عماد الاخرس
المبالغة في إجراءات الحراسة التي تتخذها الأجهزة الأمنية لحماية المسئولين الحكوميين وأحيانا لمن هم في أدنى المواقع الوظيفية أو الحزبية تعتبر ممارسه خاطئة حصيلتها المزيد من التذمر والاستياء الشعبي الذي ينعكس سلباً على العملية السياسية وقادتها .والعجيب إن البعض من المسئولين يلجئون إلى فرض إجراءات حراسه لحماية أنفسهم دون علم وموافقة الأجهزة الأمنية وبلا أي حساب للنتائج التي ترتب عليها من أضرار نفسيه في إرباك وشل حركة المواطنين وأحيانا قطع أرزاقهم .. الخ .إن عملية غلق الشارع السكنى العائد لدار المسئول بالكتل الكونكريتيه من الجانبين أو غلق الشوارع الفرعية والرئيسية التي تؤدى إلى موقع عمله أو غلق مناطق بأكملها وهو في زيارة لصديق أو احد معارفه أو أقربائه أو غلق .. غلق .. الخ هي رسالة مفادها الموت للشعب والحياة للفرد المسئول !وللمزيد من العلم .. إن اللجوء إلى سياسة الكتل الكونكريتيه في توفير الأمن للأفراد المسئولين تؤدى إلى المزيد من الاستياء الشعبي الذي يعتبر احد الأسباب التي تقف وراء تزايد نشاط الإرهاب وتوفير الحواضن له .ولنضرب مثال عما يجرى في محافظة ديالى من هذه الممارسات .لقد تم غلق الشارع الفرعي الذي يربط الشقق السكنية العائدة للمجمع الصناعي بالشارع العام الرئيسي ليبقى هناك منفذ واحد فقط وهو قرب مستشفى الرحمة ( سابقا) بقصد توفير الأمن إلى المدير العام للمجمع الصناعي ( المنشأة العامة للصناعات الكهربائية ديالى ) ! نعم اتفق مع القيادات الأمنية في هذه المحافظة الجريحة على تردى الوضع الأمني والنشاط الإرهابي فيها والذي يستوجب المزيد من الاحتياطات لتوفير الحماية الكافية للمسئولين ولكن لا اتفق معها في غلق شارع يسلكه آلاف البشر لحماية فرد واحد لأن هذا يعنى التمادي في الظلم وعدم وضع أي اعتبار واحترام لمشاعرهم .وبدلا من إجراء الغلق لهذا المنفذ الذي لا يتعدى طوله ثلاثمائة متر كان الأجدر توفير الحراسة الأمنية والإستخباراتيه المشددة وحتى نصب كاميرات مراقبه له إذا اقتضى الأمر!وكقاعدة عامه يعتبر اللجوء إلى الأسلوب الميداني في غلق الشوارع السكنية والتجارية دليلا على إن هناك خللا في الأداء المهني للأجهزة الأمنية وضعف في نشاطها الاستخباراتى .. وعلاج ذلك يتم في تدريب وتطوير أداء الأفراد والكوادر الاستخباراتيه .واعتقد إن الاجهزه الامنيه في ديالى خارج عن هذه القاعدة بعد أن أثبتت كفاءتها وأصبحت ذا خبره عاليه في مطاردة أوكار الإرهاب والإرهابيين وهى غير عاجزة عن توفير الأمن للسيد مدير عام المجمع الصناعي وبدون اللجوء إلى السلاح الكونكريتى في تعذيب البشر. إن لجوء كل مسئول إلى غلق الشوارع العامة لحماية أمنه يعنى سيأتي اليوم الذي تتوقف فيه الحياة في بلدنا مع التزايد المفرط في استحداث مناصب الترضية وتعيين مسئولين لها !لذا نطالب بضرورة مراعاة مشاعر البشر من سكان الشقق السكنية التابعة للمجمع الصناعي وفتح هذا الشارع الفرعي الذي يربطهم بالمدينة للتخفيف من الحصار على تنقلهم و لكي لا نحصد المزيد من الاستياء الشعبي .. ونقول كلا وألف كلا للشعار الظالم .. الموت للشعب والحياة للمسئول !!
https://telegram.me/buratha