مصطفى سليم
لقد تطورت أساليب الإطاحة بالخصوم وأصبح كل شيء مباح لكسب المعركة،بعد ان كان هناك ما يعرف بأخلاق المحارب،واحترام الخصم وان كان خصما، أما في العراق فالأمر مختلف كليا،وخاصتا أذا كان الأمر متعلق بالسلطة والاستحواذ عليها،لتعلوا الأصوات بين المتنافسين عاليه أيضا وتحاك الخطط وعلى غرار أفلام الجاسوسية،والتأمر السري لإدارة الأمور،ويلاشك فان المواطن المسكين هو ضحية هذه المسلسلات الدموية والطويلة حلقاتها واحد أهم الطرق لكسب المعارك هو أسلوب التصريحات المتعاكسة وفي نفس الموضوع من نفس الأشخاص(اختلاف الموضوع والمعنى)...وعلى ذلك لم يعد بمقدور المتابع للأوضاع السياسية في عموم البلد أن يشخص ما يجري فيه بدقة ووضوح فكما هو معروف بعالم السياسة أن هناك قادة ورموز هم المعنيين برسم خارطة عمل وحراك كتلهم السياسية و بمعونة أعضاء وقادة تيارهم وبمشورة مجموعه من المستشارين لوضع خارطة عمل وبما ينسجم مع تطلعاتهم وطموحاتهم وكثير من الكتل السياسية تشرع إلى وضع ضوابط (نظام داخلي) يحكم عمل أفرادها وخاصة في مجال التصريحات والصورة الإعلامية وهذا ما يعبر عنه بالناطق الرسمي...ألا أن المتسلقين لجذب الأنظار وتسليط الضوء وسرقته كثيرين ، فنرى بعضهم يلجأ إلى أسلوب السباحة عكس التيار لتحقيق أهدافهم المكشوفة وذات الصيغة القديمة(خالف تعرف) فنراهم يفجرون قنبلة من التصريحات هنا وهناك و التي يرصدها الأعلام ليحول بعضها إلى أعجوبة والبعض الأخر يسفها ويحولها إلى أضحوكة ، وما على كبار السياسيين ألا السكوت إذا جاءت هذه التصريحات لصالحهم أو اعتبار المتحدث ينقل وجه نضرة الشخصية فقط ولا يمثل رأيه رأي ألكتله أو مجموع أشخاص ذلك الكيان السياسي. وفي ظل ذلك يبقى المتلقي للمعلومات في شك وعدم فهم لما يجري، والسؤال هنا هل تأخذ الكتل السياسية التي تمر بمثل هذه المواقف، قرارا رادعا بشأن هذه التصرفات المحسوب والمقصود أو غير ذلك ممن يدلي بتصريحات مخالفه لرأي كتلته...؟أم ما خفي أعظم ..! وما يجري لعبه متبادلة الأدوار والوجوه..؟ وتأتي هذه التصرفات من باب جس النبض وقياس ردة الفعل ربما لتفاعل الشارع معها من جهة أو قراءة الكتل السياسية لها من جهة أخرى..وفي ظل هذا وذاك يبقى المواطن المسكين متحير ولا يدري من هو الصادق من غيره وتختلط عليه الأمور،وكل ذلك يؤسس إلى فقدان الثقة ما بين المواطن والقيادات السياسية مهما كان توجهها ولكن اكبر الخاسرين فيها من يتنزه عن هذه الأفعال المعيبة،والحقيقة انه الرابح الوحيد من ذلك في حالة أن يصبح المواطن يميز ما بين الصالح من الطالح وهذا الأمر لا يأتي عبر التمني بل البلد بحاجه إلى عمل كثير وجهود مضاعفه للوصول إلى هذه الأمنية ألمشروعه ولكن حسبكم الاستهانة بقرار الشعب فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن...
https://telegram.me/buratha