المقالات

في حماه السورية / "السنّة" يرشقون السفير الامريكي بالورود!

1150 12:07:00 2011-07-09

اسعد راشد

وهكذا تدور الدوائر! بالامس كان العراقيون عملاء واذناب الامريكان ‘ وقد اتهم ابناء بعرب ابناء الرافدين بانهم قد ركبوا السلطة عبر الدبابات الامريكية واليوم يأتي السفير فورد الامريكي عبر سيارته وموكب من السفارة الامريكية الى حماة ليتم استقباله بالورود وقد وصل الامر بان يشارك السفير المتظاهرون في الشوارع في احتجاجاتهم حتى وصف احد المراقبين الحفاوة التي لاقاه في المدينة المحررة بانها تاريخية ولا قبل لها ‘ بعكس موكب السفارة الامريكية في القاهرة ابان الثورة المصرية حيث دهست سيارة موكب السفارة المتظاهرين في الشوارع القريبة لساحة التحرير ‘ظاهرة ملفتة في اشارة الى عدم ارتياح الموقف الامريكي من تحرك الشارع المصري ضد نظام مبارك في مصر فيما العكس هو الذي يحصل في سوريا حيث يحظى الشارع المتظاهر بمباركة امريكية واضحة .

ولكون ان الاغلبية في العراق هم من الشيعة فان الخطاب الطائفي هو الطاغي في التعاطي مع القضية العراقية ومع المشهد السياسي الذي صاغه ابناء العراق بدماءهم وبمقابرهم الجماعية التي وزعها على ربوع العراق ابن صبحة المقبور ابان حكمه الاجرامي الدموي الطائفي ‘ واليوم ذات الخطاب يغطي المشهد السوري عبر اعوان ال سعود واشباه الرجال الوهابيين من امثال عرعور وملعون والذين تصدح اصواتهم النابحة مسامع اتباعهم ليجيشوا باتجاه اجندة مملكة ال عبد الوهاب والعتاة الفسقة من ال سعود المجرمين .

ليس هناك اي تفسير لتلك الحفاوة التي لا قاها السفير الامريكي في حماه السورية سوى ان الثورة السورية تحظى بمباركة امريكية واضحة وان المتظاهرين رغم احقية مطالبهم في النيل بحقوقهم السياسية والتخلص من مشاهد الظلم في بلادهم ‘ والمفارقة هنا ليست في اصل الزيارة التي قام بها السفير الامريكي ولا في دور دول الغرب واامريكا في دعم تحرك الشعوب وانما في الازدواجية التي يتعاطى بها الاعراب والمتمذهبين والطائفيين مع قضايا الشعوب ومطلبهم .

لقد بكوا على العراق بعدما تخلص شعبه من النظام الصدامي والبعث العفلقي الذي حكم العراق بالحديد والنار وقد ذبح من ابناء الرافدين اعداد غفيرة تتجاوز سكان حماه وحلب في زمن قياسي لم يخطر ببال احد ففي يوم واحد في الانتفاضة الشعبانية قتل اتباع البعث الاموي الصدامي في كربلاء المقدسة اكثر من 17000 انسان وقد تجاوز هذا العدد في المدن الجنوبية ليصل الى المئات الالاف اما في كردستان العراق فحملة الانفال لوحدها انتجت عن ابادة اكثر من 180الف انسان ‘ بكوا على العراق لان النظام الذي كان يحكمه قد اباح لهم استباحته ونهبه وسرقة خيراته وذهاب ريع نفطه الى جيوبهم ‘ بكوا على العراق لان النظام الذي قد حل محله قد انتخبه الشعب جاء بتصويت الاغلبية الساحقة من ابناءه ‘ بكوا على العراق لانهم قد خسروا المصب الذي كان يمدهم بالمال الحرام والسحت الذي كان يذهب الى بطونهم ‘ هذا العراق قد تحرر بارادة الشعب العراقي ولم يكن التدخل الخارجي الا بارادة دولية خارجة عن ارادة العراقيين .

ماذا يمكن وصف التحالف السني الامريكي في سوريا وليبيا من اجل اسقاط النظامين العربيين ؟ وماذا يمكن ان يعتبر ادعياء العروبة التدخل الغربي السافر وبـ "كارت اخضر" من الجامعة العربية السنية لقوات الناتوا في ليبيا ؟ ماذا كان يفعل السفير الامريكي فورد في حماه يوم امس ووسط جموع المتظاهرين الذين رشقوا سيارته بالورود ؟ولماذا لم يستنكر وعاظ السلاطين ودعاة المقاومة هذا التدخل الامريكي والغربي في سوريا وتحريضهم الواضح للشارع على العصيان والاضطرابات في البلاد وتشجيعهم في يوم اعلان "ان لاحوار حتى اسقاط النظام" على رفض الحوار ؟؟ ماهذه المفارقة بين المشهد السياسي في سوريا ونظيره الاخر في ليبيا؟!! اوليس الشعار المرفوع في عالم اليوم الذي يسوده قانون العلاقات الدولية ومنهجية الحوار في حل النزاعات الدولية والاقليمية هو الجلوس على الطاولة المستديرة لتطبيق سبل حل تلك النزاعات عبر الحوار ؟؟ فلماذا اذن الحوار مرفوض مع النظام في سوريا رغم قبول هذا الاخير بمبدأ الحوار وشروعه بتطبيق الاصلاحات رغم حالة البطئ الا ان انها تعتبر الخطوة الاولى نحو الاهداف الكبيرة للشعب السوري؟ ورغم علمنا ان النظام السوري مازال بحاجة الى خضة كبيرة لاخراجه من شرنقة الديكتاتورية ونظام الحزب الواحد ؟ فيما هذا المبدأ يفرض بقوة السلاح والقمع والضغوط على شعوب اخرى من اجل ان لا تنال حقوقها وتظل ترزح تحت الظلم والاستبداد؟اين اولئلك الذين اتهموا الشعب العراقي وابناء الشيعة بالعمالة للاجنبي والاستقواء بالخارج وهم اليوم يتوسلون بالغرب وامريكا من اجل تخليصهم من بعض الانظمة التي لا تناسب ذوقهم الطائفي او العنصري او حتى السياسي؟العراقيون نالوا الامرين من النظام البعثي من جهة ومن النظام العربي الرسمي من جهة اخرى وفي خضم ذلك وقفت بعض الشعوب موقف المساير والداعم لنظام القمع والاجرام في بغداد وبعد التخلص من صدام لم يكفوا ايديهم وتامرهم على ابناء العراق بل استمروا في نفس الادوار ولكن هذه المرة عبر شبكات الارهاب والقتل والتفجير التي يقودها لهذا اليوم ايتام البعث الصدامي واذناب ال سعود الوهابيين والسلفيين المجرمين‘ هم انفسهم الذين يقودون المتظاهرين في سوريا عبر قناة التكفير الوهابي الصفا وغيرها من القنوات الطائفية وقد كانوا بالامس يحرضون الشارع السني ضد ابناء العراق ‘ ومازالوا يحرضون وسوف يزداد خطرهم في ما لو تمكنوا من الحكم في سوريا وازاحوا نظام الحالي حيث سوف يتشكل تحالف وهابي على مستوى المنطقة كلها من اجل الاستمرار في مشاريع الذبح والقتل ونشر الارهاب والفتنة والحروب خدمة لال سعود وللحفاظ على عروشهم الظالمة .فهل يعي الشعب العربي حقيقة ما يجري من حوله ويدرك خطورة المخطط الوهابي السعودي وجهنمية الاهداف التي يسعون لتحقيقها شرذمة في تلك المملكة الفاسدة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي حسين علي
2011-07-10
و قبل توجه السفير الأمريكي في دمشق الى حماه ليكشف عن أمر قيادة أمريكا " للثورة " في سوريا لا تنس ما يحدث في ليبيا ومن تدخل عسكري أمريكي غربي مباشر في دعم " الثوار " هناك بينما إسقاط الطاغية صدام و نظامه في العراق على أيدي ذات القوى العسكرية الأجنبية المتدخلة في ليبيا , كان في نظرهم عمالة العراقيين لتلك الجهات الأجنبية و ها هي تلك القوات ترحل عما قريب عن العراق ومن سوء حظ القذافي أن الثائرين عليه من شعبه ليسوا شيعة فلو كانوا كذلك لهب الأعراب لمساعدته كما هبوا لمساعدة صدام ضد شعب العراق .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك