اسعد راشد
"مجلس التعاون العراقي ـ الايراني" في الخليج ضرورة استراتيجية
غدى اليوم تشكيل مجلس "التعاون العراقي الايراني" اكثر الحاحا من اي يوم اخر وان المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة والتحديات القائمة بعد انكشاف حقيقة الادوار المشبوهة للانظمة الاستبدادية والشمولية في المنطقة وتامرها على شعوبها وعلى الثورات الجماهيرية المستمرة وسعيها لاجهاضها تفرض ان تقوم الدولتين الكبيرتين بترتيب اوراقهم والتسريع في اللقاءات وتكثيفها من اجل اعلان قيام "مجلس تعاون عراقي ايراني" في الخليج لمواجهة التحولات القادمة والمتغيرات التي تستهدف شعوب المنطقة وثوراتها وثرواتها .
قلنا في مقالات سابقة ان ايران والعراق تشكلان اكبر تجمع سكاني في المنطقة وخاصة في الخليج وان قدراتهما البشرية والاقتصادية وخاصة النفطية تمكناهما لتكونا اكبر قوة اقتصادية في الخليج ومنطقة الشرق الاوسط واذا اضفنا شرائح اخرى من شعوب الخليج والجزيرة العربية الى هذا التجمع البشري الضخم لشكلتا عملاقا كبيرا لا يستهان به يهابه المتربصون بهما ويخشاهما العملاء والمخربين والمهووسين من ابناء يعرب المستعربين الفاقدين للشرعية من قبل شعوبهم وخاصة نظام العهر والفساد في مملكة الوهابيين.
حجم التحديات برز اخيرا بعد انكشاف مخطط دولة الوهابيين وحلفائهم في نادي الطغاة في المنطقة وقيامهم بتغذية الثورات المضادة وخاصة في الدول المجاورة لها وتطعيمها بنكهة طائفية من اجل ركوب بعض الموجات الغاضبة الشعبية وتجييرها لصالح مشاريعهم الجهنمية والطائفية وما يصبون اليه من ماَرب خبيثة واجندات تخدم عروشهم المهترئة والمتعفنة ولضرب اي توجه او تغيير ديمقراطي يحصل في الخليج يخدم مصالح الشعوب وازدهار بلدانها وتقدمها وتوزيع ثرواتها على مشاريع الانماء والرفاه الاجتماعي وتقوية البنى التحتية بدلا من هدرها وتبديدها في مواخير الفساد والقمار واندية اللهو والمجون التي عادة يمارس الهواية فيها حكام المنطقة وامراءها .
العراق قوة بشرية هائلة في الخليج واكثرية سكانه تتناغم مع اي مشروع وحدوي مع ايران لنسميه "مجلس التعاون" او "الكونفدرالية الايرانية العراقية" او "تكتل العمالقة" في الخليج وما اشبه .الاحصيات تقول ان العراقيين يشكلون لوحدهم اكثر من 30 مليون فيهم 20 مليون اوكثر من الموالين لاهل البيت عليهم السلام وهذا يعني انهم ضعف عدد سكان الخليج فيما الايرانيون يشكلون اكثر من 90 مليون انسان ولهم من القدرات والامكانيات ما يحسدهم عليها الاعداء وخاصة اتباع المتطرفين الوهابين وأذناب مملكة ال سعود ‘ اما اتباع اهل البيت عليهم السلام وخصوم نادي الطغاة وال سعود في المجتمعات الخليجية فهم يشكلون عدد لا بأس به وخاصة في اليمن السعيد الثائر حيث يشكلون مجتمعة اكثرمن 15 مليون انسان وبذلك يمكن ان نفهم ان التجمع السكاني المعادي للارهاب السعودي والتطرف الوهابي واذنابهم من الجماعات الموالية للقاعدة المنتهية صلاحيتها يشكل ما يقارب المائة واربعين انسان وهو اضخم تكتل بشري متجانس يمكن ان تساهم وحدتهم في بناء كيان حضاري متقدم وديمقراطي يقف في وجه اي محاولة للمساس بوجودهم ويكون سندا داعما لاي تغيير ديمقراطي ترنوا اليه شعوب المنطقة .
ان قيام مثل هذا المجلس الوحدي "والتعاون العراقي الايراني" في الخليج يعد ضربة استباقية لمشاريع التفتيت والتقسيم المقبلة التي يخطط لها الطائفيون والعملاء واذناب ال سعود خاصة وان اصوات نشاز قد صدرت اخيرا من وسط الجمع البعثي في العراق يتزعمه ذلك الطائفي البعثي المدعوا "النجيفي" وزمرته الفاسدة تدعوا الى تقسيم العراق لصالح مخطط ال سعود عبر ما يمسى تشكيل "اقليم سني" في غرب العراق وهو مشروع سعودي بالدرجة الاولى يدخل ضمن مشاريع الثورات المضادة التي يغذيها السعوديون في اليمن وفي سوريا وفي بقاع اخرى في المنطقة وهم اليوم يسعون بكل قواهم عبر بعض التكفيريين والمتطرفين الوهابيين السلفيين ركوب الاحداث في سوريا وسوقها باتجاه مشاريع القتل والذبح والارهاب بحكم ان سوريا كانت في فترة من الزمن بعد سقوط طاغية بغداد صدام المقبور وفي غفلة من الزمن وتجاهل بعض الاجهزة الامنية السورية معبرا للقتل وعناصر القاعدة والوهابيين لدخول العراق لتنفيذ تلك المشاريع واليوم يتهجز ال سعود ومملكتهم الوهابية ليوم يحلمون فيه سقوط سوريا بايديهم كي يشكلوا بها خنجرا في خاصرة العراق استمرارا لمخططهم الارهابي في تحويل المنطقة كلها الى بؤرة الصراع المذهبي والتطرف السلفي ليتفادوا الاستحقاقات السياسية والمطلوبة جراء الأداء الفاسد ودروهم التخريبي والذي بسببه انتشر الارهاب والقتل ومظاهر العنف الطائفي وثقافة التكفير .ان التسريع في تشكيل "مجلس التعاون العراقي الايراني في الخليج" والاعلان عنه قبل حدوث مفاجاَت اخرى يتطلبه الوضع الاقليمي المتوتر في المنطقة ودخول الاتراك على خط الفتنة وتغذية العنف والمشاريع الفئوية ‘ هذا المجلس يكون ليس فقط بديلا قويا عن ما يسمى "مجلس التعاوة الخليجي" المحنط والذي شكل في اساسا لمواجهة انتفاضة الشعوب والتدخل لقمع ثوراتها في المنطقة كما حدث في البحرين عندما غزتها قوات الجيش التكفيري السعودي وقمعت اهلها الثائرين على ظلم وعدوان عائلة ال خليفة الفاسدة .لابد من ترتيب اوراق البلدين الجارين الكبيرين العراق وايران ولابد من التنسيق على اعلى المستويات بين قيادة البلدين السياسية فالمصير المشترك والعدو المشترك والهم المشترك كل تلك الامور تلزم الجميع في البلدين المضي اكثر قدما في التعاون والعمل المشترك خصوصا وان العراق الجديد الديمقراطي قد قطع شوطا لابأس فيه في تثبيت اسس النظام الجديد والتمكن من مؤسساتها الامنية والعسكرية والادارية الاقتصادية رغم الكبوات ورغم الاخطاء ورغم الاختراقات البعثية وعمليات الاجرام والارهاب التي تقوم بها تلك المجاميع القذرة .
https://telegram.me/buratha