خضير العواد
عندما تطرح اي فكرة يجب أن تمتاز بغيايات ومميزات يرحب بها الناس لكي تكون مقبولة من قبلهم , ففكرة الترشيق الوزاري التي ينادي بها الجميع بلا أستثناء الغاية منها كما يشاع أو يقال هو التقليل من الوزارات التي لاتمتاز بأعمال رئيسية أو مهمة أي بمعنى وزارات فائضة تكونت لأرضاء ذلك المكون أو الحزب أي تقليل المناصب الفائضة التي أرهقت ميزانية الدولة , أي التوفير المالي من ألأسباب المهمة ألتي أدت الى طرح هذه الفكرة أي المحافظة على ألأموال العامة وبالتالي يكون العائد للمواطن من خلال تحسين وأزدياد الخدمات المقدمة أو البدء بمشاريع وظيفتها خدمة المواطن , ولكن أذا لاحظنا المناصب لتي يتم ترشيقها فأن أصحابها سوف يستلمون 80% من رواتبهم , أي الترشيق يتم للمنصب أم الأموال فلا يتم عليها الترشيق إلا بنسبة 20% بل سوف يعطى لكل وزير يتم حذف وزارته 80% من راتبه مع بقاءه ساكن في نفس البيت وعدد حمايته باقي كما هو , أذن ماذا حصلنا من هذا الترشيق , اي خسرنا الأموال وبالمقابل لم نحصل على شئ سوى 20% من الرواتب , أما اذا بقيت الوزارات نعم نخسر الأموال ولكن نحصل بالمقابل على بعض الخدمات التي تسهل للمواطن بعض المعانات ,ولكن يجب أن يتم الترشيق بالشكل الصحيح هذا ما يحتاج له البلد ترشيق الوزارات مع مصادرها المالية أي على الوزير أو المسؤول أن ياخذ راتبه من وظيفته أو منصبه الجديد مهما كان وليس له علاقة بمنصبه السابق , لأن الغاية من الترشيق لايمكن الحصول عليها إلا إذا تم بالشكل الصحيح أما أذا حصل بالشكل الذي تبقى فيه جميع الإمتيازات للوزير المقال , عندها سوف تكون الغاية من هذا الترشيق ليس المعلنة عنها بل هناك هدف أخر لايعلمه إلا الذي طرح فكرة الترشيق , كأن يكون طرح هذه الفكرة غايتها أبعاد الشعب عن همومه الحقيقة وهذا ما كانت تقوم به الأنظمة الدكتاتورية كنظام صدام العفلقي الذي كان يخلق الأزمات لكي يشغل بال المواطن بأمور بعيدة كل البعد عن همومه الحقيقية كأزمات فقدان بعض المواد الغذائية في بداية الثمانينات كفقدان البيض أو الجبن او اللحم وكذلك فقدان النفط أو الغاز وغيرها من المواد , غايته الرئيسية من خلق هذه الأزمات كانت هي أشغال المواطن بأمور تافهة , أما اليوم فألامر عاد ولكن بعناوين ألطف واجمل وأكثر حداثة من السابق ولكن الهدف واحد .إن عملية أبعاد حسين سعيد من رئاسة أتحاد الكرة تطلب الأمر سنين وتعين ثلاث وزراء أمنيين لم يتم بالرغم على أنتهاء السنة الثانية من عمر البرلمان , فكم هي المدة التي تتطلبها ترشيق 15 وزارة ؟؟؟ وهكذا تستمر دورة اللعبات السياسية في العراق الغاية منها أبعاد المواطن عن التفكر بهمومه ومطالبه وحقوقه وجعله يعيش في أزمات مستمرة لكي يبقى السياسين في مناصبهم وأمتيازاتهم , فالترشيق الحقيقي يجب أن يتم على تفكير سياسينا وأن يفكروا بالمصلحة العليا للمواطن لا المصالح الشخصية أو الحزبية التي أعيّت المواطن والوطن وما يحتويه من كائنات , فألى متى يستمر السياسي العراقي يدور في هذه الحلقة المغلقة التي تملؤها الإزمات السياسية البعيدة كل البعد عن هموم الشعب بل تجعل المواطن في تخمة من الأفكار المشوشة التي تجعل نظرته للمستقبل غير واضحة مملؤة بالضبابية مما ينعكس على حياته وتصرفاته جراء القلق وعدم الأستقرار الذي يعيش فيه , لذا على النخب الساسية أو الطبقة السياسية التي خُلقت بعد صقوط الصنم أن تعي بأن الذي يجعلها تستمر في مناصبها مع حصولها على أحترام الموطنين هو توظيف أفكارها ومواقفها وأعمالها في خدمة الشعب الذي أوصلها الى هذه المراكز فهو صاحب الحق الوحيد في إبقاء أي سياسي في منصبه أو أبعاده عنه , فالقيام بالواجب أتجاه من سعى وعانا وبذل من أجل أيصال المسؤولين الى هذه المناصب يجب أن يحتل تفكير السياسي , وأن يرشق السياسي كل الأفكار التي لا تجلب للمواطن إلا الهموم والتعب وبقاء الأفكار التي تصب في خدمة المواطنين والمحافظة على المصلحة العليا للشعب لذا علينا ترشيق أفكار وعقول المسؤولين قبل ترشيق الحكومة .
https://telegram.me/buratha