايمكن تشبيهها او مقارنتها بمشاعر أخرى، فهي لتلك اللحظات وفقط!.. أحسسنا على رفق انامل ابنتها وهي تسحب امها عني بحنو وادب قائلة: لا عليك يا أمي، إرحمي نفسك وارحمي زهراء معك.
المرأة النبيلة هذه قادتني من يدي الى اعلى السلالم بمشقة كبيره، وانا اخاطبها خالتي كيف تستطيعين النزول والصعود يوميا، أجابتني ضاحكة وبصوتها الخافت الحزين: انني لا انزل ولا أخرج من هنا إلا مرة كل شهرين او أكثر..لعنت صدام واجداده.. اما السلالم فتقودك مباشرة الى غرفتها التي ليس عليها باب. الغرفة نفسها كانت عبارة عن جدران فقط بلا شبابيك وسقف من صفيح كأنه متقد من شدة لفعة الشمس. لا كهرباء وانما فانوس معلق، لا ماء الآ من برميل صغير يحتل ركنا لا أدري من اين يأتون به؟ ؟؟! ياله من بؤس!! يا ربي في الأعالي سبحانك.. لماذا عليها ان تكابد واولادها كل حياتهم؟ يعني ان ماتت هذه العائلة لا احد يعرف ولايعلم ماجرى لهم ؟؟ كانت حرارة الجو عندهم تقترب من الخمسين حتماً، بحيث انني شعرت سوف افقد الوعي فقلت لها الا يوجد عندكم منفذ للهواء؟ قالت نعم لنا سطح صغير الى جنب الغرفة فقلت لها لنجلس هناك. خرجنا الى السطح، كنت قد حضرت لها في جعبتي الكثير من الكلام. وسلامات وتوصيات بالسلام لها من والدتي قبل موتها، اما هي فكانت تواسيني في وفاة امي واخوتي، قضيت النهار معها ونحن ننحب ونندب مظالم الدهر وجور الزمان، وتوصيني انا ان ارعى اخواتي اللاتي تصغراني.
وكنت ارى وجوه اولادي بلون الدم ففهمت لماذا منعوني من هذه الزيارة. الشمس كانت عامودية علينا يعني كان ((كش ملك وزير)) وابني الصغير ذو السنوات الخمس كان يركض على السطح الصغير مثل الطيارة وتذكرت التنبيه الثاني هو لا تتأخري! إرجعي بسرعة قبل الليل لان الذئاب هناك تهاجم البشر!!! فقلت في نفسي يعني هل هناك من ذئاب اكثر شراسة من ذئاب صدام التي كانت تفتك بالناس والعباد بالنهار قبل الليل.. ودعتها وكأن قلبي اعلمني وقتها انه الوداع الأخير، كلانا أحس بذلك.. أما هي فاخذت تهمس في اذني قائلة يازهراء كوني قوية مثل خالتك، لاتبالي بخطوب الدهر.
بعدها بمدة سمعت بموتها، ماتت تلك المرأة النبيلة وخرجت من الدنيا بكفن ابيض.. دفنت في تلك المنطقة النائية تحت ظل تلك الشجرة الوحيدة.. الشجرة التي كانت هي الدالة الوحيدة على الحياة حواليهم، من يدري ولعلها ايضا كانت في انتظار تلك المرأة الصبورة. وظلها هو الشيء الوحيد الذي اخيراً استظلت به من جور الزمان.
دفنتها ابنتها تحت ظل الشجرة تلك كما هي اوصت:أدفنيني تحت ظلال هذه الشجرة، شمس الدنيا هذه احرقتني طوال حياتي...
تلك قصة أمراة اشترك في ظلمها وبؤسها نظام دموي اهوج، ودهر قاسي لم يرحمها..
رحلت ولم تنحني هامتها لهما..
زهراء محمد - ويلز
https://telegram.me/buratha