عبدالحق اللامي
في كل يوم من أيامنا الديمقراطية يعزف واحد من متفيهقي الدستور من أعضاء الكتل وفطاحل الأحزاب والقوائم وجوقة المصرحين والناطقين معزوفة جديدة على أوتار ربابته التي أكلها الصدأ وتراكم عليها (زنجار) الأكاذيب والإدعاءات ومزقتها كثرة النغمات النشاز وحروف الشعارات التي تقرأ بينها كلمة النفاق والدجل وفراغ المحتويات. حين ينبري هذا المتفيهق او تلك المتفيهقة ويصرح ويتكىء على مواد وبنود الدستور ناسياً أو متناسياًأن الحقوق المكفولة وفقها لها حدود وخطوط حمراء لايمكن التجاوز عليها.في هذه الايام وبعد معزوفة حقوق الإنسان كررها ورددها هؤلاء رافعين عقائرهم بالصراخ والعويل على حقوق الذباحين وخنازير التكفير والإرهاب والبعث بدأت ربابتهم بمعزوفة الحرية الشخصية التي كفلها الدستور، وهذه المرة عن المنحرفين والساقطين وراقصات الليل وتجار المخدرات وعصابات التهريب والشذوذ متحججين بأن الدستور كفل الحريات الشخصية ومن حق المواطن أن يمارس أفعاله وتصرفاته بكل حرية، وإن المجتمع العراقي يضم بين أطيافه أعراقاً ودياناتٍ تبيح شرب الخمر وارتياد النوادي والملاهي.نعم إن الدساتير في كل أرجاء المعمورة تكفل الحرية الشخصية وإن جميع المجتمعات تضم أطيافا ودياناتٍ وأعراقاً وإثنيات ونسواأن كلامهم هذا ذو حدين، فالحرية الشخصية مكفولة مادامت لا تمس حرية الآخرين وعقائدهم وأصولهم وإن خطوطها تنتهي عند حرية المجتمع وأعرافه وتقاليده وشرائعه، وإن ممارسة الأفعال والسلوكيات تنتهي عند حدود البيت أو النادي سواء كان ملهى أو مبغى أو حتى ساحة كرة القدم أو بركة السباحة، فالشارع والمنطقة والحدائق العامة والمطاعم والكازينوهات ملك مشاع للجميع على أن يحترم كل فرد خصوصية الفرد الآخر وان الافعال الشاذة والمنحرفة التي تؤثر على تماسك وترابط المجتمع واخلاقياته ومستقبل ابنائه مرفوضة من كل اطياف المجتمع بكل اختلافاتهم الدينية والعراقية، وان محاربة هذه الظواهر الشاذة والسلوكيات المنحرفة وتحصين المجتمع من تداعياتها الانية والمستقبلية وحماية الشباب من اختراق عصابات ترويج المخدرات والجريمة والشذوذ والدعارة والادمان هو ضمان لممارسة الحريات بشكل اخلاقي نبيل، وان دعوات هؤلاء المتفيهقين ما هي الا دعوات سياسية يراد بها الكسب على حساب ثوابت المجتمع واخلاقياته ولو تمعن هؤلاء بدراسة هذه الانحرافات وبحثوا بعين الحقيقة الوطنية المخلصة ان كانوا وطنيين حقا لوجدوا الكثير من الدلائل والاشارات التي تؤكد وجود اصابع لمنظمات وجماعات ودوائر مخابرات ورائها من اجل اسقاط منظومتنا الاجتماعية الاصيلة واخلاقياتنا النبيلة لغايات حقيرة واستراتيجيات وبرامج معدة في كواليس دوائر المخابرات ودول الارهاب، فأكرمونا بسكوتكم وسيعرف الجميع من يحرككم ويصدر امره اليكم بالدفاع عن المنحرفي
https://telegram.me/buratha