كريم الوائلي
شهادة لا يرتقى لها الشك كريم الوائلي القارئ للبيان الرئاسي الذي اصدره فخامة السيد رئيس الجمهورية جلال الطالباني بشأن استقالة الدكتور عادل عبد المهدي يستوقفه الخطاب الذي لا يمكن وصفه إلّا بالخطاب النادر اذا ما قيس بمستوى الخطاب الشائع اليوم في الاوساط السياسية ، وذلك لارتفاعه الى مستوى الوطنية الحقة والاشارة بصريح القول وبالبنان الى مكانة السيد الدكتور عادل عبد المهدي ودوره الوطني في العملية السياسية ، ولكم نتمنى ان يسود هذا الخطاب ليكون عربونا يقدم لدفع مفاهيم الشراكة الوطنية الى الواجهة وإيطارا لائقا للمشروع الوطني الذي نحرص جميعا على صيانته ووضعه موضع التطبيق الحقيقي بوصفه مشروعا يمثل المصلحة الوطنية العليا للعراق .لقد ابدى فخامة رئيس الجمهورية توجعه الشديد على استقالة السيد عبد المهدي ووصفها بأبلغ العبارات المؤثرة بوصفه (( قائدا شجاعا وصديقا مؤتمنا وزميلا مخلصا )) وهذا التوصيف لم يإتي من لا شئ حسب شهادة الرئيس طالباني وهو الذي عاش وصاحب السيد عبد المهدي ايام كفاح المواجهة مع النظام الدكتاتور البائد حيث ( جمعتهم الخنادق والمساعي والتطلع ) الى اقامة دولة العراق الجديد . وكان فخامة الرئيس في بيانه حريص على انتقاء المفردة المعبرة والمختزلة بحق شخصية وطنية مثل الدكتور عادل عبد المهدي التي عركتها التجارب وصقلتها المحن وشحذتها اوجاع الامة وجراحاتها ، وسوف لن تستغن الامة من ابنها البار الذي هو الآخر لن ولم يتنصل عن مهمته او يحيد عن رسالته وما كان ليخرج إلاّ ليبدء من قاعدة اصلد وافق اوسع يستطيع من خلاله ان يقدم لشعبه المزيد من الخدمة والافضل من البرامج المستحكمة . وعندما يؤكد فخامة الرئيس على انه بذل قصارى جهده من اجل ثني الدكتور عبد المهدي عن الاستقالة والتراجع عنها فأن ذلك لا يعني ان السيد عادل عبد المهدي تخلى عن مواطنيه وناخبيه انما على العكس من ذلك تماما حيث انسحب من المنصب بعد ان وجد انه لا يحقق لبلاده ومواطنيه المصلحة الحقيقية المتوخات منه في وقت بلغ فيه التدافع على المناصب ذروته دون الالتفاة الى الثوابت الوطنية والتقاليد الجهادية التي ألزمت الشخصيات الوطنية الفاعلة في المعترك الوطني على اخذ وجهات نظر المواطنين والنخب الوطنية بنظر الاعتبار ولا سيما وجهات نظر المرجعية الدينة التي اثبتت بالتجربة وفي كل المحن والمنعطفات التاريخية انها المصدر المؤتمن والمجرب للنصح والمشورة وانها الضمانة الموثوقة لشد اواصر الامة وتآخيها في وطن موحد يظلله الاستقرار والأمان . لقد كان الدكتور السيدعادل عبد المهدي على بينة من المسار الراهن الذي تسير عليه التدابير السياسية والاجرائية التي تزيد من الجمود السياسي والحكومي وانها بمسارها هذا معطلة ومعوقة لوضع البرامج الحكومية في موضع التطبيق وان الذي يدل عليه المسار الراهن هو ان الحاجة الى الاخذ بمشورة المرجعية الدينية والشركاء والرأي عام هي حاجة ملحة تتطلبها الشراكة الوطنية ، كما ان ترشيق الحكومة وتقليل ترهلها يمنحها القدرة على التحرك ويصب في مصلحة المواطن الذي سأم أنتظار تدوير عجلة البناء ويأس من احراز مستحقاته الطبيعية في التمتع بخيرات بلاده بعد حرمان طويل والعيش بأمن وآمان بعد عهود طويلة من الحروب والنكد والتجويع والتجهيل .ومن المؤسف ان نجد من ارتضى لنفسه ان يكون قطعة غيار غير مجدية في ماكنة معطوبة تحتاج الى جهد استثنائي وحملة وطنية شاملة لاصلاحها وتأهيلها من قبل فريق وطني مجرب ومحترف وجامع للرؤى الوطنية المختلفة من غير تدافع وتزاحم غير مدروس على مواقع المسؤولية حيث تكون في ذلك التدافع الغلبة للاستأثار والهيمنة وهذا ما قاد عملية التحولات من مشروع بناء الى ازمة حكم اخذت تعصف بالبلاد بعيد انتهاء الانتخابات النيابية الاخيرة والى الان .
https://telegram.me/buratha