صبيح الناصري
سويبة وكيلة لوزارة التجارة كانت تتولى هذا المنصب منذ خمسة اعوام ,لكنها اجبرت مؤخرا على تقديم استقالتها من قبل رئيس الوزراء الذي اقنع رئيس الجمهورية جلال الطالباني ,حيث تنتمي سويبة الى حزبه بالضغط عليها لإقناعها بتقديم استقالتها تحت مزاعم انه لايمكن الجمع بين منصب الوكيل والوزير لمكون واحد .سويبة بحسب الموظفين في وزارة التجارة لديها خبرة كبيرة في محال التسوق الدولي ,لكنها خبرتها هذه لم تشفع لها لدى وزيري التجارة الدعوجيان السوداني والصافي اللذان شهدت الوزارة في عهدهما اسوأ فتراتها حتى في عهد العقوبات الدولية السابقة التي شهدت الوزارة فيها تخمة في مخازنها من مواد البطاقة التموينية دفعت بالنظام أحيانا الى توزيع حصتين لشهر واحد اما في عهد وزراء الدعوة فقد جاع العراقيون وباتوا يحلمون برغيف الخبز الذي حرمهم منه السوداني والصافي الذي اصبحت في عهدهما الوزارة غارقة في الفساد الى حد كبير ومخيف ,اضافة الى تردي مواد البطاقة التموينية وشبهات الفساد وبيع التنادر الخاصة بصفقات المواد الغذائية من قبل اشقاء الوزيرين ومحاسيبهما اللذين اصبحوا من كبار أغنياء البلد بعد ان كانوا فقراء ومعدمين . المالكي اتهم سويبة بتكريد الوزارة بينما كانت في الواقع وما تزال مدعونة,حيث خشي من فتح المزيد من ملفات الفساد في الوزارة التي تدين محاسيبه السوداني والصافي الهاربان حاليا في لندن متنعمين بملايين الدورلات الخاصة بشراء مواد البطاقة التموينية التي اصبحت في عهد حكومتي الدعوة الاولى والثانية من ابخس الأنواع واكثرها رداءة رغم وفرة خزينة التجارة من الأموال والتي تسمح لها باستيراد الكافيار الفاخر والغالي الثمن الى المواطنين العراقيين . لقد كان الطاغية صدام مصابا بالكثير من العقد التي جعلت منه شخصا دمويا وحاقدا على العراقيين ,حيث تعمد تجويع العراقيين وإذلالهم وحرمانهم من ابسط وسائل الحياة ,حيث كانت حياة العراقيين في عهده عبارة عن عوز وفقر وتشرد . اقطاب حزب الدعوة وقياداته كانوا هم ايضا على شاكلة صدام ومصابين بنفس عقدة الطاغية ,حين تعمدوا وبشكل مقصود حرمان العراقيين وتجويعهم وإذلالهم وبنفس الطريقة عن طريق التصرف باموال الحصة التموينية لحسابهم الخاص وعدم شراء المواد المخصصة للبطاقة التموينية وتبديد الاموال تلك وتوزيعها ما بين قادة الحزب الإبطال الاشاوس واشقائهم واقاربهم الذين فاقوا في ثرواتهم امراء السعودية حتى .لم يتحمل قائد حزب الدعوة الضرورة وجود سويبة التي كانت تستعد لفتح ملفات الفساد في عهد الدعوجيان السوداني والصافي فتمت الاطاحة بها ,خصوصا وان الحزب يمهد منذ الان لولاية رئاسية ثالثة تجعل من العراقيين الشعب الاكثر جوعا وفقرا وتشردا . ملف وزارة التجارة الساخن الذي يمثل اهانة كبيرة لكل العراقيين الذين يفاجئون كل يوم بحجم الفساد الكبير ومقدار الاموال الضخمة التي جرى نهبها بشكل معلن وبذل رئيس الحكومة كافة جهوده في سبيل تبرئة قطبي حزب الدعوة البطلين اللذان بذلا كل ما يمكن عليه من جهود في سبيل نهب اكبر قدر ممكن من الاموال من خزائن وزارة التجارة فاذا بالسوداني يخرج ما بين ليلة وضحاها من السجن بريئا من كل التهم رغم الادلة العديدة التي تدينه بوضوح ,حيث مورست كافة اشكال الضغوط السياسية والعشائرية على المحكمة التي جرت فيها محاكمة السوداني البريء التي عملت على اطلاق سراحه بسرعة عجيبة وجرى إتلاف الأدلة والوثائق الدامغة التي كانت تدينه بينما تراجع قاضي محكمة التحقيق في البصرة عن امر القاء القبض على الوزير الصافي الذي لم توزع في عهده حبة رز واحدة ,نتيجة لنفس الضغوط السياسية والحزبية والعشائرية والتي تجعل من قضائنا اضحوكة ودمية يتلعب بها رئيس الوزراء . اخرجت سويبة من وزارة التجارة وقريبا سيتم طمر الادلة التي تدين السوداني والصافي وسيستمر حزب الدعوة بزحفه الملياري لإتخام ارصدة قادته الكبار برزم المليارات المخطوفة من افواه الاطفال الجياع والنساء الارامل والمعوزين والفقراء اللذين منحوا قادة تذاكر المرور الى رئاسة الحكومة وعضوية البرلمان فكان جزاؤهم كجزاء سنمار وليس بعيدا ذلك اليوم الذي سيعيرنا فيه ابو اسراء وغيره بانه لولاهم لكان العراقيون جياعا ومتشردين .
https://telegram.me/buratha