خضير العواد
اية لقد قطعت الثورة البحرينية شوطاً كبيراً وقربت نهايتها المحتومة وهو تحقيق أغلب مطالب الشعب الحقة , ولكن جرى أنعطاف حقيقي في هذه الثورة عندما أشترك جزء من المعارضة في عملية الحوار التي فصّلتها الحكوميتين السعودية والبحرينية لكي تصب نتائجها في صالح العائلتين المالكتين في السعودية والبحرين . إن أشتراك جزء مهم من المعارضة البحرينية في الحوار قد أربك الشارع البحريني , فمنهم من أعترض على هذه المشاركة بسبب بعض العوامل منها : لاتوجد أرضية حقيقة لهذا الحوار فأجواء الإضطهاد من أعتقالات وقمع للمتظاهرين والمعاملة التعسفية من قبل قوات الاحتلال والقوات البحرينية للمواطن البحريني يعشيها الفرد البحريني لحظة بلحظة , بالإضافة الى عدم وجود حسن النية من قبل الحكومة أتجاه تحقيق المطالب والحقوق المشروعة للمعارضين او الشعب البحريني فكيف يبدأ الحوار والمعتقلات مملؤة بالمعتقلين السياسين أو أصحاب الرأي ويزداد عددهم يومياً بعد أخر ,لاتوجد خطابات واعية هدفها تهدءت الشارع البحريني وأظهار حسن النية مع أحترام حقوق الشعب بالتظاهر للمطالبة بحقوقه المشروعة, لم يحاسب أي منتسب للقوات المحتلة أو البحرينية الذين تعدوّا على المواطن البحريني وما يمتلكه , عدم الإعتذار للشعب بسبب ما أرتكب بحقه من مأسي كبيرة وتعدي على حقوق الإنسان و على مقدساته وممتلكاته الشخصية , فكرة الحوار قد طرحت في بداية مشوار الثورة والجميع قد رفضها بشرط تحقيق مجموعة من المطالب في مقدمتها تنحي رئيس الوزراء عن السلطة , لم يحدث من هذه المطالب شئ بل العكس لقد سالت دماء وإزداد عدد المعتقلين وطُرد الكثير من الموظفين والعمال من وظائفهم , كل هذا يدلل على عدم حسن نية الحكومة البحرينية في الحوارالحقيقي بل يراد من هذا الحوار هو إضاعة الوقت وتمزيق وحدة الشعب البحريني ومن ثم تقديم أقل ما يمكن من الحلول التي لا تلبي الجزء اليسير من حقوق الشعب . أما ألمؤيدون لهذه المشاركة في الحوار فيعتبرون الضغط الدولي من أهم الأسباب التي أدت الى المشاركة , بالإضافة الى حرص المشاركين في إظهار عدم جدية الحكومة البحرينية في الحوار من خلال التحاور معها , الأستماتة في تحقيق المطالب المشروعة للشارع البحريني في شتى الظروف. يجب على المجموعتين المؤيدة والمعارضة للحوار يجب أن يعيا أهم غاية من هذا الحوار هو تمزيق وحدة الشعب البحريني التي أرّقت الحكومة السعودية أولاً والبحرينية ثانياً , لذا على الجميع أن لايعطوا أي فرصة لتحقيق مبتغى الحكومة من هذا الحوار والكل يجب أن يتطلع الى توحيد المواقف , أي على المعارضة أن تدعم الطرف المشارك في الحوار وأن تضغط من خلال الشارع وتقدم له كل العوامل التي تسهل مهمته للوصول للهدف المنشود من قبل الجميع ,وأما الطرف المشارك في الحوار يجب أن يدرس أليات الحوار والنتائج التي ستخرج من هذا الحوار وأن لايترك الوقت يسير والفترة تطول لأن الشارع البحريني سوف يشعر بالاثباط والملل مما يؤدي الى قتل الروح الثورية المشتعلة فيهم أي يجب أن تكون النتائج سريعة أما ألإستمرار في المشاركة إذا كانت النتائج المرجوة جيدة وترك المشاركة إذا كانت النتائج لا تحقق طموح الشعب البحريني , لأن المسئلة مسئلة وقت وأتخاذ القرارات المصيرية في هذه الفترة سوف يحدد مستقبل الأجيال كاملةً فأما العيش بعزوكرامة وهذا ما يطلبه ألله سبحانه وتعالى من البشرية أو الرضوخ الى القوانين الظالمة التي لا يقبل بها حتى العبيد وهذا ما يريد نشره الشيطان وأعوانه ما بين البشر, لذا على الطرفين المحاور والمعارض للحوار أن يعوّا المرحلة ويدرسوا كل العوامل التي تؤدي الى ىتحقيق الوحدة الوطنية ومن ثم المصلحة العليا فهما الهدفان الوحيدان اللذان سيجلبان للشعب البحريني كل ما يتطلع أليه من حقوق مشروعة وحياة كريمة .
https://telegram.me/buratha