المقالات

المسؤولية بين التكليف والتشريف

758 23:58:00 2011-07-14

عادل الجبوري

"لقد كان الخيار صعبا ، ونحن ندرك قيمة ومعنى ان يكون رجل مثل عادل عبد المهدي هو موضوع هذا الخيار الذي اقدمنا عليه بعد صراع مرير بين رغبة السيد عادل وقناعاته من جهة وبين مشاعرنا وحاجتنا الى وجوده وجهده وعمله معنا من جهة اخرى".هذا بعضا مما جاء في بيان فخامة رئيس الجمهورية في بيانه بشأن قبوله استقالة نائبه الاول الاستاذ عادل عبد المهدي على مضض.وفي هذه العبارات والعبارات الاخرى التي تضمنها بيان فخامة الرئيس تشير بوضوح الى تقييم موضوعي ومنصف -بعيد عن المجاملة-هو في الواقع نتاج تأريخ سياسي مشرف لعبد المهدي، تكلل بدور محوري، وحضور فاعل، وفكر خلاق خلال الاعوام الثمانية المنصرمة التي تعد واحدة من ابرز واهم واخطر محطات تأريخ العراق المعاصر.ميزة عبد المهدي انه على خلاف الكثير من رجال السياسة العراقييين لم يكن يبحث عن مواقع وامتيازات ويتزاحم ويتدافع مع الاخرين على المنابر والاضواء، بقدر ما كان يسعى لان يكون عنصرا مساهما وفاعلا في بناء العراق الجديد على اسس سليمة، ولعل هذا كان ديدنه وهمه خلال مرحلة المعارضة، وكان دوما عامل تقريب بين وجهات النظر والمواقف والرؤى المتقاطعة والمتباعدة، بما من شأنه ان يفضي الى احتواء المشاكل والازمات، وفتح افاق للخيارات الافضل والحلول الانجع. ولم يدخل في مماحكات ومناكفات وصراعات شخصية وفئوية ضيقة مع هذا الطرف او ذاك، واكثر من ذلك كانت رؤاه واطروحاته المعتدلة والمتوازنة موضع قبول وارتياح وترحيب طوال الوقت من قبل مختلف القوى والتيارات والشخصيات السياسية.كل ذلك لانه لم يكن ينظر للمسؤولية وبما يترتب عليها من مواقع وعناوين وامتيازات على انها تشريف بل انطلاقا من كونها تكليف، واداء للامانة، وسعي دؤوب لتقديم الخدمة للشعب، ولو كان يتعاطى مع المسؤولية على انها تشريف لما زهد بالمنصب ليس الان ، بل منذ فترة طويلة.ولانه صاحب رؤية ومنهج، وحريص على البذل والعطاء فأنه وان غادر المنصب الحكومي، الا انه سيبقى حاضرا وبقوة في ميدان العمل والخدمة، ومثلما قال فخامة الرئيس"نحن على ثقة اكيدة بأنه باق، عملا وفكرا، الى جنب رفاقه واصدقائه واخوانه وزملائه في العملية السياسية التي كان ومازال من ابرز رجالاتها والخلصين لها".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك