المقالات

سبعة وأربعون فوهة إدخال طعام...

737 10:37:00 2011-07-11

مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

اجتهدت أن أعصر ما تبقى من دماغي، وأن أستحضر محصلتي اللغوية، وتناولت حفنة من الزبيب علني أزيد من كفاءة الإستذكار عندي كي أجد توصيفا مناسبا لمصطلح "الترشيق الحكومي" ،

وقلت في نفسي ربما في التاريخ سابقة تفيد بالوصول الى هذا التوصيف .فأجهدت نفسي بحثا ، ولكني أصطدمت بكم هائل من الأمثلة التي تؤدي ألى أن المسألة مسألة "نمو"!.. وقلت في نفسي إن الكاتب الجيد هو الذي يستطيع أن "يفلفل" الواقع مهما بدا الأمر باردا، وأن يرى من وراء الحجب ما لا يراه الناس، بزيادة التوابل بطريق المدح أم بطريق الذم.. فوجدت أنه قريب وربما ليس أبعد من عدة سنوات قليلة سيكون عندنا بدلا من ال(47) وزيرا (470) وزيرا.إذ أن الأقاليم السبعة التي أشار اليها أمير المؤمنين "علي" عليه السلام في إحدى خطبه الرافضة للسلطة وأمتيازاتها ، ستتشكل هنا في العراق، وهو أمر نص عليه الدستور، وكل أقليم سيحتاج الى وزارات ووزراء ووكلاء وزارة ومديرين عامين ومجلس نواب و..و..وأحسبوها وحينها ستقولون أننا لو بقينا على خياط أمس لكان لنا أفضل!! إذن هذه هي حكاية الترشيق ..! وإذا كان ترشيقاً فما أماراته ودلالاته؟ طبعا لن تجدوا لدي جوابا،..

وفجأة شعرت بالإحباط وبالصداع، وترددت في مواصلة الكتابة، فهل لما نكتبه قيمة، سيان في ذلك نكتب أو لا نكتب فلا من سامع أو قارىء من الناس "اللي فوق"، ولكن مع ذلك من الأهمية بمكان ضبط المصطلحات، وتسمية الأشياء بأسمائها، وأنا لا أعرف هل يصح أن نطلق كلمة "الترشيق" على ما سيطرأ على الجهاز التنفيذي أم لا يصح؟

من هذا المنطلق، رحت أجمع قواي التي يمكن أن تسعفني قدرتي على الاستنتاج في استنباطها، وأن استعين بكتابات بعض الزملاء وخاصة في توظيف المصطلح الجديد أي "الترشيق"، الذي دخل حيز الإستخدام في متداولنا الصحفي والسياسي دون أن يكون له سابقة عند غيرنا...فقد كنا نعلم أنه عندما شكلنا حكومتنا الحالية فإننا شكلنا الجهاز التنفيذي الأكبر في العالم، لكننا مضينا في حماقتنا وأخرجنا وليدا بسبعة وأربعين رأساً وأربعة وتسعين قدماً ومثلها أيد وتسعمئة وأربعين أصبعاً ...وكنا نعتقد أن هذا الوليد الذي يمتلك أربعاً وتسعين عينا ومثلها من الآذان سينظر الينا وسيسمع ما نقول، لكنه كان وليدا بسبع وأربعين فوهة إدخال طعام، لقد كان الوليد يأكل ولكنه لا يسمع ولا يقرأ ولا يرى ...

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك