قلم : سامي جواد كاظم
المسائل الخلافية بين المذاهب واقع حال وعملية تجاوزها لا يتم وان تم فيعني اقتناع احد الاطراف بما خالفه الطرف الاخر وهذا امر اقرب الى المستحيل وليس بمستحيل بدليل حركة الاستبصار الى مذهب اهل البيت عليهم السلام التي اخذت بعدا واسعا ، وهنالك مسائل خلافية منذ الازل لم تستطع كتب التاريخ والمصادر المعتمدة لدى الاطراف المتخالفة في احتواء هذا الخلاف ، وكتب التاريخ ليس بمفهومها المتبادر الى الذهن ، بل بفهوم الادوات التي تكتب التاريخ هي التي عجزت عن حل المسائل الخلافية .وعقيدة الامامية الاثني عشرية بولادة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف من المسائل الخلافية المستعصية بينهم وبين من يخشى صحة الولادة ، والمعلوم كل ما يتعلق بالامام المهدي وان اختلفت التسميات والهوية لدى البعض الا انه المنتظر هذه المتعلقات تكاد تكون متطابقة ولا خلاف عليها واهمها هو ان ظهوره يكون بعد ما تملأ الارض فسادا وجورا فيظهر ويملأها عدلا وقسطا ، اذن السؤال لماذا لا يؤمنون بولادة الامام المهدي (ع) ؟الايمان بولادته يعني صحة من يؤمن به وصحة من يؤمن به يعني صحة رايهم في المسائل الخلافية مع الغير على مر العصور وهذه المسائل الخلافية اولها هو اغتصاب الخلافة وتنحية الائمة الذين فرضت طاعتهم علينا فكل خليفة عاصر المعصوم هو غاصب للخلافة ، وكل مسالة اختلف عليها المعصوم مع الخليفة تثبت صحة المعصوم منها فدك على سبيل المثال هذه الاثباتات تتعلق بولادة المهدي عليه السلام ، حديث الثقلين له علاقة بولادة الامام المهدي ،فيكون حديث وسنتي من الاكاذيب ، حديث الغدير له علاقة بولادة الامام المهدي ، فيصبح اكمال الدين هي الولاية وليس التاويلات الاخرى والولي يصبح الخليفة المطلق وليس الناصر والمؤيد وما الى ذلك من تفسيرات بين العرجاء والعوراء ، عقيدة النبوة والتوحيد ستنسف لدى المخالف عندما يثبت لهم ولادة الامام المهدي ، لان الله ورسوله كثيرا ما اكدوا على شخصية المهدي ، والا انهم يعتقدون ويؤمنون ان قدرة الله عز وجل على اطالة عمر الانسان امر يخضع لقانون الله عز وجل كن فيكون ، وليكن عمر المهدي مئة عام، الف عام، الفا عام، امر لا يهم ، ولكن الاشكال فيه هو النسب والسبب ، وهم يؤيدون الحديث الذي معناه لو لم يظهر المنتظر في اخر يوم من الكون فان الله عز وجل سيطيل هذا اليوم حتى ظهوره ، وهنا عندما يطيل هذا اليوم فهل سيولد ويظهر باعجاز ام انه مولود واذن له بالظهور ؟ واي الخيارين لا يصب في صالح الذين ينفون ولادته ، فلو الاعجاز جعل الولادة والظهور في اليوم فلم لا يكون في اطالة العمر ؟ وان كان مولود واذن له بالظهور فهذا هو المطلوب .عند اثبات ولادته سوف لا يكون برنامج الحوار الصريح بعد التراويح ، عند اثبات ولادته سوف لا تكون هنالك فتاوى وهابية ، عند اثبات ولادته سيفتضح مدعي المهدوية والسفارة ، عند اثبات ولادته ستغلق قنوات الصفا و وصال وبطلهم اللوطي عرعور ، وعليه المشكلة اصلا ليست في معجزة عمره الطويل بل المشكلة لديهم بما تترتب عليه عقائد النافي لولادته ، سالت احد الذين ينفون ولادته قلت له هل تتمنى ان تعيش في ظل حكم عادل ولا يجور المسلم على اخيه المسلم وتتوفر كل سبل العيش بكرامة وحرية وايمان ، اجاب نعم ، قلت له وهل سيحقق ذلك المنتظر ؟ اجاب بالتاكيد ، قلت اذن تمنى معي ان يعجل من بسط حكومة المنتظر ليحقق لنا ما نصبو اليه ، تهرب وتلعثم ورفض الدعاء ، اذن اين تكمن نقطة الخلاف ؟!!ولادة الامام المهدي تنسف ملل وشعوب وعقائد لان ولادته وظهوره يعني لا مسائل خلافية بل الحق بين ومن لا يرضخ للحق فالقصاص حاضر ،وصحة ولادته يعني صحة ما جاء به اباؤه واجداده اي سلسلة الاثني عشر امام، هذه السلسلة ترعب المخالف وتنزل الاطمئنان للموالف .في المسجد الخلفي للمسجد النبوي الحرام كتبت عدة اسماء في اعلى جدران المسجد ومن بينها كتب المهدي ونقلت لنا رواية انهم كلما حاولوا تغيير اسم المهدي فانهم يفاجئون ببقائها ، وهذه الرواية من اناس ثقاة في السعودية لا اود ذكر اسمهم ، كما وان الامام المهدي ليس بحاجة لاثبات ولادته بل نحن بحاجة لذلك لاقتاع المخالفين.
https://telegram.me/buratha