اسعد عبد الجبار
القسم السابع ----------------- طيلة اعوام الثمانيات والتسعينات عمل حزب الدعوة الاسلامية وبتخطيط محكم ودقيق للتشهير بالمرجعية الدينية والاساءة اليها وتشويه صورتها، انسجاما مع توجهاته في افراغ من محتواها واضعاف دورها في المجتمع، ولاثبات ان قرارها بحذف المجلس الفقهي كان خطوة صحيحة وفي محلها.ولان وجودها الرئيسي كان في ايران فأنه تجنبت الاساءة لامن قريب ولا من بعيد الى الامام الخميني رحمه الله ولا الى مراجع الدين الايرانيين الاخرين، وهو نوع من الزدواجية والنفاق السياسي والفكري والعقائدي الذي يلجأ اليه بعض الاحزاب السياسية عندما تكون المصالح الخاصة هي الاولوية، ويصبح المبدأ الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) هو دستور العمل والتحرك ، وهذا المبدأ نفسه الذي عمل به معاوية بن ابي سفيان ورفضه الامام علي عليه السلام بقوله( والله ما معاوية بأدهى مني لكنه يفسد ويفجر) ، أي يريد امير المؤمنين القول بأن معاوية كان مستعدا لفعل أي شيء من اجل تحقيق ماربه السلطوية الدنيوية.ونعود للمجلس الفقهي ، فقد تحددت وظيفته بجانبين :1-متابعة مسيرة الدعوة وتسديدها وضمان سلامتها ومطابقتها للاحكام الشرعية والاحكام الصادرة من جانب الولي الفقيه العام الذي تدين له الامة، وذلك بمتابعة فكر الدعوة وثقافتها واعمال القيادة واللجان التابعة لها.2-التصدي لمليء الفراغ فيما يحتاجه الحزب في الموضوعات بأعمال الولاية الشرعية فيما لم يتم التصدي له من قبل الولي الفقيه الذي تدين له الامة ومتابعتها . ويكون قرار المجلس الفقهي قرارا شرعيا نافذا على الحزب بشرط امضائه من قبل فقيه المجلس وعدم تعارضه مع الاحكام الصادرة من الفقيه الولي العام.ويشير السيد محمد مهدي النجفي في دراسته الى انه (لما كان للمجلس الفقهي دور الاشراف على فكر وثقافة الدعوة ومطابقتها لحكم الشريعة ، وكذا مراقبة اعمال القيادة العامة واعمال اللجان التابعة لها لاجل تطبيق قراراتها ومواقفها مع احكام الولي العام ومليء مواطن الحاجة الى اعمال الولاية .. وهو مايعبر عنه بأشراف الولاية ، اذن يكون له الدور القيادي والمهم جدا في التنظيم ، فكأن القيادة الحقيقية بيده لابيد قيادة التنظيم .. هكذا الامر بهذا الحجم من الاشراف والتوجيه والقيادة الحقيقية لم يهضمه قادة التنظيم فبدأ باستيعابه العملي لديهم ليس بالامر الهين ، قرارات المجلس الفقهي منذ بداية التأسيس لاتجد اذانا صاغية). وينقل بعض المطلعين على خفايا الامور ان عدد من كبار قيادات التنظيم كانوا يرددون بتهكم بعد الغاء المجلس الفقهي (نحن نعرف الصلاة واحكام الصوم وتلاوة القران والحلال والحرام ولانحتاج الى مجلس فقهي ليعلمنا هذه الاشياء). وبحسب النجفي فأن الاخوة في القيادة - وهو واضح من خلال تعاملهم مع المجلس الفقهي - يريدون من الولي الفقيه قدرا ما يكون للتبرك او يكون غطاء سياسيا للتحرك لكي لاترد تهمة عدم الايمان بولاية الفقيه ، وهذا المنحى في تطبيق الولاية -في الواقع - م مخلفات الافكار والثقافات القديمة التي امتحنت بها الدعوة الاسلامية سنين طويلة)..وللموضوع صلة ...م
https://telegram.me/buratha