المقالات

النهر الدموي العراقي...الى اين؟؟

997 19:45:00 2011-07-12

الدكتور يوسف السعيدي

ان تكون الانتكاسات والمأساة الموروثه والحزن الصامت انتاجا محليا... مدعوما من دول المجد اليعربي... وشيوخ الجنه التي تجري من تحتها الابار النفطيه... و اهلنا في العراق ينظرون الى كرامتهم وعزتهم وارادتهم وهيبتهم وسيادتهم ومستقبل اجيالهم تسحقها مغامرة شلة من القتله والارهابيين وخريجي سجون ابن العوجه المقبور .. يريدون اذلالنا بوجوه عراقيه تافهه.. يبيعها سماسرة العربان والاعراب ببضاعة كاسده اكثر كسادا من تفاهتهم.... وهكذا اضحت دماؤنا انهارا لا ضفاف لها..دماء انطلقت من رحم الاحزان العراقيه.. وغزاة الحقد الاموي يتوافدون حيث بكت المآذن.. وخرست النواقيس.. وساستهم الذين احترفوا مهنة النفاق وهم يبصرون ابناء العراق في بحار الاسى ووجع الارض.. وليل اليتامى..وخطباء ودراويش السياسه اضاعوا البلاد.. بدهاء معاويه.. وغدر ابن ملجم المرادي.. وحربة وحشي.. ونبال حرمله.. انهم الشقاة الذين ادموا صفحات التاريخ.. وارتال شهدائنا مستمره.. دون جوازات سفر.. على شواطيء الموت المجاني.. وطوفان القتل الطائفي يصارع سفن النجاة.. في زماننا اليعربي المعروض في المزادات العلنيه.. واسواق النخاسه.. ومكاتب المرابين ودهاقنة النفط الصحراوي.. غيروا خرائط الوجوه وهم يعيشون ازمة التحرير... والتخدير... ويستحمون في بركة واحده..وحده الدم لا ينام في العراق... بينما أقفيتنا مثل رؤوسنا المؤجلة تتقلب فوق فراشنا المشغول بغرائزنا، وكم مرة نعاشر نساءنا في الأسبوع. وحده الدم لا ينام في العراق... وجاريات قسم الاخبار في الإعلام العربي متأوهات وراغبات بمعاشرة سماسرة مشايخ البترول كرمز للعولمه الجديدة . وحده الدم لا ينام في العراق... وخصيان قسم الاخبار في الإعلام العربي يؤجرون أقلامهم وأقفيتهم ويلونون وجوههم مثل الحرباء طالما ان لكل موقف ثمن. وحده الدم لا ينام في العراق... فيما عواصم الدول اليعربيه المذهبه مشغولة بأسعار البورصة وبناطحات السحاب التي كأنها تتحدى الله في عرشه... وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن عراة من كرامتنا، نلهو بنسائنا وأولادنا وبرواتبنا، ونحاول ان نتسلى بما ينتجه "بتوع الشقه" والعربية و"حب إيه إللي انت جاي تقول عليه"...وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن صعاليك المراحل نمارس بعض الأسف ثم نسأل: ماذا على طاولة الغداء لهذا اليوم!... وحده الدم لا ينام في العراق... فيما المقهى لايزال يلملم ثرثراتنا المتهالكة ونحن نشرح المرحلة، فيما أشلاء أطفالنا لاتزال عند المفارق تلعن الجلاوزه وكلاب الحراسة. وحده الدم لا ينام في العراق... وها نحن نموت أحياء... ايدينا باردة، أقدامنا مترددة، بطوننا مدورة ، وغازات تملأ أحشاءنا ... بعد ان تناولنا الليلة الماضية خمس وجبات وانبطحنا كل قرب إمرأته مثل الثور الذي سيؤكل غداً بعد ان اكلت كل الثيران. وحده الدم لا ينام في العراق... ونحن بلا عزه، وجوهنا مشبوهة، مرايانا، ثيابنا، أبوابنا، وحتى سجادة الصلاة التي نركع فوقها ، ونكذب على الله ونحن نقول "حي على الفلاح" ... وحده الدم لا ينام في العراق... ولن ينام...لم يشأالشهر المنصرم الا ان يودعنا بمشهد الدم العراقي وهو يمارس هوايته الابدية، منذ أن كان الدم ومنذ أن كانت ارض الرافدين ومنذ أن كنا.. يسيل في الشوارع بجبروت البقاء الأخير مؤكدا على هويته الإنسانية أولا، والوطنية ثانيا، والمأساوية دائما، ومؤكدا قبل كل هذا ربما على مصيره لدى الاخرين ابدا.هو الدم العراقي الذي يسيل الآن كما سال بالأمس ويسيل غدا، بذات اللون والشكل، بذات الاسم والعنوان، ومن ذات المنبع لأنه الى ذات المصب... حيث مأساتنا العراقيه وجرحنا الغائر. والنقطة السوداء في ضمائرنا مهما كبرنا ... مهما صغرنا.ارض الرافدين ما زالت دما يسيل في الشوارع......، حتى وأن اختصرت هذه المرة في مدينة بغداد..او البصرة وما زالت جرحا مفتوحا على كل الاحتمالات الممكنة واللاممكنة، وما زالت فكرة غير قابلة للموت بين أضابير الحلول المقترحة من هنا وهناك... فهي ما زلت على الاقل ارض العراق، سواء اختصرت قرب الوزارات العراقيه.. أم في بقية العناوين العراقيه المتشابهة في لون الدم والمتوحدة في شكل المأساة على الرغم من اختلاف الشعارات المرفوعة في المظاهرات المضادة.ولكن ماذا يعني ان تبقى ارضنا العراقيه في ظل موات تام رغم صيحات الالم الغبية التي يمارسها الجميع، العرب تحديدا، الذين ما برحوا يستمرئون لعبة الاكتئاب والصراخ ولعب دور الضحية الدائمة لكل أحد وكل شيء في كل زمن؟لا شيء طبعا..سنتظاهر كثيرا، وسنرفع الرايات والشعارات ونردد الصيحات المهددة بالويل والثبور وعظائم الامور ونعود الى بيوتنا في آخر الأمر لنشاهد التلفزيونات... حيث الدم العراقي ما زال يسيل.. ولازالت جبهات المهزومين واتباعها واذنابها تنهل ثقافتها من منابع التآمر والغدر الموروث...لتسويق بضاعتها الكاسده...عبر مقامرة رموزها الاجراميه بتلك الالعاب والبهلوانيات السمجه فوق خيوط الانتهازيه والنفعيه والمحاباة والهروله المحمومه مع بقايا البعثيين المهزومين ...في طقوس صومعة الارهاب التي شيدها قوم لوط في القاهره وعمان وغزه والرياض وقطر ...بفتاوى ابن جبرين وناصر العمر وبقية شلة التكفير والارهاب الدموي ودولارات مشايخ البترول اليعربي ضد العراق واهله...كان الله تعالى في عون العراق واهله......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك